TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما بعد بيان جمعية الشؤون الدولية؟
23/12/2014 - 2:15am

طلبة نيوز-

د. مهند مبيضين

نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي فاجأت جمعية الشؤون الدولية الرأي العام ببيان غير مسبوق، على نشاطاتها وجاري عادتها.فالجمعية التي تبدو ملتقاً للنخبة من مختلف الخبرات والبيئات، وتعد أحد اهم المنابر الفكرية في البلد قررت أن تدخل على خط المشهد المحلي بتفاصيله وتحدياته وظروفة المقلقة.
فأصدرت بياناً طالبت فيه أن يعتبر الأردنيون أنفسهم كشركاء للدولة وردفاء للقوات المسلحة وأجهزة الأمن والوقوف معها من خلال تحصين الجبهة الداخلية والحفاظ على الوحدة الوطنية واستنكار أي سلوك أو قول أو فعل قد يؤدي الى زعزعة الصفوف، او التشكيك بثوابت الوطن بشكل مباشر أو غير مباشر وعدم خلق أي أسباب تؤثر في معنويات جنودنا ورجال أمننا أو تجعلهم يلتفتون الى الوراء.
حذرت الجمعية في بيانها من ابقاء المنطقة في دوامة الصراعات، والاقتتال المذهبي وضياع الدول التي مزقها الربيع العربي، ورأت أن سبب تفكيك المنطقة واضطرابها مرده لسببين هما: العدو الصهيوني وعدم التفات الأنظمة العربية لضرورة الإصلاح والاستجابة لطلبات الشعوب، وهكذا وجدت الجمعية أن الدولة العربية المعاصرة ترزح تحت وطأت الأفعال الإضطرارية والتي لا تخلق تقدما ولا تنير دروب المستقبل.
البيان الذي لابدّ أنه تعرض لصياغة ومراجعة محكمة يخفي موقفاً واضحاً من النخب تجاه مآلات الاوضاع في المنطقة وكيفية الاستجابة الأردنية لها، وهو موقف يظهر أنه يسد فراغاً في مواقف النخبة الوطنية والتي يشترك فيها الكثيرون ويجمع عليها الأكثرية الوطنية وعلى رأسهم المتقاعدون العسكر، وقد يختلف عليها قسم آخر .
وقف البيان على المشاكل الداخلية وعلى ظروفنا المحلية، لكن الكلمة السحرية فيه هي الجبهة الداخلية التي تكررت أكثر من مرة والتي تحتاج لعمل وسكب وتمتين وإصلاح ومعالجة للخل الموجود، وهذه الجبهة حتى لا تظل عنواناً، هي بحاجة أيضاً إلى المزيد من العدالة في توزيع الفرص والخلق والابتكار، وتحتاج من النخب التي صاغت البيان ومنا جميعاً معلمين واساتذة ومهندسين واطباء وقادة متقاعدين أن نذهب لقرانا وأهلنا وأن نصر على التواصل معهم والإبقاء على الحضور كي لا يملأ الفراغ شيخ متطرف أو تاجر مخدرات أوطامح بشيخة مصطنعة.
لقد أشار بيان جمعية الشؤون الدولية للتحديات الإقليمية والوطنية ولكنه غفل عن السياق الذي أدى إلى أن نصل إلى ما وصلنا إليه من تردد وتأخر، لم يشر البيان إلى مسؤولية الـتأخر الديمقراطي الذي بدأ مبهرا عام 1989 ولم يشر إلى تعطل التنمية وضياع الأهداف رغم وضوحها ولم يبين أسباب هجرة الفقراء من الأطراف إلى مزيد من الفقر في عمان، وقد لا يكون من بيان بهذه النوعية أن يتطرق إلى هذا كله.
إن الحديث عن الواقع والتحذير والموقف الذي اتخذته جمعية الشؤون الدولية بالدخول في اليومي والمعيش ومعادلة الأمن الوطني، يتطلب منها البدء بحوارات وتجارب خارج عمان وهي بشخوصها المحترمة من الذين يتمعون باحترام الناس، عليها أن تنتقل هناك حيث الأغلبية الصامتة التي تنظر للوطن من باب المتحقق من تواصل، واتصال يٌقدر العقول ويواجه الواقع باسئلته الصعبة ويجيب عنها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)