TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
يافعون و مخدرات: نفق مظلم وعالم محفوف بالويلات
14/09/2014 - 6:00am

 – لم يدركوا وهم شبان يافعون أن الفضول والرغبة في خوض التجربة الأولى لتعاطي المخدرات ستكون البوابة لدخولهم نفقا مظلما وعالما محفوفا بالمصاعب والويلات يتربع فوقها جميعا شبح المخدرات. ويتمنى هؤلاء الشباب لو أن الأيام تعود ليعودوا معها تماما إلى اللحظة التي بدأوا فيها بنفث أو سيجارة وضعها بين شفافهم أقران لهم ادعوا الوداعة والطيبة والرغبة منهم بالتخفيف من آلامهم، وهم بدورهم كانوا "سذجا" ليصدقوا كل ذلك وليسحبوهم لجحيم المخدرات، والتي ضاعت مع تعاطيها الأحلام الواحد تلو الآخر حتى غدو أشباحا بعدما فقدوا مدخراتهم وأعمالهم واحترام الكثير من المحيطين بهم. ويقول بعض من يتعالج منهم في إدارة المركز العلاجي أن دخولهم للمركز فرصة لهم ليتمكنوا من العودة لعائلاتهم مواطنين صالحين، ويؤكد عمران (اسم وهمي)  وهو طالب جامعي (25 عاما)، أنه كان يدرس تخصص الهندسة في إحدى الدول العربية ومتفوقا في دراسته، قال إنه وفي بداية العام الدراسي الثاني، كان يقاوم النعاس بجهد كبير لإنجاز مشروعات الدراسة التي تتطلب وقتا طويلا، إلى أن أقنعه أحد زملائه في السكن، وكان طالبا في كلية الطب قائلا له "خذ لك هالحبة، رح تدعيلي.. لأنها رح تعينك على إكمال العمل، مش رح تندم". وتابع "بدأت الأمور تزداد سوءا، الحبة تحتاج إلى أخرى، والسيجارة تصبح اثنتين، وبعد مدة أصبحت الحبة لا تؤدي مفعولها، جربت كل أنواع المخدرات، بدأت الأمور بالتدرج حتى وصلت إلى أشد مادة ادمان وهي (الهيروين) وتعاطيته، وبدأتُ أتعب، ووصلت الى مرحلة يأس من كل شيء، فقدت اصدقائي، وصحتي" . ويتابع بعد ذلك "بدأت أفكر بنفسي ، وعائلتي ، ماذا فعلت بنفسي وبهم ، فطلبت العون من عائلتي التي تواصلت مع مركز علاج المدمنين ، الذي اكد لهم انه لن يتم فتح قيد أمني باسمي لضمان مستقبلي في العمل والدراسة ".  وأشار الى "ان فترة علاجه استمرت 45 يوما بناء على طلبه لضمان خلو جسمه من السموم ، موجها رسالة الى الشباب في عمره بأن لا يجربوا شيئا لا يعرفونه كي لا يتورطوا في مستنقع الادمان" . وقال "ان السعادة التي يحصل المدمن عليها جراء المخدرات ( وهمية) ، لن تدوم اكثر من يوم او اثنين، لكن في النهاية سيجد المدمن نفسه في حفرة عميقة وعليه ان يختار: إما أن يقاوم ويخرج منها ، أو أن تزداد عمقا وتجعله في الحضيض" . شاب آخر (أيمن) (19 عاما) أدمن على مادة الحشيش التي تعرف اليها عن طريق رفاق السوء، حيث أضاع سنة (التوجيهي) بأمور ضارة كما يقول، إلى أن "أصبحت منبوذا من العائلة ومن الناس بسبب سلوكي الذي تغير نحو الأسوأ، إذ أنني لا أنقطع عن تعاطي الحشيش". ويوجه أيمن نصيحة لكل من بدأ في طريق الادمان بان يتوقف فورا ويلتفت الى مستقبله ويزور مركز علاج الادمان ليكسب نفسه بالدرجة الاولى.  أما (حسين) والبالغ من العمر 45 عاما قال انه "يتعاطى الكحول منذ 10 أعوام، وهو متزوج ولديه خمسة أبناء، كانت البداية من باب الفضول، ومن رفاق السوء، ويعتذر بشدة من ابنته الكبرى باساءته لها، معترفا بانه كان أنانيا بما يكفي ليدمر مستقبلها عندما رفض احد الشبان ان يتم مراسم الزفاف لعلمه بأن والدها (سكّير)". وتابع وهو قيد العلاج في مركز علاج المدمنين "لم أخجل من نفسي ومن أفراد أسرتي، كنت على استعداد لطرق باب الجيران لطلب المال، ليس لشراء حاجيات مهمة للبيت، لكن لاستكمال ثمن (المشروب). وقال "هذا وعد أن أعود كما يريدني ابنائي وكما اتمنى ، انسان سوي ، يفخرون بي امام العالم ، كما أفخر أنا بهم".  واضاف " كما أن شرب الكحول أفقدني شخصيتي وقدرتي على توجيه ابنائي ، فهم يخجلون بي ، وأنا لا أخجل على نفسي، للأسف! فقدت الفرصة لأن أكون قدوة لأبنائي، إذ كيف لي أن أقول لأحدهم: هذا سلوك خاطئ؟ وأنا من يقترف أكبر خطأ في حياته وحياة اسرته"! . وقال رئيس مركز علاج المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات الرائد فواز المساعيد ان ابواب المركز مفتوحة على مدار الساعة لاستقبال الراغبين في العلاج من الادمان وبشكل مجاني وسري وبغض النظر عن جنسية المدمن، مؤكدا ان الشخص الذي يصل الى مركز العلاج من الإدمان في منطقة عرجان لا يتم سؤاله عن مصدر المخدرات التي يتعاطاها كما لا يتم تسجيل قيد أمني بحقه، باعتبار انه جاء الى المركز للعلاج برغبته الكاملة ، مشيرا الى ان الرغبة الذاتية في التعافي من المخدرات تعتبر حلقة مهمة في مراحل العلاج .  وقال ان المركز يتسع لـ 170 سريرا ، ويتم استقبال الحالات على مدار الساعة، مستغلين أي فرصة لإقناع المدمن بفكرة العلاج سواء من تلقاء نفسه او من قبل ذويه، مؤكدا ان الهدف هو الوصول الى مجتمع متعاف خال من المخدرات تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات ، وتخفيف المعاناة على المدمن وذويه. وأوضح انه يتم علاج المدمنين على المخدرات باشكالها المختلفة مثل: الحشيش، الهيروين، الحبوب المخدرة بشتى أنواعها، المذيبات الطيارة، المشروبات الروحية، مشيرا إلى أن المدمن يخضع للعلاج حال دخوله إلى المركز إما بحضوره من تلقاء نفسه، أو من خلال ذويه، وإذا تعذر ذلك ، يقوم فريق متخصص بالذهاب الى مكان وجود الشخص المدمن وإحضاره الى مركز العلاج بناء على طلب منه شخصيا او من ذويه.  وقال: عند وصول المدمن الى المركز يتم تشخيصه طبيا ونفسيا واجتماعيا من قبل فريق من المتخصصين وتقديم العون الطبي له ، ثم يتم وضع خطة علاجية، ملائمة للحالة الموجودة. وبين ان الخطة العلاجية بشكلها العام تتضمن ثلاث مراحل ، الاولى : ازالة السمية ، وتشمل تقديم العلاج الطبي من خلال الطبيب المختص وحسب الحالة المرضية ونوع المادة المخدرة التي يتعاطاها المدمن ، ودرجة الادمان ، حيث يقوم باعطائه علاجات مناسبة تخفف من الاعراض الانسحابية لدى الشخص المدمن ، مؤكدا ان هذه العلاجات ليس لها أي مضاعفات جانبية ، وتعطى لفترة محددة حسب مشورة الطبيب.  وأكد انه لا يتم تقديم أي أدوية كيميائية كبديل عن المادة المخدرة التي كان يتعاطاها. واشار الى المرحلة الثانية من العلاج التي تتلخص بإعادة التأهيل للشخص المدمن على المخدرات بحيث يتضمن ذلك عدة برامج، دينية ونفسية واجتماعية ورياضية وثقافية متنوعة موضحا ان كل تلك البرامج تتم بوجود متخصصين اكفياء ، اضافة الى وجود برنامج للعلاج بالعمل أو الهواية، حيث يوجد مشغل للصلصال يتم فيه تدريب المدمنين قيد العلاج على الحرف الصلصالية ما ينمي مواهبهم .  وتعتبر مرحلة الرعاية اللاحقة هي المرحلة الثالثة للعلاج – وفقا للرائد المساعيد - فبعد ان يكمل الفرد علاجه، يوضع له برنامج مراجعات اسبوعية للمركز يتم متابعته خلالها، حيث يتم الاتصال مع أسرته بشكل مستمر للتأكد من عدم عودته للمخدرات وفي حال الانتكاسة لا سمح الله، يكون لدينا إجراء لإعادته إلى العلاج، ونقف على المسببات التي أدت الى ذلك.  ووجه نصيحة لأولياء الأمور بأن لا يترددوا في إحضار أبنائهم اذا – لا سمح الله – ما شكّوا بسلوكهم او وصلوا الى اي من مراحل الادمان على اي نوع من انواع المخدرات. واشار الى أن مدة العلاج في المركز تتوقف على تشخيص الطبيب للحالة المرضية، وتكون غالبا ما بين شهر وشهرين وحسب نوع المادة التي أدمن عليها، ودرجة الادمان، وبالنسبة لمدة المراجعات اللاحقة بعد تعافيه من الادمان قد تمتد بين شهرين و 6 أشهر، وطمأن الأهالي على سرية العمل داخل المركز العلاجي ، مؤكدا انه لا يتم سؤال المدمن عن طريقة تعاطيه وذلك وفق القانون ، كما لا يؤخذ منه أي معلومات قسرا، ويتم التعامل معه على أنه مريض يحتاج إلى علاج.-(بترا- وفاء مطالقه)

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)