TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تنافس وصراع عربي على رعاية  الأماكن المقدسة في القدس الشريف 
27/02/2019 - 2:15pm

بقلم الدكتور عارف بني حمد 
تتميّز القدس بأهميّتها في جميع الديانات السماويّة، ولكنّها تحظى بمكانة خاصّة عند المُسلمين، فقد كانت أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وأوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بشدّ الرحال إليها بعد المسجد الحرام في مكّة، والمسجد النبوي في المدينة المُنوّرة، كما تتمثّل أهميّة القُدس الدينيّة في كونها مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام في معجزة الإسراء والمعراج، إذ صعد منها إلى السماء، وصلّى بالأنبياء السابقين، كما في قوله تعالى( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). 
تم مؤخرا تسريب أخبار (مصادرها إسرائيلية ) بأن صفقة القرن تتضمن تشكيل لجنة تشرف على رعاية الأماكن المقدسة في القدس ، تضم دول عربية. وبدأت الصحافة الاسرائيلية تروج لمثل هذا السيناريو الذي تعتبره القيادة الاردنية من الخطوط الحمراء. وسبق للملك عبدالله الثاني ان اعتبر بأن القدس والدور الاردني في رعايتها من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة بالنسبة لبلاده.
وعلى ضوء المناكفات العربية - العربية والمحاولات الإسرائيلية زيادة الشرخ وتعميق الخلافات العربية – العربية للإستفراد بكل دولة عربية للحصول على تنازلات ، نوضح الحقائق التالية : 
1. أن المسجد الاقصى يخضع للإحتلال الإسرائيلي منذ هزيمة النظام العربي عام 1967 ، وبالتالي أي رعاية عربية للأماكن المقدسة في القدس الشريف لا تتم إلا بموافقة الإحتلال . 
2. تولى الأردن دور الوصاية الدينية على الأماكن المقدسة في القدس( إعمار وأوقاف ) ، كون الضفة الغربية كانت تتبع للأردن قبل إحتلالها عام1967 ، وبموافقة السلطة الفلسطينية ، حتى لا يتم ربط الأماكن المقدسة بوزارة الأديان الإسرائيلية .
3. بعد الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها مؤخرا ، وبسكوت وربما رضا بعض الدول العربية ، تغيرت المعادلة وأصبحت الوصاية الهاشمية مثار نقاش ومراجعة . 
4. إن للبيت رب يحميه ، والمسجد الأقصى بيت من بيوت الله الثلاثة المقدسة التي تشد اليها الرحال ، وهو يحتاج الى تحرير وسيادة عربية وإسلامية وليس رعاية تحت إحتلال . وبالتالي فإن الله العظيم سيتولى الدفاع عن بيته الشريف ، وسيهيئ الظروف لتحريره ، ولن يمنح شرف تحريره إلا لرجل من عباده الصالحين . فقد تم فتح القدس في عهد الفاروق والعملاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان قائد الجيش الذي حاصر القدس بقيادة أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه. وعندما إحتله الصليبيون حوالي تسعين عاما ، قيض الله لهذه الأمة رجلا مسلما صالحا غير عربي وهو القائد المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي نال شرف تحريره . 
5. ربط الله أمن المسجد الأقصى بأمن المسجد الحرام (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ...)، فالمسجد الأقصى هو خط الدفاع الأول عن المسجد الحرام .
6. الشعب الفلسطيني المرابط والصابر والصامد يواصل تقديم التضحيات للدفاع عن الأقصى أمام الهجمة الصهيونية لتهويد القدس ، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية .
7. الإنسان العربي ينتظر من قادته التنسيق والإعداد لتحرير المسجد الاقصى ، وليس التنافس والتناحر والتنسيق مع اليهود للعب أدوار إقليمية وهمية على حساب المقدسات. 

اللهم فرج كرب هذه الأمة التائهة وهيئ الظروف لإسترداد كرامتها المهدورة بين أمم الأرض. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)