TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كيف يمكن المقارنة بين التصنيفات العالمية للجامعات: كيوأس، التايمز، وشانغهاي؟
12/06/2021 - 10:45am

أ.د. منور التراكية

لقد صدر هذا العام 2020-2021 التصنيف العالمي للجامعات مع ظهور معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) في المرتبة الأولى حسب تصنيف كيوأس (QS) وفي المرتبة الرابعة حسب تصنيف شانغهاي (Shanghai) وأما حسب تصنيف التايمز (THE) فقد احتل المرتبة الخامسة. أما جامعة أكسفورد فقد احتلت المرتبة الأولى حسب تصنيف التايمز والمرتبة الخامسة حسب تصنيف كيوأس ولم تظهر من أول خمس جامعات حسب تصنيف شانغهاي. فكيف نفسر هذه النتائج وأي تصنيف نعتمد وهل ممكن أن نفضل تصنيفا على الاخر بعيدا عن الصخب الإعلامي والترويج غير المبرر لتصنيف بعينه أو لآخر؟

قد يكون تحديد الجامعة التي يرغب المرء بالدراسة فيها، أو المكان الذي يجب عليه التقدم اليه، مربكا في كثير من الأوقات ولكثير من الساعيين للتسجيل للدراسة في جامعة ما. في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة تكلفة البرنامج الذي يرغب المرء بالالتحاق فيه، أو إذا ما كان بإمكانه الحصول على منحة دراسية مجدية. وقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الجامعة التي كان يفكر في التقدم بطلب للقبول فيها تتمتع بسمعة جيدة تتناسب مع التكاليف التي ستدفعها ومع الجهد الذي ستبذله.
لحسن الحظ، هناك عدد من التصنيفات العالمية ليس للجامعات فقط، بل وأيضا لحقول التخصص، وهناك مؤسسات تقوم على تصنيفها بشكل دوري وأشهرها تصنيفات كيوأس، التايمز، وشانغهاي. ان تصنيف كيوأس هو تصنيف سنوي للجامعات في العالم تنشُره شركة كواكواريلي سيموندس المُختصة بالتعليم ومقرها بريطانيا، أما تصنيف التايمز فهو تصنيف سنوي للجامعات يُنشر من قِبل مجلة تايمز للتعليم العالي ومقرها بريطانيا والتي كانت تتعاونُ معَ بعض الشركات مثل كيوإس، في حين أن تصنيف شانغهاي ينظم من قبل معهد التعليم العالي التابع لجامعة شانغهاي جياو تونغ ومقره الصين.

ان كلا من شركات كيوأس، التايمز، وشنغهاي لديها تصنيف عالمي للجامعات، ولكن كل واحد منها تستخدم منهجيات مختلفة لاستخراج نتائجها وتحليلها ثم نشرها علاوة على مدى موثوقية بعض البيانات التي تقدمها الجامعات لمثل هذه الشركات، وهذا يمكن أن يغير بشكل كبير النتائج، وبالتالي، اختيار المرء للجامعة.
ونعود الى ما بدأنا به هذا المقال ونسأل كيف يقارن ترتيب معهد ماساتشوستس للتقنية هذا العام بتصنيف كيوأس العالمي للجامعات؟ أو إلى تصنيف التايمز، الذي نشر أيضا في هذا العام، والذي صنف فيه معهد ماساتشوستس للتقنية في المرتبة الخامسة ؟ فلماذا التباين والاختلاف في هذه التصنيفات؟
محاولة فهم الاختلافات بين كل من هذه التصنيفات الرئيسة الثلاثة يمكن أن تكون صعبة، خاصة إذا كنت تحاول أن تقرر إلى أين تذهب وإلى أي جامعة وما مقدار الثقة التي يجب أن تضعها حتى تميز ترتيبا عن الآخر؟
ان الاختلاف بين نتائج التصنيفات ينبع من حقيقة أن كل تصنيف يقيم الجامعات وفقا لمعايير مختلفة حتى وان تشابهت في مضمونها فان لها أوزانا مختلفة. فعلى سيل المثال لا يأخذ تصنيف التايمز السمعة التوظيفية لخريجي الجامعة بعين الاعتبار حيث يعطيها تصنيف كيوأس أهمية عشرة بالمئة من أوزان معاييره، بينما لا يأخذ تصنيف شانغهاي في الاعتبار سمعة المؤسسة بين الأكاديميين أو أصحاب العمل، ويفضل بدلا من ذلك تصنيف الجامعات من خلال النظر في مستوى البحوث الأكاديمية التي تنتجها وتنشر في مجلات مرموقة مثل "نيشر" و"سينس" وعدد جوائز نوبل التي يفوز بها باحثوا الجامعة. وعلى الرغم من أن كلا من تصنيف التايمز و تصنيف كيوأس يهدفان إلى أخذ جودة البحث العلمي في الاعتبار، إلا أن أيا منهما لا يفعل ذلك على حساب النظر في سمعة الجامعة بشكل ما ولكنهما يختلفان بقيمة الأوزان لهذين المعيارين. وحتى عندما يتم تقييم التصنيف العالمي لنفس الأشياء، فمن المرجح أن تكون أساليبها مختلفة. فمثلا 40 بالمئة من مجموع درجات الجامعة في التصنيف العالمي للجامعات كيوأس يتم تحديده من خلال السمعة الأكاديمية. أما من وجهة نظر البحث العلمي ومن حيث حجمه والدخل المتحقق منه وسمعته وتأثيره فان التصنيفات الثلاثة تعطيه أولوية ولكن بأوزان متفاوتة ما بين عشرين الى ستين بالمئة.
ولتقييم ذلك، يتم اجراء استبيان للأكاديميين من جميع أنحاء العالم ومطالبتهم بتقييم الأبحاث التي تنتجها الجامعات الأخرى التي لا ينتمون اليها. وعلاوة على ذلك هناك مقياس مماثل في التصنيفات العالمية للجامعات -ألا وهو سمعة التدريس – التي يتم تقييمها من خلال مطالبة الأكاديميين بتقييم جودة التدريس في الجامعات والذي من المرجح أن يؤدي هذا الاختلاف إلى تحقيق كلا التصنيفين (التايمز و كيوأس) نتائج مختلفة بشكل كبير.
ان هذه المقدمة تقودنا الى سؤال مهم ألا وهو: ما الترتيب الذي يجب أن نهتم به؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال دون أن تأتي الاجابة منحازة وهذا يقود الى الارتباك عندما نواجه الخيارات مستخدمين أكثر من تصنيف. وللخروج من هذه الحيرة، يمكن للمرء أن يقدم بعض القواعد العامة، فاذا كنا نبحث عن جامعة لديها سجل في إنتاج أبحاث عالية الجودة باستمرار على مستوى جوائز نوبل، فيمكننا أن نجرب ترتيب شانغهاي. وبالمقابل، إذا كان الاهتمام منصبا على جامعة تلقى تقديرا كبيرا من قبل أصحاب العمل والأكاديميين الآخرين، وسوف تقوم بإعداد الخريج بشكل ممتاز للحصول على قبول دراسات عليا والانخراط بسهولة في سوق العمل، فان تصنيف كيوأس العالمي للجامعات سيوفر هذه المعلومات وكذلك تصنيف التايمز وبدرجة مقبولة.
خلاصة القول: ان نتائج هذه التصنيفات يعتمد بشكل كبير على موثوقية البيانات التي تجمعها عن الجامعة وعلى الجزء الذي تقدمه الجامعات أيضا، وهذا الأخير يمثل أكبر تحد حقيقي لهذه التصنيفات

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)