طلبه نيوز
سميح المعايطة
في ذروة حماسنا جميعاً ضد الإرهاب والتطرف ومطالبتنا بالسعي للقضاء على داعش وأمثالها، يجب أن لا يخلط بعضنا بين هذه الحرب التي تجمعنا كأردنيين وبين الإسلام والتدين والإلتزام بمظاهر الدين وبين الإرهاب والتطرف، فالمسافة واسعة، فالدين الحقيقي كما أراده الله تعالى لعباده هو غايتنا، ورسالة الأردن التي يتحدث عنها جلالة الملك دائماً أننا ندافع عن الإسلام ممن يشوهون صورته، وممن يقدمونه للعالم على أنه قتل وقطع رؤوس واستهداف لحق الناس في الحياة الطبيعية.
الإسلام الحقيقي هو أحد أسلحتنا في الحرب على التطرف والإرهاب، والمضمون الوسطي للدين هو الذي نريده جميعاً فهو الرد الحقيقي على فكر التطرف الذي حول الإسلام إلى عدو لكل الجهات إلا تنظيما واحدا.
الدين والتدين السليم هو المضمون الذي نحتاجه في الحرب على تيارات التطرف، ويجب أن نكون حذرين من الخلط بين الإسلام والتدين وبين التطرف والإرهاب، وأن ينتبه بعضنا من أي أحكام متعجلة وغير مدروسة بحيث يتم وصف ما لا يعجبنا على أنه حالة متطرفة أو تُعبر عن داعش وأمثالها.
مثل هذه الأحكام غير الموضوعية هي التي تجعلنا نحول معركتنا التي وحدتنا ضد التطرف والإرهاب إلى جدل بين بعضنا على قضايا ليست حقيقية، وتجعلنا نصنع معارك وهمية لا يستفيد منها إلا التطرف وأهله.
نحن في مجتمع اختار هويته من ثقافتنا العربية الإسلامية، وأنحاز بكل أبنائه مسلمين ومسيحيين إلى حضارتهم العربية والإسلامية، وكفلت الدولة بدستورها ورؤية قيادتها لكل أبنائها حرية العبادة والاعتقاد والحرية الشخصية ضمن إطار هويتنا وحضارتنا.
في الأردن لدينا مجتمع بوجه واحد، فمن يريد التدين فهو يمارسه بقناعته وليس تحت ضغط العقوبة أو الحياء، ومن يلبس يلبس وفق قناعاته ضمن سقف عاداتنا وتقاليدنا، وكلنا في نهاية الأمر نحترم الإسلام ونلتزم به كمجتمع بغض النظر عن مستويات التدين الفردي.
لا تخلطوا الأوراق، فالتطرف وما ينتج عنه من إرهاب هو عدونا، أما الإسلام فهو ديننا وحضارتنا وهويتنا، بل خدمته هي إحدى أهداف الحرب على الإرهاب، والتدين حق الأفراد، وفرق كبير بين الإلتزام بالدين وبين الفكر المتطرف.
لنبقي بوصلتنا موجهة نحو غايتها، فالدولة ومن خلال رؤية الملك تخوض الحرب دفاعاً عن صورة الإسلام، فلنكن خلفها وفق هذا المفهوم، ولا ضرورة لفتح أبواب الجدل فيما لا ينفع.
اضف تعليقك