طلبة نيوز- د. علي المستريحي

أقر "النوام" التعديلات الدستورية .. غادروا المجلس لبيوتهم .. تلقوا التهاني .. عادوا للنوم الهانئ .. لا بأس .. فالأجر ثمين والصيد وفير والجائزة كبيرة بحجم المباع .. والمباع هنا هو الوطن ..! فقط سيقضون ما تبقى من ليلتهم قبل نومهم يفكرون بهذا الثمن .. ترى ماذا يمكن أن يكون؟ صرة من مال بطريقة "خذها يا غلام"!؟ وعد بكرسي أحمر مخملي وثير؟ دمل قضية فساد؟ رحلة عُمرة لشرم الشيخ؟ رحلة حج لجزر الكناري؟ وسام التبعبة من الدرجة الأولى؟! المهم الآن هو الثمن ..

أجمل ما في البيع أن البائع يكسب المال .. لا يهم ما تم بيعه طالما بيع .. والحياة عند معطم "النوام" تجارة .. والتاجر الشاطر هو من "يهبش هبشة" كبيرة .. حتى وان كان المهبوش هو الوطن .. وطن؟ أي وطن؟! الوطن يعني لهم الكرش الممتلئ .. وحدود الوطن هي الكرسي .. الوطن لهم هو اعفاء جمركي لنمرة سيارة بحجم الكف .. هو قطع أمل الأجيال القادمة بحياة كريمة .. هو مصّ باطن الأرض، ومحق غابات برقش، وقبض روح أحلام الأطفال الصاعدة للسماء ليلة القدر..! الوطن هو كل ما تطاله يد "النائم" بغمرة نومه وصحوه وغرور كرامته المسحوقة تحت أقدام الأطفال ..! 

أيها الأردني .. نم هانئا مطمئنا .. فبلدك ليس بخير .. كل ما يمكنك فعله هو أن تدعو الله -جلّت قدرته- ألّا تصل ألعاب أطفالك، وأحلامهم، وأقلام الرصاص التي يرسمون بها، وشجرة التين اليافعة أمام بيتك، وشجرة الزيتون المخضّرة خلف بيتك، وهذيانك بأمل عيش كريم، أحلام "النوام" عند نومهم، أو تخطر ببالهم في صحوهم !! فإن لم تُستجب دعوتك، فأقرأ على كل هذه السلام !!