TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مجلس الأعيان لا يسهم في ترسيخ الديمقراطية وهو حمولة زائدة على مؤسسات الوطن
20/09/2016 - 4:15am

طلبة نيوز-الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
أعضاء مجلس الأعيان الأردني أشخاص معينين على ضوء معايير غير معلنه واستنادا لأسس لا تنطبق إلا على شريحة قليلة من المجتمع من الموالين للنظام ولاء مطلقا ويسحج كثيرا منهم له بكرة وأصيلا. كثيرا من الأعيان بلغ من العمر عتيا وتمالكه النسيان ويحتاج إلى مساعدة للوقوف والركوب في السيارة وتذكر فيما إذا كان تناول دواءه أم لا. نعم كثيرا منهم لا يملك لا شهادة علمية ولا دبلوم متوسط ولا خبرة في أي شيء في الدنيا ما عدا مدح النظام وطلب العرايس وترأس المآدب.الصفة المشتركة بين معظمهم أنهم يلبسون البدلات السوداء ويلتزمون الصمت أثناء جلسات المجلس وكأن على رؤوسهم الطير وأبصارهم شاخصة دوما ينتظرون أن يتم اختيارهم أعضاء في ذات المجلس عند إعادة تشكيله.
الشخوص الأعيان بموجب الدستور هم الغرفة العليا من مجلس الأمة مع أنهم معينين وليسوا منتخبين وهم يسمون مجلس الملك حيث أنهم جاءوا لمواقعهم بإرادة الملك وليس بإرادة الناس. نقاشاتهم قليلة وأصواتهم منخفضة وموافقتهم على ما يعرض عليهم شبه أكيدة ومضمونة ولا يستطيعون أن يصوتوا ضد أي مشروع أو قرار بعكس رغبة النظام أو الحكومة. إن دورهم التشريعي هو كالأحجية فلا هم مشرعون حقيقيون ولا هم مراقبون على السلطة التنفيذية وهم ليس كمثلهم شيء سوى أنهم صوت الحكومة الهادر وحنجرة النظام التي تصدح بالمديح وذكر محاسن الأمن والأمان والاستقرار الذي ننعم به.
مجلس الأعيان بحكم المواد الدستورية الناظمة لتشكيلته ومهامه يعرقل تنفيذ إرادة الشعب المتجسدة في مجلس النواب ، حيث أن مجلس الأعيان وفقا للمادة (92) من الدستور يستدعى لاجتماع في جلسة مشتركة مع مجلس النواب(مجلس الأمة) في حالة الخلاف على ما يتوافق عليه النواب ،ويتم التصويت على المواد المختلف عليها ، وعادة ما يشكل تصويت الأعيان بالإضافة لنواب المعارضين الأغلبية علما بأن الأعيان لا يمثلون إرادة الشعب وهم أقرب إلى تمثيل إرادة الحكومة والسلطة التنفيذية .
والسؤال المطروح هل يتقاضى هؤلاء الأعيان رواتبهم مقابل عرق وجهد يبذلونه في التشريع والمناقشة الحقيقية للقوانين ودراستها ومراجعتها أو مسائلة رئيس الوزراء والوزراء واستجوابهم على طريقة مجلس الشيوخ الأمريكي حول قضايا متعلقة بالموازنة والفساد وأسباب اقتصادنا المنكوب؟ مقابل ماذا يتقاضى عضو مجلس الأعيان ما يقارب ثلاثة آلاف دينار راتبا شهريا ما عدا الامتيازات والهدايا المنظورة أو غير المنظورة التي يتلقونها مقابل الجهود القانونية والتشريعية والرقابية الجبارة التي يبذلونها!! هل رواتب الأعيان هي مالا حلالا وهي مقابل عرقهم المتصبب من على جباههم السمراء والبيضاء أم أن هذا المال ربما ليس زلالا ولا حلالا ويدخل به الحرام ومال السحت الذي يحرق آكليه؟
. نعتقد أن مجلس الأعيان لا يسهم في ترسيخ الديمقراطية لا بل فإن هذا المجلس يعد تشويه للتمثيل الديمقراطي ويشكل حمولة زائدة على مؤسسات الوطن ...نعم لقد آن الأوان لإعادة النظر في بقاء مجلس الأعيان أو إلغاءه وأعتقد أن هناك ضرورة لطرحه للنقاش المجتمعي حيث أن هذا المجلس لا فائدة منه بوجود مجلس منتخب وأن مثل مجلس الأعيان مثل الخمر فضرره أكثر من نفعه لكونه أداة طيعة بيد الحكومة والنظام السياسي مما يرجح تمرير القوانين التي تريدها الحكومة عند نشوء اختلاف بين الأعيان والنواب حول قضايا تشريعية محددة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)