TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عاملوا إسـرائيل مثل النظام السوري
12/07/2014 - 3:15am

طلبة نيوز- باتر محمد علي وردم

لم يعتمد الفلسطينيون على دعم عربي سواء في السلاح أو السياسة، ولكن مستوى الصمت المطبق الذي يحيط بالمجزرة الحالية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بات هو الأكثر انحطاطا في كل تاريخ العمل السياسي الرسمي العربي. المشكلة أن هذا الصمت يأتي بعد فترة من النشاط الغريب التي شهدتها أروقة النظام العربي الرسمي في التصدي للنظام السوري.
دعونا نكون واضحين تماما، فهذا المقال لا يقصد به الدفاع عن النظام السوري لأنه لا يقل وحشية ولا إجراما عن إسرائيل، فهو يقصف ويقتل شعبه تماما كما تقصف إسرائيل الشعب الفلسطيني. القضية هي أن الدول العربية قامت بخطوات لا يمكن تجاهلها تجاه النظام السوري ولو كانت هذه الخطوات مبنية على أسباب أخلاقية لعقاب العدوان والدفاع عن المظلومين لكان من باب أولى أن يتم تنفيذها ضد إسرائيل الآن.
القضية ليست معقدة. هنالك حاجة لتقديم دعم مالي من الدول المقتدرة سواء لتقديم العون الطبي أو إعادة بناء المناطق المدمرة أو حتى تزويد المقاومة الفلسطينية بالسلاح لتتمكن من مواجهة إسرائيل باللغة الوحيدة التي تفهمها وهي القوة. طرد السفير الإسرائيلي أو على الأقل استدعاؤه أو التعبير عن اي موقف دبلوماسي غاضب أصبح أمرا ضروريا لا يمكن تجاهله على الأقل من أجل الاستجابة للمطالب الشعبية الداخلية.
انعقاد جامعة الدول العربية بات أمرا ملحا ولو على الأقل لإظهار نوع من التضامن اللفظي أو الإعلان بأن النظام العربي الرسمي لا زال قائما وانه يمكن أن يجتمع في أمر مختلف عن التنديد بالنظام السوري. القضية المركزية للعالم العربي لا زالت وستبقى هي القضية الفلسطينية ومن المستحيل استبدالها بأولويات أخرى مهما كانت سيئاتها وخاصة الأزمة في سوريا أو العراق.
سوف يحصل الإسرائيليون من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى على فترة زمنية إضافية لمواصلة المزيد من التدمير قبل الوصول إلى تفاهم لوقف إطلاق النار يستمر لعدة أشهر أخرى. سوف تدعي إسرائيل أنها تسببت بضربة نوعية لحماس وأنها كانت تدافع عن نفسها، وسوف تقول حماس بأنها صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي وسوف يستمر الحصار الإسرائيلي ويستمر التنافر ما بين فتح وحماس ولكن ثمن كل ذلك قاس جدا من أرواح الناس وممتلكاتهم وأملهم في مستقبل مختلف. الخاسر الأكبر هو النظام العربي الرسمي الذي اثبت فشله في القيام باي دور ولو رمزي لصد العدوان الإسرائيلي وفشله في التعامل مع إسرائيل بنفس الطريقة التي تعامل فيها مع النظام السوري وهذا أمر في منتهى الحرج يساهم في انعدام مصداقية اية إجراءات عربية ضد النظام السوري أيضا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)