TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قيادات .. وتاريخ فى مسيرة الجامعة الاردنية...
13/07/2016 - 1:45pm

طلبة نيوز-  ا.د نضال يونس

في الجامعة الاردنية، ام الجامعات، كل شيء له معنى الموقع، التاريخ، العراقة، ادارة الجامعة، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد وبدأ الحديث عن تغييرات واسعة على المواقع الأكاديمية والإدارية في الجامعة، لتحسين الأداء ومعالجة بعض الترهل وتقديم عطاءات جديدة كاستمرار لعجلة التاريخ ، فإن الجامعة التي شهدت تطوراً في كل الكليات والمراكز العلمية، تنتظر قيادات جديدة قادرة على العودة بالجامعة الى ألقها وعنفوانها ودورها فى بناء المستقبل.

في مسيرة تجاوزت النصف قرن قطعتها الجامعة الاردنية بسواعد لا تعرف الياس ولا القنوط رغم ما اصابها من وهن، وما اعتراها من ضعف، وما واجهته من تحديات ادارية ومالية ، بقيت "الاردنية" شامخة كاشجار السرو واللزاب التى تغطى ساحاتها، ومضت فى عملها بكل عزم واصرار على تجاوز هذه المرحله والعودة الى مكانتها الطبيعه فى مقدمة الجامعات الاردنية، خمسون عاما مرت على الاردنية تعاقب عليها العديد من الرؤساء والقيادات القوية والضعيفة، وشهدنا فيها تحولات كبيرة في فتح العديد من التخصصات العلمية والادبية وانشأت الكليات والمراكز الجديدة، وتزايدت فيها أعداد الخريجين والخريجات، والدافع أن الفرص لا تأتي دائماً كعطاء مستمر، والملك عبدالله الثاني الذي يسابق الزمن، ويسعى لتوفير أكبر قاعدة للتنمية المستدامة والاستقرار الامني والاقتصادي يراهن على الطاقات البشرية المتميزة التى تهيئ للاردن أن يكون أهم بلد في المنطقة، من حيث توظيف التعليم الجامعي والافكار الريادية المبدعة في مشاريع كبيرة ذات مردود طويل الأجل.. 

وحتى نكون على نفس الدرجة من المسؤولية، فإن تصحيح مسار التعليم العالي، والارتقاء بالطالب والاستاذ والموظف الجامعي الى مستويات متقدمة، لا بد وأن يشمل التغيير الكثير من حالات الركود التي سادت بعض الكليات والدوائر التى عانت من من تعاقب إدارات ضعيفة لا تملك الكفاءة ولا التاهيل المطلوبين "لتلهم الآخرين كي يحلموا أكثر، ويتعلموا أكثر، ويبذلوا جهداً أكثر، ليصبحوا أفضل"، كما قال الرئيس الامريكي جون ادمز، والجامعة الاردنية التى تمر فى اوضاع اقتصادية صعبة تحتم عليها البحث فى قدرات وامكانات المرشحين لملىء هذه المواقع القيادية، والبحث عن بدائل استثمارية جديدة وكل ما من شأنه أن يسهم فى رفد الميزانية ومعالجة العجز المالي ، ونحن نعي أن من وضع حجر الأساس لبناء وتشيد الجامعة الاردنية لتسهم فى بناء الوطن، كان يدرك قيمة الفرد والأشخاص المتميزين في تسريع مشروع النمو والتطور الحضاري المنشود..

على مدى سنوات عديدة، كان معظم العمداء ونواب الرئيس وحتى الرؤساء يأتون الى مواقعهم بعد تطور في وظائفهم بشكل طبيعي، ولم يكن هناك قفزات ادارية الا في حالات نادرة، اما اليوم فترى الكل يتسابق للحصول على المواقع القيادية بغض النظر عن مستوياتها الادارية او المالية، فالمهم هو الوصول الى المنصب بغض النظر عن الكفاءة، و القدرة، هذا كان واضحا للعيان في السنوات الاخيرة، عندما تدخلت العشائرية والمناطقية والشللية لتكوين منظومة عمل جديدة هدفها الوصول الى المواقع القياده الاكاديمية والتحكم بعملية التوظيف والتعيين بطرق جديدة لا تتفق مع القيم و المعايير الاكاديمية.

انعكاسات تلك التحالفات والتدخلات على العمل الاكاديمي كانت خطيرة وسلبية للغاية، وتركت تداعيات وخيمة على هيبة القيادات الاكاديمية التى كانت تحظى بالوقار والحصانه، وكان ينظر الى من يتولاها بكل احترام وتقدير وهيبة ، كما انعكست على نوعية الاداء الاكاديمي والاداري الذى تراجع بسبب عدم الاستقرار وفقدان التوازن، وبتنا نسمع شكاوى متعددة لا تنقطع عن اداء هذه العمادة أو تلك الدائرة.. 

النمو الشامل والتنمية المستدامة التى ما برح يؤكد عليها الملك عبد الله الثاني فى لقاءاته وتصريحاته، ويركز على القدرات الاردنية كمنطلق لأي عمل استراتيجي يهدف إلى تضافر الجهود، وتحفيز "الطاقات الخلاقة" لكي تلعب الدور الأهم في المشروع النهضوي الكبير، وهنا جاءت مطالبته بتسريع الاصلاحات لاحداث التحول الديمقراطي لتؤمن مساحة كبيرة من الحرية والتخطيط، والمراجعة، وبناء أُسس التنفيذ على "الكفاءة"، ولعل تاكيده على مبادىء المواطنه الفاعلة، والتشاركية مع القطاع الخاص، وضرزرة ان تتحمل الجامعات مسئولياتها فى مجال الاقتصاد المعرفي ونقل و توطين الصناعة ، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة وقطاع التكنولوجيا، يعني أن باب المنافسة مفتوح، وعامل القوة في ذلك يأتي من الضمانات التي تعطيها الدولة ويرعاها الملك بشخصه الكريم، كأساس النجاح لتلك المشاريع..

وحين نتحدث عن الاصلاح الاكاديمي ، وأهمية التجديد في القيادات ، فإن تنافسا لا بد وان يحدث لاختيار أشخاص يتمتعون بكاريزما قيادية، قادرين على الارتقاء بجامعاتهم نحو المستقبل بأسلوب مبرمج من اصحاب الكفاءات المتقدمة ، واصحاب الافكار الريادية والخلاقة، والملاحظ أنه بدأ ولو على استحياء في محاولات مجلس التعليم العالي الاخيرة لتطوير آلية اختيار رؤساء الجامعات، لتثبيت مفاهيم الاهلية والقدرة والرؤيوية فى ترتيب المرشحين لهذه المواقع الحساسة ، وهي صيغة نراها في الكثير من المؤسسات الناجحة، والجامعات ليست استثناء، فالعلم والفكر والقدرة تبنى "بيوتا لا عماد لها" .. والجهل والضعف والواسطة والمحسوبية تهدم جامعات السمعة والمكانة المرموقة....

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)