TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ذهب ذهب مع الريح
21/09/2014 - 5:15am

طلبة نيوز- أ.د يوسف أبو حميدان

في قصة قصيرة سمعتها ذات يوم للأديب الأردني عبد الحليم عباس أبو حميدان بعنوان لو أصبح الناس أغنياء. و تدور أحداث هذه القصة في قرية صغيرة يعمل أهلها بالتحطيب. وحدث ذات يوم أن أحد الحطابين أثناء عمله في الجبال عثر على معدن يلمع فظنه ذهباً. وبعث وراء أبنائه و أسرته لكي يساعدوه في نقل ما يستخرج من ذهب. ولاحظ أهل القرية ذلك فهبوا جميعاً إلى الجبل وبدأ كل يجمع بطريقته ما أمكن من هذا الذهب. وتعطلت القرية وأغلق الخباز فرنه والبقال بقالته والحلاق صالونه وبائع الخضرة دكانه وكلهم ينتظر الذهاب إلى المدينة لبيع ما جنى من ذهب( بالمناسبة الحكومة لم تكن تعلم بذلك). وعندما وصلوا إلى المدينة وعرضوا بضاعتهم إكتشف الناس أن هذا المعدن لا قيمة له. فرجعوا إلى قريتهم وعاد كل إلى عمله. وحمدوا الله أنهم لم يصبحوا أغنياء وإلا لتعطلت حياتهم. 
ربما يكون هذا هو هدف الحكومة أن لا يتعطل المواطن الأردني ويبقى يعمل دون كلل من أجل هذا الوطن. هذا لو كان ما اكتشف حقيقة على أنه ذهب وله القيمة التي تناقلتها وسائل الإعلام. ويبقى السؤال الذي يدور بخلد كل حطاب في هذا الوطن ما هو المعدن الذي استخرجته الجهات المختصة وما هي قيمته الحقيقية وإلى أين سيؤول. فالحكومة ووزارة المالية مطالبة ببيان رسمي إما لتأكيد ما يتناوله الناس أو نفيه. ويجب أن نعرف ما سيحدث لهذا الذهب. فنحن في عصر و زمن يحتاج كل مواطن إلى دعمة باستثناء الفاسدون الذين شبعوا من كثرة النهب.
ولكني أذكر الناس بأن هناك شائعة تقول بأن الحكومة وبعد أن تتأكد من نقاء الذهب المكتشف ستقوم شاكرة بصهره وعمل خواتم توزع على الشعب، لتخطب به وده وتجعله يحس بمدى اهتمام الحكومة بالشعب وبمدى ارتباطها به، و أنه مخطوب لها وعليه البقاء والوفاء لها. أما الشائعة الثانية فتقول أن هذا المعدن المكتشف هو نفسه الذي اكتشفه أهل القرية في الرواية التي ذكرتها لكم عندها نقول أن هذا الذهب قد ذهب مع الريح.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)