طلبة نيوز-
لم تلغ الاحزاب السياسية ، ولكننا فقط ، اوقفنا نشاطها .
الجنرال كنعان افرين ، قائد الانقلاب التركي رئيس الدولة
كلمة قالها هذا الجنرال قبل اكثر من ثلاث عقود ، كلمة ان دلت تدل على حجم الاحزاب وثقلها السياسي وانتماء الافراد للأحزاب ، وشراسة هذه الاحزاب وضراوتها ، جعلت من قائد الانقلاب ورئيس الدولة في ذلك الوقت قبل الانتخابات بان يتفوه بكلماته هذه ، لذلك اوقف نشاط الاحزاب ولم يلغها . انظروا الى هذا الذكاء .
اما نحن في الاردن ومع بالغ الاسف الشديد المبكي ، اقولها بملئ الفم ، أن الاحزاب وانا اعتبر نفسي ابننا لأحد الاحزاب لم نفعل شيء مطلقا .
فالشعب لم يرى شيئا ملموسا على ارض الواقع سوى اصوات تعلو وفي نفس الوقت تعلو وهي مختلفة لا يجمعها النداء الواحد ، والأجهزة الأمنية ومن فوقها لا يكترثون لنا وأن اكترثوا لأي سبب كان يستطيعون أختراقه ببساطة والناضر للأمر يحدد أين الخلل .
اسأل نفسي هل استطاعت الاحزاب في الاردن وبالتحديد اعضاء الحزب الواحد ان تكون كلمتهم سواء وأن يكون العمل مبني على الادوار المنسوبة لكل طرف ويكملوا بعضهم البعض ؟!
هل استطاعت الاحزاب على سبيل المثال ان تحقق التالي :
1- اخراج مسجون سياسي بقدرتها ؟
2- تغيير نظام سياسي ؟
3 - تغيير قرار حكومي ؟
4- اخفاض سعر احدى السلع ؟
5- ضغط من اجل قرار على النواب ؟
حتى يحققوا النظرة التي ارتسمت على وجه كنعان افرين وجعلته يحسب الف حساب للأحزاب التركية ؟!
في الاردن لكل حزب توجه فهنالك احزاب وطنية وهمها ارضاء اسيادها وايضا احزاب خلقتها الدولة وايضا وظيفتها ارضاء اسيادها وايضا احزاب ديمقراطية وهو الشيء الذي يفتقر له الاردن وايضا نفس الوظيفة همها الرضى .
اما الاحزاب السياسية وخصوصا المعارضة منها فلم ارى بحياتي حزب يكون ضد الحكومة ومع النظام او العكس ! او انشاء حزب معارض ضد حزب او حزب يعارض قرار ولا يعارض صانع القرار وحزب مع القرار وضد صانعه او حزب معارض ولكن سقفه ضعيف او من اجل المال او اي توجهات اخرى ... الخ ، اين وظيفة الاحزاب الاساسية الا وهو صنع القرار الغير مباشر وتواجدها على الساحة ، خلقت الاحزاب لتضم عددا من الرجال على علم ودراية بجميع ما يحدث في الدولة ، ولكن هنا في العاصمة الاردنية عمان تجد ان حزب ضد الدولة بأكملها لانه على قناعة بان تعيث فسادا بكافة اشكاله ولكن اصواتهم غير موحدة واذا كانت اصواتهم قريبة لبعضهم البعض تجد بعد فترة زمنية قد تغير اتجاه الحزب دون سابق انذار .
لم يستطع اي حزب في الاردن بتغيير شيء مع العلم ان الدول الاخرى ولا اقصد الدول العربية الا قليل منها ، في سياستهم تجد رجال السياسة سواء اكان ذوو منصب سابق ام حالي ام رجال اقتصاد سياسيين ام رؤوساء احزاب واكادميين ومثقفين وصحفيين ، تجد ان العلاقة الطردية بينهم وبين المؤسسات التي تصنع القرار تجد ان حزب يؤثر على قرار بعض الاعضاء فيتأثر اعضاء اخرون ويستجيبون ويكون اتجاه هذا القرار للمصلحة العامة ، وتجد ان الصحافة لها تأثير بالغ جدا في صنع القرار بطريقة ايجابية ، وايضا تجد حالة سياسية متوازنة يخلقها الشعب ولا يخلقها الافراد الذين يسعون فقط لمصالحهم الشخصية .
بعد القرار بأن الصحفيين تحول قضاياهم الى امن الدولة بدلا من المطبوعات والنشر اصبح الاعلام والاحزاب في نفس الطريق ، وفي ضوء ما يحصل تجد التركيبة الاردنية لا تتغير ولا تتحرك ، والاغرب والذي يدعو الى الذهول بأنهم وجدوا الاحزاب غير مجدية ولم يحركوا ساكنيين ، فلا اعلم من ينتظرون لكي لا نقول يخلصهم ولكن من اجل تصحيح اوضاعهم .
انتقادي للاحزاب كان بشكل عام دون الخوض في التفاصيل ، فاذا ذكرت ما في جعبتي سيقرأ الشعب الكثير من الاشياء التي سوف تصدمه وتضحك علينا من هم يريدون ذلك .
اضف تعليقك