TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عين على الداخل
10/02/2015 - 12:00am

طلبه نيوز

احمد حسن الزعبي
أذكر انه في نهاية تسعينات القرن الماضي، تصاعدت بعض الجرائم النوعية في إحدى الدول الخليجية ، فقام جهاز الشرطة هناك بإطلاق خدمة جديدة اسماها «أمين» ، هذه الخدمة لا تحتاج من المبلّغ ان يذهب الى مركز الأمن بنفسه ليدلي بما شاهده أو يشاهده ، هو فقط يتصل على الخط الساخن ويعطي عنوانه الكامل ، وبعد دقائق يأتي إلى بيته عناصر باللباس المدني يأخذون الافادة وهو في مكانه..واذا كان المتصل سيدة كانوا يبعثون لها ثلاث سيدات من الشرطة المدنية يزرنها في بيتها ويأخذن المعلومات كاملة بهدوء واعتيادية بعيداً عن الإجراءات الرسمية المعقدة ، بعدها يعامل التبيلغ بأقصى درجات الجدية حتى لو كان البلاغ مجرّد «شكّ» أو هاجس دون ان يصل الى درجة التأكد او اليقين..طبعاً في حال لو لم يثبت شيء مريب مع جهاز الأمن ، لا يترتب اية تبعات إجرائية ضد المبلّغ على العكس كانوا يقدمون له الشكر بسبب حرصه الزائد على امن المجتمع والدولة..
نحن الآن نقوم بطلعات جوية شبه يومية والأنظار كلها تتجه الى خارج الحدود لترى الأدخنة تتصاعد والأهداف تقصف ، بالمقابل الخوف أن هذا التنظيم يبدأ بالململة من تحت القصف ،ولأن الأردن يصارعه وجهاً لوجه..لذا لن نتوقّع ان يطلق التنظيم صاروخاً من الرقة او الموصل تجاهنا...هو سيفكر باستراتيجية للرد تكون مختلفة و غير متوقعة –لا سمح الله- ليقول ما زلت موجوداً وقادرا على ضم قبضتي كما كانت..
نحن بحاجة الى خدمة أمنية تشبه الخدمة التي ذكرتها في بداية المقال...لتبقى العيون مفتوحة حتى وهي نائمة...بالأمس دخلت الى دائرة حكومية كبرى فيها ألاف المراجعين وقت الصباح ، على حاجز التفتيش بالكاد لمس رجل الأمن طرف «جاكيتي» وسمح لي بالدخول ..وقفت قليلاً ورجوته ان يقوم بالتفتيش الدقيق في المرات القادمة...
مراكز التسوّق «المولات» ، الجامعات ، الفنادق ، الدوائر الحكومية الحيوية ،عشرات الآلاف يزورونها يومياً، ونقاط المراقبة على الداخلين فيها ما زالت «رخوة» ، مع احترامنا لرجل الــ»سيكورتي» في بعض المنشآت الكبيرة ، اما يكون غافياً على كرسيه ، او ملهياً بــ»الموبايل» أو يلوذ بغرفته ليفتح علبة «تونا»..حتى لو قمت بإدخال «دبابة» فأنه لن يراك...
نريد مزيدا من اليقظة..مزيدا من الانتباه..فلا نوم بعد اليوم..
لأن العدو لا ينام.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)