TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل ينجح الدكتور لبيب الخضرا في تحقيق رؤيته لتطوير التعليم العالي؟
29/05/2016 - 3:00am

طلبة نيوز-  أ.د نضال يونس

بساطة شديدة يمكن تلخيص رؤية الدكتور لبيب الخضرا لمستقبل التعليم العالي والبحث العلمي بأننا موعودون "بانقلاب اكاديمي"، إذ بدا واضحاً أن أبعاد الرؤية أكبر مما هو معلن في أوراقها، وقد تبدى لنا ذلك بوضوح من خلال تصريحاته الى "جريدة الراي" حينما كشف عن ملفات مهمة وجزئيات دقيقة ان طبقت فعلاً فان مستقبل التعليم العالي الاردني سيسير بالاتجاه الصحيح.
في التصريحات المعلنه اعترف الخضرا أن الوزارة تعاني من "نقص في الكفاءات"، وانها بصدد اعادة النظر في عملية ترشيح المستشارين الثقافيين بالخارج، وان الوزارة عازمة على اتباع اسس موضوعية لاختيار الاشخاص فى هذه المواقع القيادية، وفى حال طبقت هذه السياسات فيمكننا القول بأنها بمثابة اختراق لجدار الواقع الذي ظل يقف حائلاً دون دخول وزارة التعليم العالي الى حيز الدور الحقيقي فى خدمة الطلبة والمواطنين الاردنيين فى الخارج.
أن يتحدث الوزير عن أنه لن يكون هنالك مستشارون ثقافيون في دول لا يوجد فيها طلبة اردنيون، كما لا يتم ترشيح اكثر من مستشار في اي بلد يوجد فيها طلبة، وان يشدد فى حديثه على ان مدة تولي وظيفة المستشار ستكون عامين غير قابلة للتجديد، وان الترشيح سيكون على مبدأ الكفاءة بعيدا عن "التنفيعات"، فإن آمال العديد من المؤهلين لمثل هذه المواقع حتماً ستعانق السحاب!
الاهم من ذلك حين أزاح الوزير الستار ليكشف عن تطوير اليات اختيار رؤساء الجامعات الاردنية، عبر لجان بحث واختيار يتم تشكيلها لهذه الغاية لتقوم بعملها بعدالة وشفافية، مشددا على انه لم ولن يتم التدخل بأعمال اللجان الموكل لها ترشيح ثلاثة اشخاص لتولي المواقع القيادية، وقال ان أكثر من ثلاثين شخصية اكاديمية شاركت في اللجان التي شكلت لاختيار رؤساء الجامعات لم يتدخل الوزير او مجلس التعليم العالي فى عملها بعد ان وقع كافة الاعضاء على ميثاق شرف يضمن عدم "تضارب المصالح".ولم يكتفي الوزير بذلك بل غاص خلال لقاءه الصحفي في بحر التفاصيل تحديداً بتأكيده على أن تمايز الجامعات واختلاف طبيعتها يتطلب وضع اسس ومعايير ديناميكية فى اختيار رؤسائها، بما يضمن النهوض بها الى مستويات علمية وبحثية متقدمة..

المفاجئ أكثر حينما نكتشف أن بعض التفصيلات الدقيقة تمثل هاجساً في الرؤية الاكاديمية من حيث فتح باب التنافس الشريف وتكافؤ الفرص ، خصوصاً حينما ربط ذلك بفكرة تقييم المرشحين لرئاسة جامعة البلقاء التطبيقية في المقابلة الشخصية من حيث انها لا ينبغي ان تعتمد على طرح سؤال وتلقي اجابة، بل على مبررات الترشح والخلفية التي يمتلكها المرشح عن واقع الجامعة ورؤيته الاصلاحية والتطويرية لها. وذهابه للتأكيد على أن اللجنة ستسعى ضمن عملها لدراسة السيرة الذاتية لاعلى خمسة مرشحين تقدموا لتولي مواقع قيادية (رؤساء جامعات) في وقت سابق ، وهو ما جعلنا نطمئن إلى أن ثمة عمل جذري يراد منه معالجة الكثير من أزمات الجامعات المالية والادارية والتقنية .

إن ما تضمنته رؤية الملك عبد الله الثاني فى الاصلاح والتحول الديمقراطي وترسيخ مفاهيم النزاهة والشفافية، وما تحدث به وزير التعليم العالي في تصريحاته الاخيرة يكشف عن حالة تناغم مهمة ما بين القيادة في مشروعها النهضوي في كافة القطاعات وتحديداً قطاع التعليم العالي، وبين الافكارالاصلاحية التى ينادى بها الوزير -ان قُيض له- النجاح فى تنفيذها ، وهو ما يجعلنا نتفائل بامكانية عودة قطار التعليم العالي الى سكته الصحيحة.

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)