طلبة نيوز

كتب الدكتور علي نايل العزام

وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني صرح في لقاء مع اللجنة النيابية التربوية بأن بعض أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية لا يستحقون ان يدخلوا من بواباتها...

قد يرى البعض بأن هذه العبارات شديدة في الوصف والنقد وجلد الذات وقد يعتبرها آخرون سلبية على سمعة الجامعات الوطنية في الخارج وقد تكون سببا في عزوف طلبة وافدين للدراسة في جامعاتنا ...كل هذا وأكثر من العبارات التي قد تعتبر تصريحات المعاني غير مناسبة....

المعاني استاذ جراح واستشاري في كلية الطب سابقا وقد تخرج من أهم الجامعات العالمية ويعرف أن درجة الدكتوراة والماجستير ليست بالأمر السهل ولذلك فإن منل هذه الدرجات العلمية بحاجة أن تكون شخصية الحاصل عليها من نوع خاص لا تتسم فقط بالمقدرة المعرفية وإنما بسمات تمتد إلى اطر أوسع في المعرفة بالثقافات العالمية والاطلاع على أحدث الإنتاج العلمي والبحثي والقدرة على استخدام وسائل التكنولوجيا في التواصل الأكاديمي والبحثي و القدرة على التواصل باللغات العالمية الحيوية مثل الانجليزية والفرنسية وغيرها ...

لم يعد الأستاذ الجامعي بالمفهوم المعاصر هو الشخص الذي يلقن المعلومات و يستخدم المراجع والأوراق التي عفا عليها الزمان في بناء المساقات ولا هو الشخص الذي يقوم بنشر ١٠ أبحاث تختلف بتغيير كلمة بالعنوان وسحبها على بقية البحث....

ان الإدارات الجامعية التي تعاقبت على إدارة الجامعات في السنوات الأخيرة لم تكن من المسؤولية بمكان بضبط مدخلات التدريس الجامعي فكان للمحسوبية والجهوية دور واسع وكبير في تعيين اولي القربى وأبناء الإقليم الواحد والمحافظة الواحدة ممن لا يتقنون أدنى الأساسيات والمهارات المعاصرة والحديثة ولا يعرفون من البحث العلمي الا انه نشر في مجلات قد يكون من خلال دفع مبالغ مالية ليكتبها غيرهم وتنشر باسمهم ...

لقد دخل الجامعات من تخرجوا يحملون درجات دكتوراة بتكنولوجيا المعلومات من جامعات لا يوجد فيها أجهزة حاسوب ويسجل الطلبة جداولهم الدراسية من خلال الطريقة التقليدية اليدوية الورقية ...

لقد قام بعض رؤساء الجامعات بتعيين من قاموا بالتسجيل في جامعات عن طريق مكاتب خدمات جامعية بأثر رجعي و منحوا درجات دكتوراة ودفعوا مبالغ مالية بين ٥ و ٧ الألف دينار شاملة كتابة الأطروحة.....

والافظع أن بعض هؤلاء تمت ترقيتهم وتبوء بعضهم مواقع قيادية متقدمة وقد عاثوا في الجامعات الفساد ...

ليس سرا أن من أساتذة الجامعات من أصبحت مكاتبهم بيوت لاستقبال حاملي الهدايا من الطلبة الوافدين والذي ينجح بعضهم بدون أن يحضر اي محاضرة بعد.ان فقدوا أدنى الأخلاقيات الأكاديمية في النزاهة والشفافية...

المعاني لم يخطئ في وصفه لتلك الفئة من الأساتذة والذين يجب أن يخرجهم النظام خارجا من أجل تحقيق معاني الجودة الشاملة ورفع مستوى التعليم في كافة جامعاتنا الوطنية ...