TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في أضراب المعلمين
07/09/2019 - 12:00pm

لا يمكن لعاقل ان يقلل من دور المعلم في دورة حياة المجتمع؛ فهو اكسجين الحياة. والتعليم والصحة امران يقع اثرهما على الانسان مباشرة. ومن حق المعلم ان يكون الاكثر دخلا في المجتمع فهو والأرقى مكانة؛ من اودعت بين يديه كبدي.ولكن دعونا نتحدث بعقلانية وواقعية لنرى بالارقام ما وصلنا اليه على مستوى التعليم العام (التعليم في المدارس). فتقرير البنك الدولي سنة 2017 يبين ان نتائج تعلم الطالب الضعيفة على كافة المستويات في الأردن وصلت إلى مستويات متازمه. وان واحد من كل خمسة طلاب في الصف الثاني لا يمكنه قراءة كلمة واحدة وأن 50% منهم لا يمكنه حل مسألة رياضيات. وان ثلث الطلبة من عمر 15 وأقل(اي مرحلة اعدادية) ليس لديهم القدرات الاساسية في الكفاءة في الرياضيات والعلوم. وقبل خمس سنوات خرجت تصريحات حكومية تقول ان حوالي 100 الف طالب في الصفوف الاساسية الاولى لا يستطيعون القراءة والكتابة.وفي التقرير المشترك بين اليونسيف ووزارة التربية تبين ان هناك حوالي 4000 حالة تسرب في مدارس المملكة لطلبة اردنيين دون سن 15 للعام 2016. وفي هذا التقرير وهو وثيقة معلومات مساندة اصلاح التعليم في الاردن يظهر ان %18 من الطلاب والطالبات أبلغوا عن تعرضهم لعنف لفظي في المدارس خلال العام الدراسي 2015-2016. نحن مع الحزم، ولكن هل تخلق الشتيمة طالبا حرا في المستقبل.

نحن نتحدث هنا عن ابجديات دور المعلم في التدريس والتأديب والاهتمام. ولا يمكن لاحد ان يدعي ان سبب ضعف الطلبة الرئيس هو الوضع المادي للمعلم وتقصيره. نعم، يجب أن تتححسن مكانة المعلم وان يكون دخله من افضل الدخول، ولكن هل الكل يستحق ذلك. هذا التدني في مستوى التعليم من مسببه الرئيس؟ اوليس سببه المعلم الذي تقاعس عن دوره الاساس. ولا يمكن لاحد ان يدعي ان سعي المعلم وراء تحسين دخله ادى الى تقصيره في اهم واجباته. لانه في هذه الحاله نثبت ان من يستحق الزيادة والعلاوات هو المخلص فقط. فالارقام أعلاه تتحدث عن التعليم الاساسي للصفوف الثلاث الاولى والتي يفترض انه ليس فيها تدريس خصوصي. اما على مستوى الاضراب فهو حق للجميع ولكن! لماذا انتظرنا لأول يوم في الدوام. كانت هناك عطله كافيه يستطيع بها المعلمون ان يعتصموا ويطالبوا بحقوقهم كامله من دخول ومكانة. لماذا انتظرنا لاول يوم دوام؟ أللضغط على الحكومه. بمن؟ بفلذات اكبادنا. جميعنا نقر أنه لا يمكن للطبيب ان يرفض ممارسة واجبه ويعتصم. ليس لانه ليس حقه. ولكن لان الضرر اكبر من المطالبة بحقه بهذه الطريقه. فهذه حياة بشر. والامر نفسه يقاس على المعلم، فهذا مستقبل اجيال. ففي فقه الاولويات تعلمنا أنه اذا تعارضت المصالح و المفاسد نرى أي المصلحتين أرجح فتقدم على غيرها، وأي المفسدتين أعظم خطراً فيقدم درؤها, فأيهما أهم، اعتصام وشلل للحياة التعليمية المتأزمة أصلا أم سير الدروس الصفية بطريقة سليمة والاعتصام خارج أوقات الدوام!! والجميع يعلم أن من كان أمام المعلم في الاعتصام هو الدركي الذي ليس أفضل منه حالا ماديا. 
في كل الدول، هناك اضرابات وأعتصامات. ولكن عندما يكون في قطاع التعليم يكون الامر مختلفا. ففي شهر حزيران لهذه السنة حدث اضراب في لوس انجلوس شمل 30 الف مدرس حكومي يدرسون 500 الف طالب. وكان الاضراب في يوم اثنين، ولكن بقيت المدارس مفتوحه وقام بالتدريس معلمون بدلاء تم تأمينهم بالتنسيق مع المدرسين الاصلاء حتى لا يخسر الطالب اي يوم دراسي. لان المتضرر الاول هو الطالب؛ ولا يمكن ان نضرب به عنق الحكومه. وفي نفس الشهر ايضا، أضرب في مدينة دنفر في امريكاقرابة 50% من المدرسين في يوم اثنين أول يوم دوام في الاسبوع. ولكن قام المعلمون البدلاء بتغطية اماكن المعلمين الاصلاء. ولم يبدأ الاعتصام الا بعد ان تأكد المعلمون الاصلاء ان المدارس تم تأمينها ببدلاء. نحن هنا ليس لدينا معلمون يستطيعون أن يحلوا مكان الاصلاء، فكان ألاولى أن لا يكون الاضراب في وقت هو من حق الطالب. بالامكان سرد امثلة كثيرة ولكن الحجة هي ان الاضراب حق للمطالبه بحقوق ولكن الطالب أحق. والخلاصة ان تدني مستوى الطلبة دليل على ان ليس كل من دخل الصف معلم ولذلك يجب التمييز في الدخول بين من يتقي الله في مهنته وبين من يعتبرها وظيفة. 

د. فداء التميمي
جامعة العلوم والتكنولوجيا

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)