TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
‘‘معلمو الأسئلة المتوقعة‘‘.. ابتزاز واتجار بطلاب التوجيهي
26/06/2016 - 10:00am

طلبة نيوز- عن الغد

انتقد معلمون بشدة "متاجرة البعض" بدوسيهات مواد شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، والدعاية المكشوفة وبشكل تجاري لهذه الدوسيهات خاصة خلال فترة الامتحانات.
وقال هؤلاء المعلمون إن زملاء لهم يقومون بـ"ابتزاز الطالب والمتاجرة بحاجته، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك الطلبة الباحثين عن أي مصدر أمل للنجاح".
ويؤكدوا أن "هذا الابتزاز يتجلى بشكله البشع، في استغلال المعلم لطلبته ودفعهم لشراء دوسيهاته وملخصاته أو لإعطائهم دروسا خصوصية"، بوقت باتت فيه هذه "التجارة أكثر سهولة مع انتشار صفحات متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)" .
وبعبارات تجارية محضة يروج بعض المعلمين لمخلصاتهم لمواد الثانوية العامة، مقدمين أنفسهم على أنهم المنقذ الوحيد للطالب الباحث عن النجاح أو حتى الباحث عن التميز.
وسرعان ما تمتلئ صفحات المعلمين على مواقع التواصل الاجتماعي عقب كل امتحان وزاري بعبارات التغني بإنجازهم بأن ملخصاتهم "المتوقعة" حصلت علامة كاملة في الامتحان، عارضين صورا تقارن بين أسئلة الامتحان الوزاري وبين ما عرضوه مسبقا كأسئلة متوقعة.
أحد المعلمين كتب على صفحته على "فيسبوك"، "بفضل الله، توقعي الذي وزعته على الطلبة أمس، حصل على علامة كاملة في الامتحان الوزاري"، فيما كتب آخر "كما وعدتكم توقعي للفيزياء حصد 70 % من العلامات، طلاب المراكز والدروس الخصوصية مبروك عليكم توقعاتي"، ومعلم ثالث كتب "امتحان المحاسبة كأني أنا اللي كتبته.. قارنوا بينه وبين توقعي كأنه طبق الأصل بس اختلاف في بعض الأرقام".
واعتبر أستاذ الكيمياء محمود درويش أن ما يقوم به بعض المعلمين على مواقع التواصل الاجتماعي من تقديم ما يطلقون عليه "أسئلة متوقعة" هو مجرد دعاية لرفع أسهمهم لدى المدارس الخاصة والمراكز الثقافية، وزيادة الطلب عليهم في الدروس الخصوصية، لافتا الى ان الهدف الاساسي من هذا الموضوع هو "الربح المادي". 
وقال إن هذا الأمر عملية "خداع وتضليل للطلبة وذويهم الذين يقعون فريسة لهؤلاء المعلمين"، مبينا أن هناك بعض المعلمين يقومون بعد انتهاء الامتحان الوزاري بنشر الاسئلة الوزارية ودمجها مع اسئلتهم المقترحة، وآخر يقوم بنشر 5 او 6 نماذج لأسئلة مقترحة لموادهم، وعليه من الطبيعي ان تأتي الاسئلة الوزارية مشابهة لأسئلته باعتبارها مخلصا لجميع المادة الامتحانية.
وأكد درويش خطورة هذا الموضوع كونه يؤثر سلبا على العملية التعليمية التي اصبحت عبارة عن تجارة، لافتا الى أن ذلك ينعكس سلبا على ثقة الطالب بمعلمه.
وطالب زملاءه المعلمين بعدم استغلال الطلبة وحاجاتهم للتخلص من شبح "التوجيهي" وأن يتقوا الله فيهم، داعيا وزارة التربية والتعليم الى ايجاد تشريع يجرم هذه الافعال ومحاسبة هؤلاء المعلمين.
بدوره، قال استاذ الرياضيات هيثم حرب ان الامتحانات المتتالية دون ايام راحة هي التي تجعل الطلبة يذهبون الى الملخصات كونهم في سباق مع الزمن، لافتا الى ان من الملخصات ما يصيب ومنها ما يخطئ.
وبين ان الطلبة يلجأون الى الدراسة من الدوسيهات كونها تلخص المادة فعندما يأتي منها الاسئلة يعتقدون انها سبب النجاح، ولكن الدوسيه هي عبارة عن مخلص للمادة الامتحانية، مبينا ان عملية ضبط هذه التوقعات صعبة جدا في ظل عدم توفر معلمين مؤهلين في بعض المدارس.
من ناحيته، اكد معلم الثقافة العامة زكريا الرفاعي انه لا يوجد ما يسمى اسئلة متوقعة فهي عبارة عن مجموعة ملخصة بنقاط صغيرة بعدد صفحات قليل وهي تغطي المادة الامتحانية بشكل كامل.
وبين الرفاعي ان هذه الظاهرة تسببت في حدوث بلبلة عند الطلبة كونهم يدرسون الملخصات ويتركون الكتاب المدرسي، وتكون هذه الملخصات لا تغطي المادة بشكل كامل.
ولفت الى أن بعض المعلمين ذوي الخبرة يستطيعون لفت نظر طلبتهم الى التركيز على بعض الجوانب في المادة، دون إهمال غيرها، مشيرا الى ان الطلبة يلجأون لهذه الملخصات لِتُسَهِّلَ عليهم دراسة المادة الامتحانية لاسيما وان الامتحانات تعقد يوميا ولا يوجد بينها فترة راحة. 
بالمقابل، دعا مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم الطلبة الى الرجوع للكتاب المدرسي المقرر والابتعاد عن الدوسيهات كونها تهدف إلى "الربح المادي"، والأسئلة المتوقعة التي من شأنها تضليل الطلبة وابتزازهم.
وأكد المصدر ان اسئلة امتحان "التوجيهي" تأتي من الكتاب المدرسي المقرر وتراعي الفروقات الفردية لكافة الطلبة.
وقال إن الوزارة قامت بنشر اسئلة الأعوام الماضية لامتحان "التوجيهي" مع الاجابات النموذجية لها على موقعها الإلكتروني، وذلك تسهيلا للطلبة لمعرفة نمط الاسئلة وطرق الإجابة عليها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)