TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نظام الأسد حاول استنساخ "تكتيك الأنفاق"... لكنه فشل!
18/06/2014 - 10:30am

طلبه نيوز

منذ أشهر، تحتدم حرب الأنفاق المفخخة في سوريا، وهو تكتيك ميداني تفوق فيه الثوار السوريون على قوات الأسد التي حاولت استنساخ التجربة لكنها فشلت في ذلك.

إيلاف: تشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق، حربًا من نوع آخر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تستخدم فيها إلى جانب الأسلحة التقليدية، تقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل ومباغتة العدوّ.

ورغم تفوق النظام السوري جوًا، باستعمال الطيران الحربي والبراميل المتفجرة، تمكن الثوار من مباغتته أرضًا بإستعمال الانفاق المفخخة التي نجحوا في حفرها وتشييدها من مناطق يسيطرون عليها إلى مناطق يسيطر عليها النظام.

وقام الثوار السوريون بعمليات نوعية بإستعمال الانفاق، وفجروا عددًا من الثكنات والمقرات الأمنية التي طالتها أنفاقهم المليئة بالمتفجرات، وقتلوا المئات من جنود الأسد ووثقوا عملياتهم تلك.

وتابع المعارضون تقدمهم، في معركة “كسر الأسوار” التي انطلقت من حي جوبر الدمشقي، واستطاعوا اكتشاف سلسلة انفاق كان قد حفرها النظام في الأبنية التي تم السيطرة عليها على مشارف العاصمة دمشق.

والانفاق التي تم اكتشافها تم تجهيزها بمستلزمات الإنارة، وكانت قد حفرت بحفارات كهربائية متطورة، عكس الثوار الذين يستعملون أدوات حفر بدائية في عملهم هذا.

تبدأ أنفاق النظام التي اكتشفها الثوار، بحفر عميقة تصل لحد ادنى عشرة أمتار، وتتشعب الى طرق وأفرع تحت الأرض. وهي تحمل طابعًا إحترافيًا فقد وصل الحفر لأغلب مقرات الجيش الحر في المنطقة وكادت أن تنتهي من تجهيزها.

الإ أن عملية "كسر الأسوار"، والتي تبناها جيش الإسلام وتجمع جند دمشق، الجمعة الماضية. كانت عملية إستباقية لكشف هذه الانفاق السرية والعميقة التي حفرت بصمت دون علم الثوار وكادت تؤدي لانتكاسة كبيرة للجيش الحر، في حال لم يتم إكتشافها.

وأكد القائد الميداني أبو عمار القيادي في "جند دمشق" لموقع "كلنا شركاء" أنه بعد فشل قوات النظام في إقتحام حي جوبر الدمشقي بدأ بنقل فكرة الانفاق التي بدأ بها الثوار منذ أكثر من سنة، والتي ادت الى تفجير عشرات المباني ومقتل المئات من عناصر النظام".

وأضاف: "حرب الأنفاق مستمرة بين الطرفين، وكان هناك تجهيز كبير لعملية سابقة تم كشف الانفاق في اللحظات الاخيرة مما أدى الى فشلها".

ويعتبر حي جوبر الواقع في شرق العاصمة، والذي يشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، بمثابة محور استراتيجي لقربه من ساحة العباسيين. ويمثل وصول المقاتلين إلى الساحة تهديدًا جدياً للعاصمة التي تعد نقطة ارتكاز أساسية لنظام الرئيس بشار الأسد.

ويستخدم مقاتلو المعارضة منذ أشهر عمليات تفجير الأنفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الأنفاق مربوطة إجمالاً بمواقع عسكرية أو مراكز تجمع للقوات النظامية، أو تهدف التفجيرات إلى فتح طريق إلى موقع آخر، وأبرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي إدلب (شمال غرب).

وبث ناشطون معارضون على موقع "يوتيوب" أشرطة مصورة لعمليات التفجير وأخرى تظهر عمليات الحفر التي تتم بأدوات بدائية ويدوية. ويقول بعض المقاتلين في التسجيلات إن الأنفاق تهدف إلى تأمين خطوط إمداد للمناطق المحاصرة والتسلل إلى مواقع النظام وتدميرها.

ويذكر تقرير للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض بعنوان "حرب الأنفاق"، أن "الثوار يقضون شهورًا للحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة، وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسيجين والعتمة أيضا بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع أشهر من التعب".

وأشار إلى أن "حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات" بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.

ويؤكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا في مقره في دمشق، "لم توجد في العالم شبكة أنفاق متشعبة كتلك الموجودة في سوريا حاليًا".

ويشير في تصريحات نقلتها (فرانس برس) إلى أن الظاهرة "انطلقت في حمص (وسط) في 2012. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الجيش (النظامي) 500 نفق في البلاد، لكن أعتقد أن عدد الأنفاق المحفورة هو ضعف ذلك".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)