TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قراءة في الأنظمة الانتخابية والقائمة النسبية الأقرب
13/11/2014 - 5:30am

طلبة نيوز

د.عادل فضيان الداوود

يتوقع ان يعلن مجلس الوزراء مشروع قانون الانتخاب لعرضه على دورة مجلس الامة الحالية في اية لحظة كما ورد على لسان وزير الدولة للشؤون البرلمانية الاسبوع الماضي في تصريح لـ"العرب اليوم" ويدور جدل في مختلف الاوساط السياسية والشعبية حول الصيغة الامثل لمشروع القانون في الاردن.

الدكتور عادل فضيان الداوود الناشط السياسي قدم ورقة اوضح فيها من وجهة نظره ان النظام الانتخابي النسبي – القائمة المفتوحة، هو الانسب للاردن.

واشار الى انه بموجب النظام الانتخابي النسبي – القائمة المفتوحة يمكن اعتماد الدائرة الانتخابية على مستوى الوطن او المحافظه او اللواء.

وتوزع المقاعد حسب الكثافة السكانية او الجغرافية لكل دائرة. وتقوم الاحزاب او الهيئات او حتى الافراد بعمل قوائم بعدد المقاعد المقررة للدائرة او بعدد اقل ويقوم الناخب في اختيار شخص واحد من اية قائمة يؤيدها ويكون مجموع اصوات القائمة هي مجموع اصوات المرشحين في كل قائمة واصوات الناخبين في الدائرة هي مجموع ما حصلت عليها كل القوائم وتحسب نسبة كل قائمة من المقاعد.

ويكون ترتيب المرشحين ترتيبا تنازليا حسب عدد الاصوات التى حصل عليها في القائمة الواحدة، ويعتبر المرشح الناجح في القائمه من حصل على اعلى الاصوات في القائمة.

وللتوضيح نورد المثال التالي:

مثال على ذلك يكون عدد اصوات القائمة هو مجموع الاصوات التى حصل عليها المرشحون فى كل قائمة وعدد اصوات الناخبين في الدائرة هو مجموع ما حصلت عليه جميع القوائم في الدائرة.

نفرض ان عدد القوائم التى تقدمت للترشيح في دائرة ما هي 10 قوائم، وعدد المقاعد المخصصة فى الدائرة 10 مقاعد، وعدد الاصوات لجميع القوائم في الدائرة هو 100 الف صوت.

نفرض ان عدد الاصوات لاحدى القوائم هو 30 الف صوت هذه القائمة تحصل على ثلاثة مقاعد والناجحون في القائمة هم من حصلوا على اعلى الاصوات في القائمة.

ومن ايجابيات نظام القائمة المفتوحة انه سهل على الناخبين ويمكن تقسيم الدولة إلى دوائر صغيرة او كبيرة حسب التقسيم الجغرافي او السكاني.

وتمثيل جميع مكونات المجتمع ويسمح للناخب ان يختار البرنامج الذي يريد من بين برامج القوائم وان يختار المرشح الذي يريد وليس الحزب.

كما يحقق بشكل مباشر المعنى المراد من النظام الانتخابي ونسبة التمثيل في البرلمان تعتمد على النسبة التي تحصل عليها القوائم.

ويؤمن لكل قائمة نسبة في التمثيل البرلماني تعكس نسبة الأصوات التي حصل عليها، ويُعزّز مفهوم المساواة والعدالة في التمثيل الشعبي.

وتوزيع المقاعد بين القوائم بما يتناسب مع عدد الأصوات التي نالتها كل قائمة.

كما يسهم النظام المقترح في تحديث الحياة السياسية ورفع مستواها ويُحفِّز على إنشاء الجبهات والتكتلات القائمة على أساس البرامج السياسية.

وينمي الحياة الحزبية، ويبني قاعدة لقيام حكومات مسؤولة على أساس برامج محدَّدة ومُعلنة. ويُشجع على توسيع مشاركة الفئات الاجتماعية في تشكيل اللوائح الانتخابية ويقود إلى رفع نسبة المشاركة في الحياة العامة، ويضمن لجميع المقترعين عدم ذهاب أصواتهم هدرًا، ويحد من إمكان الشعور بالإقصاء لدى بعض الناخبين. اما ما يخص الكوتة، يمكن عمل كوتة لاية فئة من فئات المجتمع ويحق للمرشح ان يترشح في اية قائمة من قوائم الدائرة وتحسب من خلال اعتبار الفائز من حصل على اعلى الاصوات بين كل المرشحين للكوتة في كل القوائم. او يعتبر الفائز من حصلت قائمته على اعلى الاصوات. واشار الداوود الى ان النظام الانتخابي هو مجموعة التشريعات والقوانين المعمول بها التي ينتج عنها انتخاب الجسم السياسي الممثل للشعب كالبرلمان أو مجلس الشعب وغيرها، وهي ايضا مجموعة القواعد التي تنظّم عملية انتخاب ممثلي الشعب، التي يتم على أساسها تقسيم الدوائر الانتخابية والترشح للانتخابات واجراؤها وفرز أصوات الناخبين وتحديد الفائزين وكل ما له علاقة بالعملية الانتخابية.

وتتحدد الأهداف الرئيسية من أي نظام انتخابي في مدى قبول المجتمع المحلي له وضمان القدرة على تمثيل شرائح وفئات وطبقات واتجاهات المجتمع ما يفسح المجال الى أوسع مشاركة شعبية وعلى سير العملية السياسية بشكل يتناسب مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في الدولة.

وهل النظام أداة فعالة لتعبئة الرأي العام، واقناع الناس للاهتمام بالشأن العام، واعطاء الفرصة بوجود برامج للمرشحين من دون قيود وتعقيدات.

ويحقق فاعلية العملية الانتخابية ونزاهتها، ودقة في نتائج الانتخابات وعدم التلاعب في عملية التمثيل ويقود الى التغيير ويعزز أداء مجلس النواب. اضافة الى توفير كافة الضمانات لعضو البرلمان من أداء دوره من دون ضغوط مادية أو معنوية.

أنواع الانظمة الانتخابية

واستعرض الداوود انواع الانظمة الانتخابية المعتمدة في العالم، باختلاف الأنظمة السياسية، وهناك ثلاثة نظم اساسية، وهي نظام الانتخاب الفردي، ونظام الانتخاب النسبي، والنظام المختلط.

اما النظام الانتخابي الفردي فيعتبر الأقدم والأبسط والأسهل بين مختلف الأنظمة الانتخابية. وبموجبه تقسم الدولة إلى دوائر بعدد أعضاء المجلس النيابي بحيث يكون عدد الناخبين في كل دائرة متساويا مع عدد الناخبين في الدوائر الأخرى. ويكون التقسيم على التعداد السكاني وليس على المساحة الجغرافية. ويعتبر الفائز في الانتخابات المرشح الذي نال أكبر عدد من الأصوات ولو بفارق صوت واحد. وقد يكون الانتخاب في دورة واحدة أو دورتين.

اما سلبيات النظام الانتخابي الفردي انه يؤدي إلى زيادة نسبة تمثيل الأكثرية، واضعاف نسبة تمثيل الأقلية. ويعطي الحزب الذي يحصل على الأكثرية الانتخابية، أكثرية برلمانية تفوق ما حصل عليه من أصوات. ويمنع تحقيق العدالة في توزيع المقاعد النيابية بين الأحزاب الرئيسة. ولا يُنصف الأحزاب الصغيرة والمتوسطة الحجم، إذ ان أصوات ناخبيها غالبًا ما تكون موزَّعة على مختلف الدوائر، وقد لا تكفي لاختراق أية واحدة منها والفوز بها. وتشتيت أصوات الأحزاب والتكتلات السياسية. ويعطي الأفضلية لابن العشيرة أو القبيلة والولاءات الطائفية والعائلية على حساب الخيارات السياسية.

ـكما ان معيار الاختيار كمي، وتضاؤل الاعتبارات السياسية والفكرية. ويبرز تأثير المال السياسي. ويوثر الصوت الواحد في تماسك النسيج الاجتماعي وتنمية الحياة السياسية. ولا يسمح بالتحالفات السياسية، ويغيّب العمل الجبهوي الحقيقي. وينجح المرشح بعدد قليل جدا من الأصوات بالمقارنة مع من يحق لهم التصويت في الدائرة. والنائب المنتخب لا يمثل حقيقة المنطقة الانتخابية التي يمثلها. ويُكره الناخبين على الاختيار بين أحد المرشحين في الدورة الثانية.

النظام الانتخابي النسبي – القائمة

يعد النظام الانتخابي النسبي – القائمة أكثر الأنظمة الانتخابية قدرة على تمثيل مختلف مكونات المجتمع ويحقق بشكل مباشر المعنى المراد من النظام الانتخابي ويختلف تطبيق التمثيل النسبي باختلاف النظام الانتخابي المطبق في الدول التي تتبع التمثيل النسبي. ويكون تمثيل نسبي للأحزاب السياسية فقط، أو تمثيل نسبي للأحزاب والمناطق والهيئات العامة ونسبة التمثيل في البرلمان تعتمد على النسبة التي يحصل عليها الحزب أو التجمع في الانتخابات، وأغلب أنظمة التمثيل النسبي تعتمد نظام الدائرة الواحدة وانتخاب القائمة لا الأشخاص.

كما يتم انتخاب الحزب بشكل عام من دون تحديد أسماء الأشخاص الذين تم انتخابهم، وكل حزب يرتب مرشحيه بشكل تصاعدي. وهناك نسبة قطع وتعتبر أقل نسبة يجب أن يحصل عليها الحزب كي يتمثل في البرلمان. ويتم تقسيم المقاعد على الأحزاب حسب نسبهم إلى أقرب عدد صحيح للمقاعد. ويعطي الناخب حرية اختيار العدد المطلوب من النواب، حيث يسمح للناخب باختيار عدد من المرشحين يوازي عدد المقاعد المخصَّصة للدائرة.

وتعطي الأحزاب حرية وضع اللوائح للمرشحين، ويكون على الناخب التقيّد بها، من دون حق بتبديل أو تعديل بين مراكز المرشحين وأسمائهم يؤمن لكل حزب نسبة في التمثيل البرلماني تعكس نسبة الأصوات التي حصل عليها، ويُعزّز مفهوم المساواة والعدالة في التمثيل الشعبي. ويتلازم اعتماد هذا النظام مع اعتماد الدائرة الموسَّعة ويؤدي نظام الانتخاب النسبي التقريبي إلى توزيع المقاعد البرلمانية في إطار الدائرة الانتخابية بين القوائم أولًا، ثم بين المرشحين ثانيًا. وتوزيع المقاعد بين القوائم الانتخابية بحيث تحصل كل لائحة على عدد من المقاعد يتناسب مع عدد الأصوات التي نالتها. ولكل حزب الحرية في اختيار مرشحيه لملء المراكز النيابية التي حصل عليها. ويؤمن نظام الانتخاب النسبي العدالة الحسابية في توزيع المقاعد النيابية، ويسمح بالتعددية الحزبية، وبتمثيل كل حزب في البرلمان حسب نسبة الأصوات التي حصل عليها، ويسهم في تحديث الحياة السياسية ورفع مستواها لأنه يحد من شخصنة الخيارات السياسية، ويُحفِّز على إنشاء الجبهات والتكتلات القائمة على أساس البرامج السياسية، وينمي الحياة الحزبية. ويُفسح المجال أمام النخب السياسية الجديدة والقوى الاجتماعية الصاعدة لدخول البرلمان لبناء قاعدة لقيام حكومات مسؤولة على أساس برامج محدَّدة ومُعلنة وحائزة تأييد الناخبين ويُشجع على توسيع مشاركة الفئات الاجتماعية في تشكيل اللوائح الانتخابية. ويقود إلى رفع نسبة المشاركة في الحياة العامة، ويضمن لجميع المقترعين عدم ذهاب أصواتهم هدرًا، ويحد من إمكان الشعور بالإقصاء لدى بعض الناخبين.

اما سلبيات النظام النسبي أنه يلزم الناخب انتخاب اللائحة حسب الترتيب المعد سلفًا من قبل الحزب ولا يحق للناخب إجراء أي تعديل في ترتيب الأسماء ويسمح بتعدد القوى السياسية داخل الندوة البرلمانية، ويعوق قيام حكومة أكثرية متجانسة ومستقرّة نظرًا إلى عدم وجود أكثرية نيابية متجانسة. كما يتطلَّب اللجوء الى أساليب حسابية معقَّدة للتوصل الى تحديد ما يحصل عليه كل حزب من مقاعد ويمنع اللجوء الى الانتخابات الفرعية لملء مركز نيابي شغر بوفاة أحد النواب أو استقالته ويركز على المناطق والمراكز الانتخابية الكبيرة في قوائم الأحزاب واهمال المناطق النائية.

نظام الانتخاب المختلط

يقوم على الجمع بين النظامين الفردي والنسبي، أو التوفيق بينهما بحيث يعتمد كل منهما في عدد من الدوائر. وبعض الدول بدأت خلال العقدين الأخيرين بالتحول نحو نظام الانتخاب المختلط الذي يتبنى نوعا من نظام الصوت الواحد على مستوى المناطق ونظام التمثيل النسبي على المستوى الوطني.

ويعتبر الاختيار بين الدائرة الانتخابية الفردية والدائرة الموسَّعة، وتقسيم الدوائر الانتخابية، من المسائل السياسية البالغة الأهمية التي تثير خلافات حادة بين الأحزاب والقوى السياسية لما لها من تأثير مباشر في نتائج الانتخابات وفي تحديد الأقلية والأكثرية في البرلمان. سلبياتها تتمثل في إحداث هوة بين النائب وناخبيه، بحيث أن عددًا كبيرًا من الناخبين يجهلون هُوية ممثلهم، نتيجة عدم وجود علاقات مباشرة بينهم.
.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)