TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ظاهر وباطن
03/11/2015 - 4:30am

طلبة نيوز-  د. نزار شموط

لربما أصبحت التغيرات المفاجئة والطفرات سمة هذا العصر, حتى ان ذلك انسحب على السلوك الإنساني ، علماً أن علماء النفس يقولون ان السلوك الانساني يتميز بالثبات النسبي , بحيث أنك تحكم على شخص من خلال معرفتك لسمات شخصيته بأنه شخص متزن , صادق , , كريم ,ً متدين , وبأن اتجاهاته الفكريه والسياسيه كذا .
وآخر تحكم عليه انه متحرر, متقلب , لايركن الى رأي ثابت , تحكمه أهواءه في الحكم على الأمور .
هذا على مستوى علاقات الأفراد وحكمهم على بعضهم البعض , فكيف إذا تطلب الحكم على أصحاب فكر ورأي أو رجالات سياسة أو احزاب اونقابات , فهذا يتطلب المزيد من التدقيق والتمحيص , كون المرجعيات عن هؤلاء محكومة بقنوات محدودة وضيقة , ويتطلب تقييمهم والحكم عليهم مصادر موثوقه وحياديه , ولكن في هذه الأيام أصبحت قراءة الشخوص والحكم على اتجاهاتهم وأفكارهم قراءة مضللة، فالغالبية تحكم على الظاهر , وما يتناقله الناس , عن هذه الشخصيات العامه .
فلو سألت عن أحد الرموز الحزبية أو السياسية، او النقابيه , لقيل لك مثلاً إن هذا الرجل فكره كذا واتجاهاته كذا واهدافه كذا , وهذا في الغالب يكون ظاهراً للعيان من خلال طروحاته وسيرته المعروفة للقريبين منه .
وفجأة تجده انقلب على حزبه وأفكاره ومبادئه التي طالما حارب لأجلها , والتي يعلم بها القاصي والداني، وأصبح مخالفاً ومعادياً لما كان عليه .
وعندما تتقصى الأسباب تجد أن هذا الرجل وبكل وضوح هلامي ليس لديه ثوابت , يقفز من حزب إلى حزب أو من فكر إلى فكر بحسب ما يتحقق لديه من مصالح شخصية ، وهذا للأسف اصبح معروفاً عن بعض الشخوص الحزبية والسياسية والفكرية .
فإذا كانت سلوكيات وممارسات هذه الشخصيات العامة بهذا الشكل , فكيف نلوم العامة من الناس اذا تغيرت مواقفهم وانتماءاتهم ، وكيف يمكن أن يكون لدى المواطن اقتناع بالأحزاب او النقابات طالما إن هذا يحصل من بعض من يعتبرون انفسهم رموزاً , ويريدون أن يقتنع الناس بأفكارهم وطروحاتهم , وينظموا لمثل هذه الأحزاب , او النقابات التي انكشفت حقيقة بعض من كانوا يعتبرون قياديينً فيها .
فمن يريد ان يتطوع للعمل العام بكل اشكاله , يجب ان يكون صادقاً مع نفسه اولاً , ومع من منحوه ثقتهم , وان يغَلب الصالح العام على مصالحه الذاتية , وان يكون صاحب مبدأ راسخ , وفكر بَين واضح , بحيث يكون انموذجاً يقتدي به العامه ويكون مصدر الهامهم واحترامهم , يحمل همومهم و يدافع عن قضاياهم بكل اخلاص .
وهذا كله سيولد في نهاية المطاف اتجاهات ايجابية لدى عامة الناس نحو العمل الحزبي والنقابي , ويعمل على النهوض بمسيرتنا الديمقراطية ويحقق اهدافها .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)