طلبة نيوز
حالة من التوتر والقلق تسود الاسر الاردنية عند اقتراب موعد الامتحانات الثانوية العامة تساهم في ضعف قدرة الطلبة على الدراسة والتركيز، مما يؤدي إلى نسيان المعلومات وانخفاض الأداء في الامتحان. اخصائي الارشاد النفساني والتربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور غازي منصور قال: ان الحالة النفسانية التي يتعرض لها الطلبة تدعى "بقلق الامتحان"، قد تصاحبها ردود فعل نفسانية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعه الفشل في الامتحان، أو سوء الأداء فيه، او الخوف من الرسوب، ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقته بنفسه، أو لرغبته في التفوق على الآخرين، أو ربما لمعوقات صحية.

ولفت منصور الحائز المركز الثاني كمرشد تربوي لعام 2014 لجائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، الى دور البيئة المحيطة بالطالب سواء كانت البيئة الأسرية أو المدرسية أو المجتمع المحلي ككل في تفاقم حالة القلق والتوتر مؤدية إلى تصاعدها وتعطيل القدرة على اجتياز فترة الامتحانات بنجاح، أو إلى انخفاضها تدريجيا للحد الأدنى من القلق، وهو أمر طبيعي، ولا داعي للخوف منه مطلقا لأنه يعتبر قوة دافعة على التحصيل والانجاز وبذل الجهد، لذا ينبغي للطالب استثماره في الدراسة والمذاكرة.

ويلقي المسؤولية على الطالب نفسه في الاستعداد الجيد للامتحان باتباع الطرق الصحيحة في المذاكرة، حيث لكل مادة خصوصية وأسلوب خاص لدراستها، ولكل طالب طريقته الخاصة في الدراسة، ولكن المهم تحديد الأسلوب الأكفأ، والاهم وجود نقطة مشتركة بين جميع الطلبة.

داعيا منصور الطلبة الى الطرق الفعالة في الدراسة التي أجريت عليها بحوث كثيرة هي الطريقة التي يشار إليها بالرمز (SQ3R) والتي تقوم على خمس مهارات: التصفح أو المسح، والتساؤل، والقراءة، والمراجعة والتسميع.

وتتم بتصفح العناوين الرئيسة والفرعية والصور الإيضاحية. ثم يقوم بتحويل هذه العناوين إلى أسئلة التي يعتقد أن إجاباتها متوفرة في الموضوع، وهذا يساعد في التركيز أكثر أثناء القراءة. ومن الأسئلة "من، ما، ماذا، متى، أين، لماذا، كيف". ثم يبدأ بالقراءة بتمعن بهدف الإجابة على الأسئلة واختصار فكرة رئيسية وحفظ المحتوى الرئيسي للموضوع. ثم يعمل على مراجعة الموضوعات الأساسية وتسميعها بصوت مسموع له أو بالكتابة، وكما يعمل على تلخيص النقاط البارزة. واوضح منصور ان فترة الامتحانات تتطلب تضافرا للجهود والتعاون لاجتياز فترة الامتحانات بهدوء وسلامة. فالأسرة الداعمة هي التي تؤكد على ثقتها بقدرات وامكانات ابنها بتقديم العبارات التشجيعية والتركيز على الأداء، وتجنب التوقعات العالية، ورسم الآمال المثالية وغير الحقيقية التي تعكس إمكانات الطالب، وابداء الحب والاهتمام والتقبل للطالب كعضو أسرة وانسان غير المشروط بالنتيجة، مع الأخذ بأهمية التحفيز للأداء الناجح وعقد الاتفاقية المعقولة التي تقدم المكافأة المناسبة لمستوى الأداء.

ولا بد ان تلعب وزارة التربية والتعليم دورا ايجابيا في الاستعداد للامتحانات، وان تترجم حرصها على تحقيق العدالة والانضباط المرغوب في أسلوب يأخذ بعين الاعتبار راحة الطالب النفسانية، بحسب منصور.

ويتابع خبير الارشاد النفساني والتربوي ان هذا الدور يتمثل أولا في إجراءات التحضير للامتحانات بحيث تعمل الوزارة على نشر المعلومات الكافية عن ترتيبات يوم الامتحان قبل دخول القاعة إلى تسليم الدفتر ونهاية الجلسة. وأن تظهر للطالب كيف يمكن أن يستفيد من أدوار القائمين على الامتحان، وأن يطلب المساعدة عند الحاجة فيما يخدم مصلحة الطالب ضمن المسموح به.

ويستطرد بقوله في شرح ذلك "يجب ان تصاغ توجيهات الوزارة بلغة واضحة وايجابية تعبر عن مدى الاهتمام بمصلحة الطالب وحرصها على توفير الأجواء المحفزة على الأداء الناجح ونشر ثقافة النظام والنجاح والبعد عن نشر ثقافة المخالفة وجزائها". ويدعو منصور الى التنبيه لدور الإعلام الذي يمكن له أن يركز على التحضيرات المرغوبة للامتحان، فيعمل على نشر المقالات من أصحاب الاختصاص بالموضوعات التي تهم الطالب من الناحية النفسانية والأكاديمية والاجتماعية، مثل كيفية التحضير للامتحان، ونشر أسئلة السنوات السابقة مع إجابات نموذجية، ودور الأسرة الداعم، والبعد عن نشر الإشاعات، والممارسات الخاطئة، مشددا على ضرورة إظهار السلوكات المرغوبة والناجحة وليس السلبية. وبخصوص دور وممارسات المعلمين المراقبين، يؤكد منصور انه عليهم واجب نفساني تجاه الطلبة بتشجيعهم وحثهم على الاجابة براحة بعيدا عن لغة التخويف والعقاب، وتهيئة جو نفساني مريح. أما الاسرة، فعليها واجب اجتماعي وسلوكي ونفساني تجاه طلبة الثانوية العامة من خلال تهيئة اجواء مريحة للدراسة بعيدا عن الزيارات الاجتماعية التي قد تربك الطالب وتقديم الاسناد النفساني والغذائي.
عن العرب اليوم