TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ملك الدبلوماسية
19/10/2023 - 6:30am

طلبة نيوز - يقوم الأردن، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، بجهود دبلوماسية مكثفة يسعى من خلالها إلى إعادة التموقع، والحفاظ على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والضفة الغربية.

ومكنت هذه الدينامية الدبلوماسية، التي يقودها جلالة الملك، المملكة من تحقيق العديد من النجاحات، معززة بذلك مكانتها على الساحتين العربيةو الدولية ومستقطبة لدعم العديد من الدول للموقف الأردني حول القدس والمسجد الأقصى، التي تعتبر الركيزة الأساسية في المنطقة بأسرها.

إنني أود أن أتحدث عن ميلاد الدبلوماسية الأردنية يوم أن برز أردننا للميدان الدولي، يجابه التيارات العالمية الجارفة، ويقف منها موقف الحكيم الذي يلجأ إلى تحكيم القوة في محل القوة، وإلى إستعمال اللياقة والظرف حين تدعو الحاجة إلى اللياقة والظرف.

فالرجوع إذن إلى هذا الماضي ليس ضربا من ضروب العبث، وليس من قبيل زخرفة القول أو تزويق الكلام، وإنما هو ضرورة ملحة لفهم أحوالنا الراهنة، وإدراك ظروفنا إدراكا سليما لا لبس فيه ولا غموض. نعم! إننا في حاجة ماسة إلى خلق وعي صحيح، يقوم على إحترام تقاليدنا والتغني بمجدنا وحضارتنا.

إذا تكلمنا عن مهارة الدبلوماسية الأردنية في فجر العصر الحديث، فإنما لندخل في روع الجميع إننا في الإستقلال عريقون وفي المجد والحضارة أصيلون. وموضوع كهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت لمعالجته.
نجاحات واختراقات دبلوماسية حققها الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، خلال الأعوام الأخيرة، بفضل دبلوماسية رصينة.

سياسة دولية متزنة كان من البديهي أن تثمر علاقات على نفس المستوى، توّجت مسارا طويلا من العمل الدبلوماسي الرصين.
إن جلالة الملك سبق أن زار الدول الكبرى والمهمة في إتخاذ القرار، كما هو الشأن بالنسبة للصين وروسيا والهند، وعقد مع هذه الدول إتفاقيات ذات طبيعة إستراتيجية معمقة في شتى المجالات.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه السياسة ترتكز على التعددية في الحلفاء وترتبط في الآن ذاته بتفادي "الكرسي الفارغ" في السياسة الخارجية للمملكة.
إن الدبلوماسية الأردنية سلكت إتجاها صحيحا، أولا عبر الدبلوماسية التقليدية والموازية والطبية والرياضية والثقافية والدينية، من خلال خطاب الإسلام المستنير القائم على الوسطية والإعتدال.

كما أن هذه الدبوماسية المتنوعة بقيادة الملك عبدالله الثاني، أدت إلى إعطاء نموذج دبلوماسي جديد، لتكون المملكة منصة إستراتيجية في المنطقة بأسرها.
وبالتالي، فأن أي دبلوماسية تقليدية أو رسمية لا يمكنها أن تحقق النجاح المرجو إلا إذا توافرت إلى جانبها عدة روافع إقتصادية وطبية وثقافية ودينية لإستكمال المجهود الأساسي لأي تقدم.

يعتبر الأردن أن المرحلة تتطلب ترجيح وإقرار التوازن على مستوى القوى في المنطقة، خاصة التهديدات التي تواجهها المملكة من مختلف المناطق.
إن "المملكة لن تتزحزح قيد أنملة عن مبادئها الأساسية حول إعتبار القضية الفلسطينية مركزية"، مشددا جلالته على أنها البوصلة وأن "كل تطور للتسوية يجب أن يكون على وجود دولة فلسطينية بكامل حدودها الشرعية والوطنيةو عاصمتها القدس الشريف، وهو ما يجعل الأردن يهدف للتوصل إلى حل لهذه القضية".

وبتقدير عال ، لكافة الجهود والمساعي الحثيثة ، التي يبذلها ، جلالة الملك عبدالله الثاني ، على كافة الصعد والمستويات ، وضع من خلالها ، المجتمع الدولي ، بصور الخطر الحقيقي في القدس والضفة الغربية والأوضاع في غزة، إننا إذ نؤكد دعمنا الكامل، وتأييدنا المطلق لكافة الجهود ، التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني ، هذه الجهود التي كان لها الاثر الكبير في القلب والنفس.

وبذلك يستحق هذا الملك الإنسان ملك الدبلوماسية والسياسية جلالة الملك عبدالله الثاني لقب " خادم أولى القبلتين" بكل جدارة وتقدير لمواقفة النبيلة والشريفة.

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)