TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جرائم «قابيليـّة»
18/11/2014 - 1:45am

طلبة نيوز- احمد حسن الزعبي

 
كل أوصاف الرعب والاستهجان والخوف والتساؤل والاستنكار والتعاطف والتأفف  لا تعني شيئاً أمام النزف المتكرر واليومي والمجاني الذي بات «يحزّ» بنية المجتمع من الوريد الى الوريد..
المسألة خرجت من الحديث  عن الجريمة وتوسّعها ، وسهولة القيام بها، وغياب الرادع اللاحق للفعل..الى ما هو أعمق واخطر وأكثر فزعاً، هناك حفر يومي في عصب الإنسانية بفأس «الشيطانية» .وهناك «تفنن» وتلذّذ في طريقة التنفيذ كما نقرأ بالتفاصيل..مما يعني خروج المسألة من «فورة دم» الى «عطش الدم»..
 أنا حزين وخائف  لأن الجريمة بدأت تأخذ شكلاً مختلفاً تماماً عما كانت عليه قبل سنوات، المؤشرات توحي بأن الأسرة الأردنية صارت «بيت العنكبوت» وهنا مكمن القلق ؛ صدقوني القصة ليس لها علاقة بالتفاؤل أو التشاؤم لدى الكاتب ، المسألة تعدتها إلى شواهد وأرقام ، باستعراض بسيط للجرائم التي وقعت خلال الأسبوعين الأخيرين ندرك تماماً أنها جرائم «قابيليّة» بامتياز، كانت الضحايا جلّها قرابة من الدرجة الأولى أو الثانية على ابعد تقدير.. 
في طبربور جريمة مركبة ؛ أم تقتل أطفالها الثلاثة ، بسبب اعتداء الأب جنسياً على إحدى بناته ، في مادبا شاب يقتل «من يحبها» وتقدم لخطبتها ويخفي جثتها في منجرة ثلاثة أيام ، في البقعة محامي يقتل  شقيقيه نتيجة  خلاف على قطعة أرض، في الزرقاء فتاة تطلق النار على والدها فترديه قتيلاً، في اربد أب يطعن بنته وحالتها العامة متوسطة ، في الزرقاء أب يقتل طفله الرضيع بعد ان رطم رأسه في حافة الرصيف  ثلاث مرات نتيجة خلافات مع زوجته..وغيرها العشرات لو اعدنا أرشيف الجرائم حتى الشهر الماضي....
لم نعد نسمع عن جرائم تخرج من دائرة القرابة ، أحد لم يعد يقترب من عدوه او منافسه او غريمه بقدر ما صار يجرؤ على شقيقه وشقيقته وابنه  وابنته وزوجته وامه وابيه ، المنافسة والعداوة والغرم انقلب الى الداخل وهذا مكمن الرعب وموطن القلق والخوف ..
من المهم جدا دراسة الظرف الذي تمرّ به العائلة الأردنية «نفسيا واجتماعيا»...يجب على المختصّين ان يدرسوا «بنية البيت الأردني» من جديد...هناك تهالك، وافتراس ،هناك خيوط للمصلحة اللزجة ، المَسَنّ وبيت الرصاص بيد «ابليس» والإيمان غائب تماماً..هناك سقوف تخرّ وجدران توشك ان تنقضّ  هناك «وهن» في البيت  ككل سارعوا بإصلاحه قبل ان تقتل العنكبوت شريكها وتأكل أولادها ويصبح آيلاَ للسقوط ....
قابيل يولد فينا من جديد ويتوحّش تحت جلدنا من جديد...ان لم يعد  العقاب من جنس العمل...فعلينا ان ننتظر الجائحة!. ​
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)