طلبة نيوز-الدكتور محمد الفرجات

أن تغرق بعض ساحات وأحياء عمان بالماء مقابل أمطار غير مسبوقة بالشدة والكثافة وفترة التساقط، فقد غرقت وتغرق قبلها وبعدها مدن عالمية مشهورة وتعد في دول متقدمة. البنى التحتية لتصريف مياه الأمطار في عمان هي بنى تراكمية جاءت عبر تطور وتوسع عمان جيلا فجيل، وعمان التي لم تتفس الصعداء يوما أمام موجات اللجوء المتتالية عليها، لا تلوموها، ولا تلوموا أحد، فعمان حاضنة التاريخ الحديث للمملكة صمدت بوجه عواصف مطرية غير مسبوقة، تماما كما صمدت في أوج أزمة الخليج، وفي الحصار الاقتصادي على العراق، وفي الأزمة الاقتصادية العالمية، وفي الربيع العربي وما رافقه من انهيار لمنظومة الأخلاق وتطاول أصحاب السوابق على المسؤول الذي يعمل لأجلهم، عمان عاشت منخفضات وعواصف ثلجية بالستينيات والخمسينيات والسبعينيات، ولكن لم تتكلم الا بالحمد والشكر لله أولا، ولكل من يعمل للناس ثانيا.
بلتاجي لا يحمل عصا سحرية وليس لديه مليارات لنفض عمان وتراكم آثار الزمان عليها، بلتاجي ككل مسؤول في زمن أغبر تعرض للقيل والقال، وكان مادة اعلامية دسمة لمواقع اعلامية سخيفة متهورة بنت مجدها ودخلها المالي على ظهور المسؤولين الشرفاء، هنالك مسؤولين تحملوا ونالهم ما نالهم في الربيع العربي سيء الذكر، منهم النظيف والعفيف والشريف، ومنهم من لا يملك بيتا ولا سيارة، وعليه للبنوك ديون بعشرات الآلاف، ومنهم من طعنه وقدحه صاحب أسبقيات وجنح ومتعاطي ومروج مخدرات مباشرة أو من وراء شاشة الحاسوب باسم وهمي على موقع اعلامي سخيف حقير.
لا تلوموا أحد، بل الربيع العربي الذي رفع سقف قلة الاحترام عندما انهارت منظومة القيم والأخلاق، والذي أورث الناس الشك والحسد والبغضاء وقلة الاحترام... في زمن أغبر، حسبنا الله ونعم الوكيل ! 
ملاحظة: أرجو عدم التعليق على مقالي، فلست معنيا حقيقة بتعليقات تصدر من وراء الشاشات بأسماء وهمية من ذوي حقد وكراهية في عصر الرويبضة.