TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قبل عودة السفير
17/11/2014 - 1:00am

طلبة نيوز- د.رحيل محمد غرايبة 

الجهود الأردنية التي بذلت على صعيد أزمة القدس والأقصى، تستحق التثمين وتستحق الدعم والمساندة على عدة مستويات، من أجل تحقيق مزيد من الفاعلية ومزيد من الأثر السياسي، ومن اجل تحقيق الضغط المثمر القادر على وقف حملة التهويد، والقادر على افشال المخطط «الاسرائيلي» المبيت تجاه المسجد الأقصى، ووقف كل المحاولات الرامية إلى تغيير معالمه، أو التي تهدف إلى تقسيم الحرم القدسي زمانياً أو مكانياً.
على المستوى الرسمي ينبغي أن تتصاعد الحملة الدبلوماسية الأردنية على صعيد عالمي، وعلى صعيد مجلس الأمن ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة، كما أن الأردن الرسمي معني بزيادة التواصل مع جميع الأطراف الخارجية من أجل تحقيق مزيد من الحشد الدولي الكبير والمؤثر،والذي ينبغي ان يكون مصحوبا بحملة اعلامية مدروسة بعناية مختارة.
على المستوى الشعبي ينبغي أن تتكاتف الجهود الشعبية على مستوى الشارع الأردني، والقوى الحزبية والسياسية، والهيئات الدينية والإسلامية والمسيحية، وجميع مؤسسات المجتمع الأردني الفاعلة، وخاصة الجسم النقابي، من أجل السعي لتحقيق تكامل رسمي وشعبي في إيجاد حملة منسقة، تتوزع فيها الأدوار وتتكامل الجهود وتتضافر تحت راية حماية القدس والمقدسات، حيث أن هذه الراية تستطيع تحقيق التوافق والاجماع الوطني، بعيداً عن تحقيق المكاسب الجزئية، وبعيداً عن النفس الحزبي الضيق، وبعيداً عن الروح الجهوية التي تفرق ولا توّحد وبعيدا عن جو المناكفات الداخلية غير المثمرة.
على المستوى العربي ينبغي على الجامعة العربية بكل مؤسساتها وهيئاتها أن تبادر إلى اتخاذ موقف عربي موحد، يدعم الجهود الأردنية ويساندها ،بوصفها هي التي تتحمل مسؤولية حماية المقدسات باعتراف جميع الأطراف، وتحظى بشرعية متميزة في هذا الجانب، ويمكن للمجموعة العربية أن تسعى نحو بلورة مشروع عربي على صعيد المجتمع الدولي ،من أجل الحفاظ على عروبة القدس أولاً، والحفاظ على مقدسات المسلمين وصيانتها ثانياً، ومن أجل إبطال كل تصرفات الاحتلال الباطلة والمرفوضة بكل الأعراف الدولية المحايدة، وهذا يحتاج إلى جهود دبلوماسية وجهود سياسية وجهود إعلامية، وجهود رسمية وشعبية على مستوى العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج.
 على مستوى إسلامي ؛ لا بد لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي أن تعمد أيضاً إلى صياغة موقف إسلامي موّحد من جميع الدول الإسلامية الأعضاء في هذه المنظمة في سياق دعم الموقف الأردني العادل تجاه القدس والأقصى، من أجل الإسهام في صناعة الحملة العربية الإسلامية الكبيرة الفاعلة  والمؤثرة على مستوى العالم.
وعلى مستوى عالمي أيضاً يمكن للدول العربية والإسلامية المؤثرة وصاحبة المكانة والعلاقات الدولية الناجحة؛ أن تمارس حملة عالمية منسقة تجاه الدول الدول الصديقة، عن طريق شرح أبعاد الموقف، وبيان خطورة الممارسات العدوانية تجاه المدينة المقدسة المحتلة، حيث أنها تمثل الشرارة التي تهيء لحريق المنطقة، وإدخالها في أتون الفتنة.
وبناءًعلى ماسبق فإن الخطوة الأردنية بسحب السفير أو استدعائه يمثل خطوة إيجابية في برنامج تصعيدي قادر على تصحيح الأمور، مما يحتم على الحكومة أن لا تستعجل بإعادة السفير قبل حل الأزمة حلاً جذرياً يتمثل بإزالة كافة القيود عن دخول المسلمين للصلاة وأداء شعائرهم بشكل مطلق بغض النظر عن الجنس والعمر، وإزالة كل مظاهر العسكرة، وإزالة الحواجز بشكل نهائي، لأننا وجدنا أن «اليهود» أزالوا القيود لفترة محددة، ثم عادوا إلى سيرتهم الأولى في وضع القيود والحواجز، ومنع المصلين، وإخراج النساء، واعتقال جماعي، ومواصلة الاستفزاز في استخدام العنف، ومواصلة ادخال قطعان المستوطنين والسياح تحت حراسة الشرطة.
المطلوب بشكل واضح وصريح إنهاء كل مظاهر العسكرة وإزالة كافة القيود المفروضة حول الأقصى، أو الاستمرار في مشروع التصعيد الرسمي والشعبي والعربي والإسلامي والعالمي، عبر برنامج واضح الخطوات نحو تحقيق هذا الهدف،ويمكن ان يتم الانتقال ال الناحية الاقتصادية ومسائل تبادل السلع  في خطوة تصعيدية اخرى،وضرورة التفكير في استعمال اوراق قوية اخرى لها دورها المحقق.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)