بقلم معن بهجت المجالي
تصادف بهذه اليوم الذكرى الثالثة عشر لرحيل المغفور له باذن الله تعالى المشير الركن (حابس رفيفان المجالي) جملة بسطور ذهبية وطنية متوجه بالنصر والفخار معطرة بأحد الرموز الوطنية مكلله بالنضال شامخةً برموز الرجولة العربية الأصيلة وممزوجةً بالشهامة والفداء منحت للجندية مذاقاً حلواً وبعبير قذف الرصاص الذي نحت به التاريخ عبارةً كتب عليها (حابس المجالي) .
حابس المجالي ... حقاً لم يأتي هذا الاسم من فراغ عاش شاباً عربياً حراً من الرعيل الأول حين تبوأ مسؤوليات كبيرةً وكرس حياته بالدفاع عن ثرى الأردن والذود عن ارض فلسطين منذ ان تقلد ارتداء شرف الجندية في عام 1932 إلى أن أصبح بفراسته مثابراً وفياً متدرجاً حينها توج قائداً للجيش المصطفوي عام 1958 ووزيراً أميناً حتى تقلد حقيبة وزارة الدفاع عام 1969 حتى أصبح صارماً بحنكته مسالماً ومدافعاً حين توج حاكماً عسكرياً عاماً وقائداً للجيش عام 1970 وصديقاً حميماً لجلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثرى إلا أن أصبح كبيراً لأمناء جلالة المغفور له لبعدها وزيراً للبلاط الملكي وعضواً فعالاً لمجلس الأعيان منح الفقيد العديد العديد من الأوسمة والشارات ومن دول شقيقة وصديقة .
عاش المغفور له المشير حابس المجالي متلهفاً عاشقاً ثرى الوطن وكان سبيلها وطريقها للوحدة والجهاد حتى زرع الجهاد في نفسه للإخلاص من أعداء الأمة متذكراً من خلال مطالعتي السابقة عن الراحل المشير (حابس المجالي) حيث انه أول عربي أردني شكل كتيبة أردنية قادها في حرب 1948 والتي هزمت الأعداء في باب الواد في عدة معارك والقدس الشريف واستمرت في باب الواد بكل معاني الشجاعة الباسلة المقدامة حتى وفي ذلك اليوم زار المغفور له جلالة الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين طيب الله ثرى الكتيبة الرابعة والتقى جلالته بالقائد حابس المجالي وقال له انك تقاوم فوق الأرض التي سار عليها عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين وانك اليوم تجدد أمجادهم .
ونعم وحقاً أقولها بملئ فمي أن هنالك رجال رحلوا عنا لكنهم أحياء بعطائاتهم وسيرتهم الخالدة والتي حملتنا إليهم بالمشاهدة لكن وللأسف اليوم ببعض الرجال أحياء وهم أموات ونعم وحقاً ان هنالك أناس أعطوا ولم يأخذوا مقابل اليوم للبعض اخذوا ولم يعطوا وان هناك رجال يحمدون بحاضرهم وماضيهم مقابل اليوم للبعض يحمدون رياءاً بحاضرهم حتى بنوا مجدهم وعزهم على أنقاض وجوع الآخرين .
كان للفقيد المشير حابس المجالي هيبة في شخصيته البهية وبصورة بها عنواناً لشرف الرجولة العسكرية والعربية عندها لم ينزع الكوفية الحمراء وعقال العز عن جبينه يوماً بالزي العسكري والزي العربي معاً الفقيد لم ينحني يوماً عن عشيرة أهله حتى أصبح زعيماً لعشيرة المجالي .
ولما عرفت عن فصاحة لسانه متكلماً بليغاً حكيماً بقلبه الشاعر بلغته الفصيحة المغمسة باللهجة البدوية وهي اللهجة المعبرة عن الأصالة والشهامة لسانه كالسيف أفعاله ترمى كالسهم الصائب حتى أسمى أولاده سيف وسهم . متذكراً في واجب قلبي تلك عن جملة يذكرها المجتمع دائماً عندما أوصاه الراحل الكبير الحسين بن طلال قائلاً أبا سطام دير بالك على الكركين وأجاب أبا سطام الكركيون أحرار ما بخاف عليهم وتبسم الراحل الكبير لحين قائلاً دير بالك على عشيرتك مجيباً عشيرتي هم جميع الكركيون النشامى . إلى أن تغنى به الوطن دوماً وفي أفراحنا بقصائد السامر العربي الأصيل وبأهازيج تراث النشميات عندما قالن أغنية متذكراً من مقطعها بمعنى (حابس حبسهم بباب الواد) من هنا وجب علينا للحنين وأذكار بمثل هؤلاء الرجال بكل زمان ومكان بإشهار اسمه فوق كل معلم وكل صرح وفي مثل هذا العام لعام 2001 جاءت الفاجعة المؤلمة حتى خشعت بأمر ربها بقدر الله وحكمة رد امانتة ولا اعتراض على حكمته تعالى وبعد أداء فريضة الظهر وأتباعاً لسنه رسولنا الكريم شيع الأردنيون وواسوا الكركيون بالراحل الكبير مكللاً بالعلم الاردني وبعربة مدفع وباوسمه الفقيد بمراسم عسكرية تخشع لها الأبدان وفي بيت أهله في مدينة الربه شيع ثرى الطاهر هناك
والحمد لله ان جعل فينا بمثل هذا الرجل حتى ورثنا المجد به والحمد لله على حكمته ورد امانته رحم الله الفقيد المشير الركن (حابس رفيفان المجالي)
اضف تعليقك