طلبة نيوز- د. فهد الفانك
المقابلة التي أجرتها محطات تلفزيونية مصرية مع المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي ، وتلك التي ستجريها نفس المحطات مع المرشح الرئاسي حمدين صباحي ، تفيد في تعريف الرأي العام بمعدن الرجل وشخصيته وأولوياته وأخلاقه ، ولكنها مثل كل المناظرات ، لا تغير قناعة أحد ، فأنصار السيسي سيختارونه على أي حال وكذلك أنصار الصباحي.
السيسي رجل عسكري في المقام الأول ، وليس صحفياً أو إعلامياً ليكون خطيباً مفوهأً يخطف الأبصار ، ولذلك كان في المقابلة مصرياً طبيعياً ، يظهر على حقيقته كما هو ، وليس ممثلاً يستهدف اجتذاب الرأي العام بالوسائل والمبالغات التي تعرفها شعارات الحملات الانتخابية.
على هذه الأرضية يمكن القول بأن المقابلة الأولى للسيسي لم تبهر المراقبين ، ولم تقدم مفاجآت ، ولكنها قدمت عرضاً حياً لشخصية المرشح وأوضحت أنه ليس مترددأً بل يعرف ما يريد.
يقول السيسي أن أولوياته هي الأمن أولاً ثم التنمية ، وأن العسكر لن يتدخلوا بالحكم ، وأن الإخوان المسلمين لن يكون لهم وجود في عهده ، وأنه مصري مسلم يحب وطنه ودينه ، وأنه يرفض الواسطة والمحسوبية ، وأنه رب عائلة مكونة من زوجة وثلاثة أبناء وبنت. وأنه نشأ في الجمالية أحد أشهر أحياء القاهرة الشعبية التي تمثل عراقة مصر ، وهي التي أنجبت جمال عبد الناصر الذي يتمنى السيسي أن يرتقي أداؤه كرئيس إلى مستوى أداء عبد الناصر.
بشـكل عام يخرج المشاهد من المقابلة المطولة بقناعة أن الرجل صادق ، منفتح ، ويتعامل مع القوى السياسية والاجتماعية بأخلاق ، ويتوقع أن يتعاملوا معه بأخلاق ، وأن هناك قانوناً ليردع أية سلوكيات غير أخلاقية.
أجرت المقابلة إعلامية هي لميس الحديدي وصحفي هو إبراهيم عيسى الذي وجه اسئلة نقدية وصعبة ، في محاولة للحصول على مفاجأة أو زلة لسان.
في الجزء الثاني من المقابلة سيطر السيسي على مجريات المقابلة وكان أكثر ثقة بنفسه ، وأكثر تصميمأً وأكثر وضوحأً وتفصيلاً لبرنامجه ، مقدمأً حلولاً لمعظم التحديات التي تواجهها مصر اليوم.
بانتظـار المقابلة مع المرشح الثاني حمدين صباحي ، وهو خطيب مفوّه ، وسياسي محنك ، وإعلامي محترف. فمن الطبيعي أن يكون الأقدر على طرح الشعارات واستدرار تعاطف الجمهور ، كما يفعل كل اليساريين ، وهو شخصية تستحق الاحترام ولكنه بالتاكيد ليس رجل المرحلة الراهنة.