TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ذكرى انشاء الجامعه الاردنية... يوم تاريخي في تجربة خالدة.
02/09/2018 - 11:15am

الاستاذ الدكتور نضال يونس

ستة وخمسون عاما مضت من عمر الجامعة الاردنية عندما أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه فى مثل هذا الشهر عام 1962 مرسوما بإنشاء الجامعة الاردنية لتكون نقطة انطلاق شرارة التعليم العالي فى الاردن، وقد مرت على هذا الحدث أفواج عاصرت بدايات الجامعه ثم نهضتها، فتطورها السريع بكفاءة جميع العاملين فيها واخلاصهم فى اعلاء شأن الوطن والنهوض بالامة؛ لأن من وضع اللبنة الاولى فى هذا البناء الشامخ ، أعطانا تكملة اعلاء العمران، وهي عملية تضع كل مدرس وطالب وعامل فى الجامعه أمام مسؤولياتهم في جعل امتداد هذا التاريخ متواصلا في جميع المهام الكبيرة والصغيرة..

ذكرى تاسيس الجامعة الاردنية اليوم لا ينبغى ان تقتصرعلى الفرحة والاحتفال بيوم تاريخي ترفع فيه الأعلام ويذكر فى الصحف والمجلات ، وإنما قراءة تلك السنوات الطويلة، وكيف أن تلاحم القيادة مع الشعب صنعت هذا الوطن العزيز بمؤسساته ومنجزاته، عندما قطع الاردن المسافات المعقدة والصعبة بظروفه السياسية والجغرافية ، وموارده الشحيحة، بالإرادة الكبيرة والإيمان العميق التى جمعت الاردنيين من مختلف الاصول والمنابت فى جامعة الوطن التى فتحت ابوابها على العالم الواسع تجذب تجاربه في العلوم والبحث والابداع مما ساهم فى توفير ثروة بشرية شكلت معمار وطن على مدى ستة وخمسين عاما.

من يراقبون ما يحدث اليوم داخل جامعاتنا وما يجري فيها من تحولات تعليمية وتثقيفية كبيرة، وبروز أجيال تحاكي تقنيات العصر الحديث، ربما لم يسمعوا عن الجهل والامية التى عاشها اجدادنا الذين لم تتح لهم فرص التعلم والانتقال الا بواسطة الحيوانات ، عندما كان سكان المدن الكبيرة لا يعلمون ولا يدرون عما يدور فى القرى والارياف بسبب القطيعة الجغرافية، بينما اليوم رسالة من هاتف أووسائل التواصل الاجتماعي تضعك أمام الطرف الاخر وجها لوجه في أي مكان من العالم، فضلا عن التواصل الثقافي وفهم الحركة البشرية أمام نظر الإنسان في المملكة، وكل انحاء العالم..

من كلية واحدة التحق للدراسة فيها 167 طالب وطالبة عام 1962 انطلقت الجامعه الاردنية لتحقق الانجاز الاكبرالذي يقوده الملك عبدالله الثاني حتى وصل عدد الطلبة لمايقارب من 40 الف طالب وطالبة يتعلمون فى (250) برنامج أكاديمي تقدمها (24) كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية التطبيقية والطبية والصحية ، كل هذا يحدث فى وقت نحتاج فيه لان نفهم طبيعة التحديات التى تواجه الجامعه، وأهمها الوعي الاكاديمي، حيث إن متطلبات مرحلة الاصلاح والتحول الديمقراطي يجعلنا على إدراك تام بأن المطلوب اليوم من الجامعات ليس فقط نشرالمعرفة العلمية وانما انتاجها وتطويعها لخدمة مجتمعاتنا، وأن الحرية الاكاديمية والاستقلالية الجامعية والتفاعل مع طبيعة الأحداث هو أحد مرتكزات بناء الشروع النهضوى الشامل الذى دعى اليه الملك عبد الله الثاني ، وأن اغلى ما يملكه الاردن اليوم هم الشباب المثقف والمتعلم المتحفز للعمل والمشاركة فى عملية معارك البناء المتواصل.

ذكرى تأسيس الجامعة الاردنية يعني تأكيد حضورها التاريخى على مسيرة التحديث والتطوير والتحول الديمقراطي فى الاردن، ولعلنا اليوم وفى غمرة احتفال الجامعه بتعين الاستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة رئيسا لها، نتطلع الى غد مشرق وامال عريضة لا يمكن تحقيقها إلاّ بالإيمان وإرادة العمل الجماعي المنظم.

بارك الله للرئيس الجديد وبارك للجامعة عيدها وجمع بينهما لما فيه مصلحة الوطن .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)