TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
دور أعضاء هيئة التدريس في تشكيل شخصية المتعلمين!
22/02/2015 - 5:45am

طلبة نيوز- د. أسمهان الطاهر

تساهم المؤسسات التعليمية في غرس القيم وتنمية العقول والادراك وإنتاج المعرفة، ومن ثم فإنّ دورها الأساسي لا يتمثل في مجرد اعطاء الطالب الحقائق أو المعلومات فقط بل يتعدى ذلك الى تشكيل السلوك والشخصية الانسانية المتوازنة . إن رسالة المدارس و الجامعات تتمثل اساساً في صقل قدرات الطلاب وزيادة قدرتهم على الفهم والتحليل والنقد، والاستيعاب للمناهج المعرفية المختلفة، وكيفية استخدامها، ولن ينجح ذلك دون الاهتمام بالنواحي السلوكية والتربوية.
أن مَن اختار مهنة التعليم عليه ان يكون مرشدا وموجها وناصحا أمينا للطلاب والباحثين لكي يعينهم على التعليم الذاتي، وتنمية قدراتهم الذهنية ومهاراتهم العملية، وتشكيل شخصياتهم وانضاجها في مختلف أبعادها وجوانبها. وتعتبر هذة القضية من اهم القضايا المتعلقة بالتعليم والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإصلاح التعليم وجعله يعمل وفق معايير جودة عالية المستوى، فعملية إعداد المعلمين وتدريبهم للقيام بدورهم التعليمي والتربوي مهمة وهي من اهم القضايا التي يجب أن يوليها قطاع التربية والتعليم، كما مؤسسات التعليم العالي الاهتمام الكافي حتى يتم تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية المرغوبة والمرجوة.
لابد ان تكون هذه العملية مستمرة وشبه دائمة ،تبدأ من المرحلة الاساسية الاولي حيث يتعامل المعلم مع اطفال صغار في السن يحتاجون الى الرعاية والاهتمام والمحبة كحاجتهم للغذاء ، لذلك يجب أن يتمتع القائمون بهذه المهنة بالاضافة الى العلم والمعرفة والمهارات التعليمية، بمهارات انسانية تمكنهم من التعامل مع الاطفال وفهم سلوكهم والتنويع في شخصياتهم حتى يستطيعوا حفزهم وجعل المدرسة مكانا يشعر به الطفل بالمحبة والامن والطمانينة ،لا مكان للقمع او العقاب، او مكان لعبء دراسي ثقيل .
 ولا يقل عن ذلك اهمية الطلاب في المرحلة الاعدادية والثانوية ،فعلى برامج اصلاح التعليم اعداد المعلمين لاكتساب مزيد من المهارات المتعلقة بالتعامل مع مرحلتي المراهقة ثم الشباب . فمثلاً مرحلة المراهقة يمر بها الطالب بفترة حرجة تحتاج الى الاهتمام والرعاية  لذا علينا في هذة المرحلة الاستماع للطلاب،فهم احتياجاتهم، تعزيزالسلوك الايجابي لديهم،  امتصاص ثورات غضبهم، احتضانهم بمحبة، مراعاة الفروق الفردية بينهم والتعامل وفق هذة الفروق دون اشعار احدهم بنقص.
بعدها تأتي مرحلة الانتقال نحو الحياة الجامعية وهي مرحلة الشباب اليانع، يحتاج الشباب والشابات في هذه المرحلة الى الاحساس بكيانهم واهميتهم كما تزيد رغبتهم في التعبير عن ارائهم ، لذلك على القائم بالرسالة التعليمية في هذه المرحلة أن يتعامل مع المتعلمين باحترام ومحبة وهدوء وروية ، وأن يوجههم نحو طرق التعبير عن ارائهم بطرق منطقية مقنعة للاخرين، حيث سيثمر ذلك ويؤثر بهم ايجابياً سواء على المستوى العلمي او على مستوى تشكيل الشخصية. ابناؤنا في مرحلة الطفولة والشباب كالتربة الجميلة الخصبة نستطيع زراعة الكثير بها، وكل ما نزرعة سنحصده لاحقاَ ، لذا علينا أن نزرع بابنائنا كل ما يمكن من محبة وخير لأنه حتماً سيثمر بعد سنوات انجاز وعمل وشخصيات متوازنة مفيدة لنفسها وللمجتمع.  

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)