TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
"داعش" تفرغ الموصل من المسيحيين لأول مرة في تاريخ العراق
20/07/2014 - 3:15am

طلبة نيوز-

 قالت شخصيات أردنية إن المنظمة الإرهابية " داعش" تقوم بعملية تطهير ديني وطائفي واسعة النطاق في منطقة الموصل ونينوى في العراق الشقيق؛ وهي تخيّر المسيحيين العراقيين بين الذبح والتهجير والاستيلاء على الممتلكات والكنائس. وهذه العملية الهمجية التي تخدم الأهداف الصهيونية، مستمرة وتتصاعد الآن بوتيرة تزداد شراسة وتفضح الأهداف الحقيقية للإرهابيين في خدمة مشروع تهجير المسيحيين العرب من المشرق وتمهيد الأرض لتفتيت العراق والمشرق وقيام الكيان اليهودي. وهي تمثل الوجه الآخر للعدوان الصهيوني على غزة.
وطالب الموقعون الحكومة، بإصدار بيان صريح يدين عملية التطهير الديني والطائفي ضد المسيحيين في الموصل ونينوى، ثانيا، بالمبادرة الفورية إلى استخدام نفوذها في مناطق غرب وشمال العراق لوقف تلك العملية الاجرامية التي تؤثر على مستقبل مجمل المسيحيين العرب في المشرق، ومنهم المسيحيون الأردنيون.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فان مسيحيي الموصل وتحت التهديد بالسيف يغادرون للمرة الأولى في تاريخ العراق الموصل، مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة ماضية في مدينة انقلبت معالمها ما ان سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف قبل أكثر من شهر.
ورغم ان هذا التنظيم الذي أعلن قيام "الخلافة الاسلامية" من الموصل (350 كلم شمال بغداد) امهل المسيحيين حتى السبت للمغادرة، الا ان فادي وهو معلم واب لطفل رفض ترك الموصل حتى وان كلفه ذلك حياته.
وقال لوكالة فرانس برس "نحن ميتون اساسا انسانيا، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فاذا ارادوا ان يقطعوا هذه الروح، فانا مستعد لذلك، لكنني لا اغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها".
واضاف "فرت 25 عائلة من اقربائي الجمعة عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا الى السلب ونهبت جميع مقتنياتهم من أموال وذهب وحتى اجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم".
وتابع "حاول عدد من الشباب الاحتجاج على هذه التصرفات، ما اثار غضب المسلحين ودفعهم الى الاستيلاء على سياراتهم ودفعوهم للسير على الاقدام الى دهوك" (410 كلم شمال بغداد).
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لفرانس برس الجمعة "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين"، مضيفا ان "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في اقليم كردستان العراق.
وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها.
وذكر ساكو ان البيان دعا المسيحيين في المدينة "صراحة الى اعتناق الاسلام، واما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، او الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون اية امتعة، كما افتى ان منازلهم تعود ملكيتها منذ الان فصاعدا الى (الدولة الاسلامية)".
وافاد شهود عيان في الموصل التي تعود غالبية جذور المسيحيين العراقيين اليها ان بعض مساجد المدينة قامت بدعوة المسيحيين الى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان "الدولة الاسلامية"، ومؤكدة انه سيتم تصفية من يمتنع عن الخروج.
وكان بيان صادر عن "ولاية نينوى" حمل توقيع "الدولة الاسلامية" وتاريخ الاسبوع الماضي قد انتشر على مواقع على الانترنت، وجاء فيه ان هذا التنظيم اراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين "الاسلام" او "عهد الذمة" اي دفع الجزية، مهددا بانه "ان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف".
وبما ان هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فان "امير المؤمنين الخليفة ابراهيم"، زعيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي، "سمح" للمسيحيين بالمغادرة "بانفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد اخره كان يوم أمس السبت. وختم البيان "بعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم الا السيف".
وقال فادي "وصلني كتاب موقع من ديوان قضاء (الدولة الاسلامية) واستنتجت انهم سيقتلونني، لكني لا ارى جدوى للمغادرة، فانا اصلا نفذ عندي المال. وها انا اجلس هنا، انتظر الى حين ان ياتوني".
واضاف ان "عناصر داعش اخذوا من امرأة عجوز ما بحوزتها قيمته 15 ألف دولار. قالت لهم اعطوني مائة دولار فقط لادفعها اجرة للسيارة، فقالوا: نحن آسفون، ان المال اصبح ملكا للدولة الاسلامية ولا يمكننا التصرف فيه". وسحب المسلحون جوازات والبطاقات الشخصية لكل من يخرج من مدينة الموصل باتجاه اقليم كردستان، بحسب شهود عيان.
وقبيل موجة النزوح من الموصل، شهد العديد من القرى القريبة من هذه المدينة الاستراتيجية حالات نزوح كبيرة لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين اليها، وبينها بلدة برطلة المسيحية التي يعيش فيها نحو 30 ألف شخص وتقع الى الشمال من الموصل.
وتتعرض الكنائس في العراق منذ 2003 الى هجمات متكررة. وادى اخطر هجوم استهدف المسيحيين الى مقتل 44 مصليا وكاهنان في كنيسة للسريان الكاثوليك في قلب بغداد في 31 تشرين الأول (اكتوبر) 2010.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)