د. زياد عبد اللطيف البطوش
كم نحن بحاجة الى تقييم شامل وعادل ومحايد وواضح الأسس للمدة الرئاسية لرؤساء بعض الجامعات التي أوشكت على انتهاء مدتها القانونية تقييم يشمل الإنجازات الواقعية الحقيقة - لا اقصد الصورية والاعلامية- التي تحققت بعهدهم سواء للموظفين أو أعضاء هيئة التدريس أو الطلبة أو البحث العلمي...الخ، وقضايا التظلم التي وجهت لإداراتها وملفات الفساد في ديوان المحاسبة التي حولت الى هيئة النزاهة وجمدت بفعل الضغوطات، وتقدمها الحقيقي على سلم التصنيف المحلي والدولي غير المدفوع مسبقا...
إن ما يجري في الجامعات والهيئات الرقابية عليها أمر يدعو الى القلق ووجوب التحرك بسرعة لتصحيح مسار التعليم العالي في الاردن، فبعض إدارات الجامعات تدار بنظريات الكعكة والتنفيعات والمصالح، وتظهر جليا في التعيينات للعمداء ورؤساء الأقسام والترقيات الأكاديمية واعتمادها على أبحاث وهمية مدفوعة الأجر، وتحكم جهات ومؤسسات اقتصادية بإداراتها واتخاذ القرارات عوضا عن مجالس الأمناء والعمداء، وغياب الرؤية الواضحة والاعتماد على مبدأ التسويف...
وأعتقد أن هذا التقييم لن يتم الا من خلال ثورة بيضاء داخل هذه الجامعات التي تضررت من مثل هؤلاء الرؤساء، ثورة تعتمد في مسيرتها على العقل والمنطق والقضاء العادل الذي يعيد المسار الى الطريق الصحيح ويأخذ على يد من لم يكن أهلا لهذا العمل بفشله الذريع...