TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تعديل المناهج
09/09/2016 - 12:15pm

طلبة نيوز- الدكتور محمود رمضان الجبور

تتعرض فكرة تعديل المقررات لحملة شعواء على صفحات التواصل الاجتماعي ، وبعض المواقع على الانترنت ، وقد انبرى غير واحد من أصحاب الصوت العالي من كتاب المقالات للتشنيع على فكرة تعديل المحتوى التعليمي في مقررات التربية الوطنية واللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات ، الأمر الذي استفز في شهية الفضول للنظر في النقد الموجه إلى هذا التغيير والوقوف على التعديلات التي جرت فعليا على تلك المقررات ، وكان أن خلصت إلى ملاحظ ، أذكرها هنا ، علما أنني أدعي الحياد ولا دخل لي من قريب أو بعيد بالقائمين على التعديلات أو المكلفين بإجرائها :
أولا :لا يختلف اثنان على أن المقررات القائمة الآن عقيمة ، وقد ساهم في تشويهها أناس لا علاقة لهم ببناء المقررات والمناهج ، متطفلون متنفعون ، ليس لديهم رؤيا ، سواء أكانت رؤيا للهدم أو البناء ، فلو كانوا يصدرون عن رؤى هدامة لوجدنا عملا ممنهجا واعيا للأهداف والوسائل والنتائج .
ثانيا : ثمة تشويه وتدليس وتزوير وادعاءات عارية عن الصحة ، تهدف ،كما يبدو، إلى إثارة القلاقل والنزاعات ، وهي ،بظني، ليست مدفوعة من قوى خارجية أو داخلية ، إنما نزعات فردانية لا يدرك أصحابها مدى الضرر الذي تسببه للمجتمع ،ومع ذلك لا أبرئ البعض من قصدية التشويه وإثارة البلبلة ، خاصة من يسوؤهم حالة الاستقرار في بلد تحيط به النيران من كل جانب . من ذلك على سبيل المثال إيراد نص يدعي ناشره أنه موجود في كتاب التربية الوطنية يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ليتبين بعد التدقيق البسيط أن النص من مقرر دولة الاحتلال الإسرائيلي .
ثالثا : للأسف الشديد ينخرط بعض الغيورين على مصلحة الدولة الأردنية ، ومصلحة المواطن في بنيته الذهنية والمعرفية وخصوصية ثقافته العروبية في هذا السجال ، دون إدراك منهم إلى ما هم منساقون وراءه ، دون تمحيص وتدقيق ، تدفعهم إلى ذلك هواجس وتوجسات وفقدان الثقة بالقائمين على سياسة أمور العباد والبلاد ، فقدان ثقة أوجدته تجارب سابقة .
رابعا : النظر في التعديلات التي تنشر يظهر سذاجة وتبسيطا وتسطيحا ، وهي لا تستحق الوقوف عندها ، فحذف كلمة أو جملة أو آية قرآنية أو حديث نبوي شريف من مقرر لن ينتج جيلا ينبذ العنف والتطرف ،وينشر ثقافة التسامح والإخاء والتعاون ، إن عدم وصف ابن بطوطة بأنه كان حافظا للقرآن الكريم لن يجعل الناس يبتعدون عن حفظ القرآن الكريم ، لنتذكر هنا أن ليبيا ، وعلى الرغم من تخضيرها لعقود بالكتاب الأخضر تحتوي أكبر عدد من الحفاظ في الوطن العربي .
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)