طلبة نيوز

د.ة هدى الريس

ما تناولته وسائل الإعلام خلال الاسبوع الماضي من نية لإعادة تشكيل مجلس التعليم العالي يضاف إلى ذلك حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة الأكاديمية في الجامعة الاردنية وخصوصا منذ أسبوعين بدأت بخلاف تطور إلى شجار بين رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة ونائب الرئيس الدكتور غالب صويص أثر انتقادات الطراونة القوية لأداء صويص ومن ثم رفض رئيس مجلس أمناء الجامعة إنهاء خدمات نائب رئيس الجامعة بطلب من الرئيس الا بتنسيب البديل وما تفرع عنه من جدل وما تناقلته مواقع إلكترونية من قيام لجنة تقييم الجامعة بنقل أعمالها إلى خارج الجامعة الأردنية وتقرير اللجنة الذي يفهم وفقا بوجهة نظر القارئ فمن يؤيد الطراونة بجد التقرير إيجابيا ومن لا يؤيد التجديد للطراونة بجد التقرير سلبيا .فيما ان التسريبات تخرج من أن رئيس اللجنة و رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عدنان بدران طمأن الطراونة من التقرير إيجابي وهو أمر نقل من ان الطراونة تلقاه من عضو اللجنة الدكتور خالد طوقان .فيما ان عضو اللجنة الثالث غادر البلاد في زيارة أكاديمية وهو عضو مجلس التعليم العالي الدكتور نبيل أيوب الذي لم ينقل عنه اي شيء سوى ان معايير مجلس التعليم العالي في التصنيفات العالمية والتنافسية قام الدكتور أيوب بمراجعتها .

هذا الوضع الذي نشا في أجواء مشحونة يأتي في سياقات متعددة أولها ان هناك طامحين اكاديمين لترؤس اهم جامعة أردنية وان الكثيرين يسعون لانهاء مسيرتهم الأكاديمية بهذا الموقع المرموق وهو طموح مشروع الا ان البعض يقوم بالتجييش انا ضد الرئيس والإدارة الحالية بكافة الوسائل وذلك لفتح الطريق لتلك الطموحات وأحيانا فإن هناك تجني في بعض ما يتم استخدامه من وسائل في هذه المعركة . ثاني هذه السياقات ان هناك مستفيدين من الإدارة الحالية اما لما تحقق من انجازات أو من خلال مكتسبات حصلوا عليها بوسائل متعددة وهؤلاء يجدون في التجديد الإدارة الحالية أمرا ضروريا الجامعة ومسيرتها الأكاديمية .

وفي سياق مختلف فان هناك لا طامح ولا مستفيد وإنما مراقب وهذه الفئة تنتظر إلى ما ستؤول إليه الأمور وسيركبون موجة الإنتصار وسيقفون مع من سيصمد بالنهاية و هذه الفئة هي الاكبر وهي الأغلبية الصامتة التي اختارت عدم الإعلان عن وجهات نظرهم الحقيقية بانتظار ما سيفرضه الواقع .

هذه السياقات تدخل في صراعات في ظل صمت من مواقع القرار عن التدخل في هذا الملف وتركه لمجلس التعليم العالي الذي بدأ أعضاءه يدخلون في هذه الأجواء كل حسب قناعاته . البعض من اعضاء المجلس اعتبروا ما قام به رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عدنان بدران بالتنسيب بالتجديد مخالفا لصلاحيات المجلس الذي يرؤسه في قانون الجامعات أمرا لفرض واقع على المجلس وان رئيس المجلس قد جانب الحياد وانه نقل هذا التحيز إلى لجنة التقييم لذا فإن هؤلاء الاعضاء قاموا بإرسال رسالة لرئيس الوزراء يرفضون أي محاولة لفرض الأمر الواقع .

رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عدنان بدران فند في تقريره بعض ما يتداوله الكثيرون من أخطاء ينسبونها الطراونة حيث أنه أثبت بأن الطراونة لم يعين من أبناء مخافظته وإقليم الجنوب أكثر من 13 أستاذا وهو أمر يرد عليه آخرون بأن المحسوبية في التعيينات لا تكون بناء على أسماء العائلات و انتماء تلك تلك للعائلات مناطقيا فأحيانا تكون مثلا تلك التعيينات لمتزوجات من أبناء تلك العائلات . وخلال الفترة الماضية قام كثيرون بالتوجه إلى وزير التعليم العالي بصفته رئيس مجلس التعليم العالي و تقديم وثائق اعتبروا أن لجنة التقييم ومجلس الأمناء تجاهلوها مثل أوراق بحثية منشورة في الزراعة وإدارة الأعمال والإدارة العامة كتب عليها اسم رئيس الجامعة. والتي قد تكون تجني على الدكتور الطراونة . هذه الأجواء وغيرها التي تعزز الاستقطاب تمنع فعليا الوزير من القيام بدعوة لعقد جلسة لمجلس التعليم العالي قبل ان يتم التوافق على رأي موحد ومقنع للرأي العام . ***** الكاتبة باحثة تكمل دراساتها العليا في امريكا