طلبة نيوز- عبدالهادي راجي المجالي

هناك تعميمات تصدرها الحكومة بمناسبة وبغير مناسبة وبسبب وبدون سبب مثلا .... هناك تعميم للدوائر الرسمية , هناك تعاميم تصدر في العطل والمناسبات ...هل من الممكن أن تصدر تعميما يحمي القلب الأردني ...؟

سأشرح كيف ...

الثقافة هي وجدان أي شعب وهي هويته وضميره , وللأسف لدينا أشقاء عرب أبتليت بلادهم بحرب ضروس وجاءوا إلينا , بعضهم يعزف وبعضهم يمثل وبعضهم يدرس الموسيقى , وبعضهم ..أول من أمس قال لي وللزميل الكاتب رمزي الغزو حين أردنا حضور عرض مسرحي مع بعضنا :- ( معلش أتعلموا تحكوا بأدب) ...هذا يعني أن بعضهم يعلم الأدب والأخلاق أيضا .
المؤسسات الثقافية في الأردن , أنشئت لعرض موروثنا الثقافي ..وهي في الدرجة الأولى وجدت لخدمة الفنان الأردني , لكن الغريب أن جزءا كبيرا تحول لخدمة الأشقاء العرب وعلى حساب الفنان الأردني , والعازف الأردني , والممثل الأردني ...والشاعر الأردني , وحتى من يريدون أن يكونوا (كومبارس) في عمل ما .
نحن بلد قومي , نحتضن الاشقاء ونغمرهم بالدفء , ولكن ...حين يقف مواطن من بلد عربي شقيق , ويحمل جواز سفره البريطاني , ويهددنا جميعا بأن يكتب عنا في صحف بريطانيا .لأننا طلبنا منه , أن يرفع ( الجاكيت ) الخاص به عن مقعد بجانبه كي يجلس مواطن أردني عليه , فتلك قصة تحتاج منا أن نعيد النظر في عمل المؤسسات الثقافية , وطريقة تعاطيها مع الاشقاء .
بحكم إدارتي لمركز الحسين الثقافي يأتي إلي مجموعة من الفنانين الأردنيين , وشكواهم تزداد ...يوما بعد يوم لأن الأشقاء العرب , أخذوا مكانهم في التمثيل وبأجور أقل , وحتى أساتذة الموسيقى , لم يعودوا يجدوا طلابا يدرسونهم لسبب بسيط أن مدرس الموسيقى العربي يأتي إلى منزلك , ويدرس مجانا ...
وللأسف في الثقافة , لايوجد وزارة عمل حتى تعطي مخرجا تصريحا أو تمنح ممثلا إذنا ...
نحن نحتاج سيدي الرئيس إلى تصريح يحمي الوجدان الأردني , ويكون لمثقفينا فيه الأولوية , بمعنى أن هذه المهن لا يغطيها قانون العمل بمعنى اخر, أن العرض المسرحي قد يكون لمرة واحدة , والتذاكر لا تتقاضى الدولة عليها ضريبة ..والجمهور جاهز , فالأشقاء العرب هنا هم من يحضرون ويشترون التذاكر وهم من ينتجون وهم من يبيعون ويسوقون ...وفي النهاية , يجلس الفنان الأردني منتظرا ..رحمة ربه .
هل من الممكن أن تصدرالحكومة تعميما , فيما يتعلق بهذه المهن ..تحديدا فيما يتعلق بالإبداع , الإبداع ايضا يجب أن يكون تحت مظلة الدولة ....
وفي النهاية نكتشف أن بعضهم يتجاوز مهنة تعليم الفن أو تعليم الإخراج ..إلى تعليمنا الأدب ...أنا أصرخ فهل من أحد يسمعني....وهل من تعميم يحمي القلب الأردني ؟