TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل التعليم جاهز لأبناء جيل z وجيل ألفا؟!
24/07/2022 - 6:15am

هل التعليم جاهز لأبناء جيل z وجيل ألفا؟!
المهندس عامر عليوي، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
"التعلم داخل المنظمة يجب أن يساوي أو يفوق التغير خارجها، وإلا فإنها لن تستطيع الاستمرار"
تصنيف الأجيال البشرية طبقًا لحقب زمنية متفاوتة تفصل بين جيل وآخر، وغالبًا ما يقترن كل جيل من هذه الأجيال بخصائص وسمات عامة، حيث أطلق اسم الجيل الصامت على الذين ولدوا بين منتصف العشرينيات وحتى أوائل الأربعينيات، بين العامين 1926 و1945، ويشار إليهم على هذا النحو بسبب الاعتقاد بأنّ المولودين في تلك الحقبة قد تمّ تعليمهم التزام الصمت وعدم التعبير بصراحة عن آرائهم في الأحداث الجارية، وعلى الرغم من أنّ هذا قد يكون صحيحًا، غير أنّهم استمروا في تأدية دور مهم في نمو حركة الحقوق المدنية، والدليل على ذلك أمثال: مارتن لوثر كينغ، وفيدل كاسترو، وتشي غيفارا، ومالكولم إكس.
والجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية خلال الفترة (1946-1964) أطلق عليه اسم جيل الطفرة، وهو الجيل الذي ولد ونما في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي خلّفت ضحايا بشرية ودمارًا هائلًا، جيل ترعرع في مرحلة التعافي من آثار الحرب وبدء الازدهار الاقتصادي.
أما الأجيال اللاحقة، فقد سميت بالحروف اللاتينية، مثل جيل أكس، الذي ولد بين (1965-1979) جيل يتسم بالعنفوان والبحث عن التغيير، والجيل الذي تلاه سمي بجيل واي أو جيل الألفية (1980-1994)، وهو جيل ولد مع بواكير الطفرة التكنولوجية الرقمية وظهور شبكة الإنترنت.
أما طلاب عالمنا اليوم والذين يدرسون في المدارس والجامعات، فإنهم أبناء جيل زد وهم الذين ولدوا بين عامي (1995-2009)، وهو جيل ولد مع ثورة الإنترنت وظهور الهواتف الذكية وتطبيقاتها والانتشار والاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين، ولد جيل جديد هو جيل ألفا والذي ما زال في طور التبلور مواليد (2010-2025)، ووفقًا للإحصاءات سيبلغ عدد أبناء هذا الجيل بحلول عام 2025 ما يقرب من ملياري شخص، إنه الجيل الذي سيكون حاضرا على مدى عشرات الأعوام المقبلة، طفلًا وطالبًا وعاملًا ورجل أعمال وسياسة، جيل ولد وفي يده الهواتف الذكية ويستخدم الألواح الرقمية لتسليته، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات الرقمية جزءًا مصاحبًا لتجربته الحياتية اليومية، جيل لا يعتمد كليًا على المعلمين والآباء للحصول على المعلومات أو تفسير الظواهر المحيطة به، وذلك لوفرة مصادر المعرفة وسهولة الحصول عليها.
إنه جيل التغيير، جيل متغير بسمات تختلف عن سمات الأجيال السابقة وسيقود التغيير، ومع وصول هذا الجيل إلى سن الرشد، ستحتاج المؤسسات التعليمية، وهياكل العمل وأساليب الإدارة إلى تكييف الأوضاع لتنسجم مع سمات هذا الجيل، علاوة على ذلك فإن عددًا كبيرًا من الوظائف التقليدية ستختفي مع الرقمنة والأتمتة، واشار المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 إلى أن 65% من الأطفال سيعملون في وظائف لم توجد بعد.
لكل زمان دولة ورجال، وقال بن ابي طالب كرّم الله وجهه: علموا ابناءكم لزمان غير زمانكم، لذلك يجب ان يركز التعليم على أبناء الجيل الذين هم اما على مقاعد الدرس او الذين سيدخلون أي جيل z وجيل الفا، ولما كانت الدول المتقدمة تسعى إلى تطوير جامعاتها، لتجعل منها قوة أكثر تأثيرا في بناء مجتمع المعرفة وبما يتوافق مع متطلبات الأجيال القادمة، فإن جامعاتنا بحاجة إلى مثل هذا التطوير، لكي يتم سد الفجوة التي تفصلنا عن الدول المتقدمة، ولكي ندخل حلبة التنافس المعرفي من أجل تقدم مجتمعنا، ونحقق مكانة أفضل بين الدول

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)