TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د أسامه صالح يحاضر حول الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين وثقافة النخبة: عرار أنموذجاً
09/08/2015 - 3:15am

طلبة نيوز-

استضافت المكتبة الوطنية الدكتور أسامة حسن عايش صالح، الباحث المتخصص في فلسفة  التاريخ المعاصر/ التاريخ السياسي، الباحث المحاضر ورئيس قسم متطلبات الجامعة في جامعة إربد الأهلية، في ندوة فكرية بعنوان "الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين وثقافة النخبة: عرار (مصطفى وهبي التل) أنموذجاً"، وذلك يوم الأحد 2/8/2015، في مبنى دائرة المكتبة الوطنية/ قاعة الاحتفالات الرئيسية، حيث أدارها الباحث الدكتور أحمد حكمت شركس، مؤسس دائرة المكتبة الوطنية.

   تناول الدكتور أسامة حسن عايش ماهية الثقافة والفكر في شخصية الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، وعلاقته بثقافة النخبة الأردنية ممثلة بشخصية عرار، وذلك كنموذج تجسيدي للفلسفة السياسية، وكشخصية سياسية فكرية مؤثرة اجتماعياً وإن دُرِسَت تقليديا من منظور أدبي.

لقد أنجز الباحث قراءة مفاهيمية  دلالية مستحدثة للعنونة الرئيسة، أوضحها بقوله: تبدو العنونة، كحوارية ثقافية ممنهجة في فلسفة التاريخ السياسي، بحاجة إلى إيضاح أولي تتقاطع مع ثنائية الفكر المُدرك والتاريخ البنائي، وتتصل بالشخصية التاريخية، سياسةً وأدباً، أو الأدب السياسي مؤرخاً. وتتمازج  كذلك بالمعجمية المفاهيمية للسلطة والثقافة، ليس بالمعنى النفعي المبتذل، بل كمفهوم إيجابي توليدي للدور الوظيفي للنظام السياسي الأردني مرجعية، والمتمحور خطاباً واحتضاناً لإنتاج وعي تاريخي يحوي الأنسقة الاجتماعية الأردنية متأطرة حول النخبة الثقافية، والثرى الوجودي.

   وأشار إلى ان الوعي المبكر للنموذج العراري أوجد مفهوماً مغايراً لثنائية العلاقة بين المثقف والسلطة. بمعنى، سلطة الثقافة في الاحتضان الهاشمي منهجاً، وثقافة السلطة في معنى المواطنة نخباً. لقد ساهمت هذه الثنائية، الثقافة والسلطة، في اجتناء الدلالات المتشابكة المتقاطعة فكراً بين السياسة والأيديولوجيا القومية مُجسدة بالمنظومة القيادية القيمية للأمير/ الملك المؤسس جلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين، بمرجعيته العقائدية ذات السلالة التاريخية الشريفة، وبين الأنا التاريخية الأردنية كنمذجة ثقافية سياسية ممثلة بالنمذجة العرارية، أو ما أوجده الباحث، الدكتور أسامة عايش، من مصطلح تاريخي تراثي نحته كحفريات معرفية أطلق عليه مسمى "النمذجة العرارية: بنائية الوعي المؤنسن"، مضيفاً قوله: سأنتهج في حواريتنا منهجاً تاريخياً مستنداً إلى التحليل النقدي لبنية النص التاريخي الوثائقي، وممازجاً بين البنيوية والتفكيكية، والتي آثرت أن أمحورها موضوعاً حول ثلاث مفردات رئيسة، هي كما يأتي:

أولا: السلطة والمثقف: رؤية في ماهية المفهوم، جدلاً، ومعارضةً، وتمازجاً.

ثانيا: جذور الأيديولوجيا لسلطة الثقافة أردنياً: تسامي النسق الهاشمي، وفردانية النموذج العراري.

ثالثا: الوعي التاريخي الأردني مؤرشفا: قراءة علمية في وثائق مصطفى وهبي التل، وبرؤية أخرى، يمكننا أن ندرك هذا المحور من خلال ثنائية الفلسفة التاريخية وواقعية السياسة كخصوصية تأريخية زمانية، الوثائق العرارية متناً.

   وبين الدكتور أسامة انه من الأهمية بمكان النأي عن جدل السياسي والثقافي، كإشكال مفاهيمي، وتداخل ملتبس، في ظل عدم رسوخ السياق المؤسساتي عند تأسيس إمارة شرق الأردن، وهيمنة السلطة الانتدابية، وما ارتبط بها من حكومات تنفيذية، اُعتبرت تبعية ذيلية في مسايرتها للسياسة المنتدبة.

وأضاف الدكتور أسامه ما أود الإشارة إليه في هذا المقام، أن مفهوم السلطة يعد من أكثر المفاهيم استخداما في فلسفة التاريخ السياسي، وفي علم الاجتماع السياسي. هناك تداخلاً في دلالته سلطوياً، وتوظيفه علمياً، وإحلالاً مصطلحياً، كمسمى الإمارة، الكيان، الدولة، القوة، النفوذ، السيطرة. وإن كانت الدولة بمفهومها الأعمق كيانية سياسية تمارس السلطة. كان هناك بنائية سياسية لإمارة وليدة، إلا أنها مقيدة انتدابياً، مع أنها ارتبطت تاريخياً وروحياً وسلالة شريفة بشخصية الأمير عبد الله الأول ابن الحسين، وتطورت بشخصيته الملكية المؤسسة. السلطة لا تتوقف عند استخدام القوة وسيطرة السياسة الاستعمارية الإنجليزية على الحياض الأردني، وقت ذاك، والتي عورضت عرارياً نصاً منتجاً تاريخياً، بل تتجاوزها إلى شرعيتها الهاشمية ذات النسب السلالي الشريف، ونقاء العرق العروبي. لقد تسرمدت الرؤية العرارية برسوخ الشرعية الهاشمية، وعلق الآمال على شخصية الأمير/ الملك المؤسس، وإن انتقد وعارض واقع السياسة والسلطة الانتدابية، إلا أنه وعى عقائدية الولاء والانتماء الهاشمي، واختط لنفسه خطاباً صريحاً يسمو على التزلف والنفاق والارتزاق والاستجداء، سبب له إشكالية في حياته، تلك الإشكالية التي جعلته شخصية جدلية في فكرها، مضافاً إليها تناقضية نسقه الذاتي، وتبدل أطواره. هذا الجدل والتناقض، يستشف تاريخياً وسياسياً من خلال قراءتنا، ودراستنا، وعنونتنا، وتصنيفنا، وفهرستنا، وأرشفتنا، لوثائقه التي كان طيب الذكر والذكرى، مريود مصطفى وهبي التل، قد احتفظ بها في مكتبته الخاصة، والذي منحني شرفاً بتخصصية دراستها علمياً وبحثياً وأكاديمياً، تداخلت بالإرشيف الوثائقي لدولة نجله، الشهيد بإذنه تعالى، وصفي مصطفى وهبي التل، موضوع أطروحتي العلمية جامعيا عنونتها كرسالة ماجستير تحت المسمى الدلالي: "وصفي التل: إعادة قراءة".، واستمرارية بحثية في ثنائية وتؤامة العلاقة الأردنية الفلسطينية، التي تفردت بها كأطروحة دكتوراه، نُحتت بوثائقية حفرية مضنية. كما يجب الثناء على دور الدكتور طارق مريود مصطفى وهبي التل الذي قدم الوثائق وديعة في جامعة اليرموك/ كرسي عرار، إيماناً منه بقداسة المعرفة العلمية، وعدم احتكارها ذاتاً نفيا لجيف المتاع. ومن المروءة والوفاء والأمانة العلمية أن أذكر كذلك بأن الجهد الذي بذلته في المنهجية التاريخية لكلية الوثائق العرارية ما كان لها أن تُنشر علمياً لولا الدعم الصادق الذي قدمه الدكتور محمد خلف محمد التل، والذي تكفل بتغطية كافة تكاليف النشر، دون أن تتكفل جامعة اليرموك/ كرسي عرار بأية تكاليف مادية، بالرغم من أن دراستي للوثائق جلبت دعماً نقدياً لكرسي عرار نتيجة لبيع مجلدات الوثائق، بصورتها الأصلية، لمراكز البحث والمؤسسات العلمية والجامعية، والتي كانت جامعة إربد الأهلية من أوائل المؤسسات الأكاديمية التي اقتنت تلك المادة التاريخية العلمية الموثقة لتاريخ تطور المملكة الأردنية الهاشمية، سياسياً وفكرياً واجتماعياً وأدبياً، أما فيما يتعلق بمفهوم الثقافة، فإذا كان إدوارد تايلور، الأنثروبولوجي الإنجليزي، قد قدم لنا مفهوما شمولياً للثقافة باعتبارها الكل المركب، أو الكل المتكامل، الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والأخلاقيات والقوانين، والأعراف، والعادات المكتسبة للإنسان بوصفه عضواً في المجتمع، إلا أن المعجمية العربية تمنحنا مفهوماً يقترب وعياً وفكراً بمفاهيم التطور والتحول. إن مادة ثقف تندرج ضمن السياقات الفكرية الآتية: الحذق، والفهم، والوعي، والإدراك، والإبداع. الثقافة، بنمطيها: الفكري الإبداعي، والحضاري الإنساني، تنساح شعوراً وتأملاً عرارياً نصوص وثائقية تاريخية سياسية. لقد وظفت كمنظومة نسقية ذات أبعاد وظائفية تتمحور حول الإنسان والمجتمع والأرض، ونظرية الوجود جذراً. إنها سيرورة تاريخية ترصد تحولات الوعي إبداعاً في الفكر الإنساني، والمصدرية التاريخية. هذه هي الرؤية العرارية نخباً، ولذلك احتضنت هاشمياً، وبوفاء من الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، ظهر جلياً من خلال النماذج الوثائقية التي عرضها الباحث الدكتور أسامة حسن عايش، خاصة عدم تخليه عن عرار في أواخر أيامه ومرضه وموته.

   وتناولت الندوة ، بخلاصتها، جذورية الثقافة والفكر، التاريخ والسياسة محتضنة هاشمياً، ومجسدة متنافي ثنائية العلاقة التاريخية الوفائية بين  جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين وعرار (مصطفى وهبي التل) وماهيتها التاريخية من خلال قراءة مستحدثة في فلسفة التاريخ السياسي الوثائقي، وإدراك دلالاتها الوجودية المؤطرة في معنى أبجدية الوعي التاريخي وارتقاء النسق، سلطة، مثقفاً، ومجتمعاً، وأثر ذلك على خصوصية المرجعية القيمية لمفهوم النخبة السياسية الأردنية، وتمازجية الولاء والانتماء منهجاً.

     يُشار إلى أن الباحث الدكتور أسامة حسن عايش صالح متخصص في دراسة شخصية الشهيد وصفي التل وأرشيفه الوثائقي، المخطوط والمطبوع. كما أنه عكف على قراءة  ودراسة وأرشفة  وفهرسة وتصنيف وعنونة وثائق مصطفى وهبي التل، المودعة في كرسي عرار في جامعة اليرموك. وتخصص خلال مرحلة الدكتوراه في موضوع العلاقة الأردنية الفلسطينية. ويشغل حالياً محاضراً وباحثاً في جامعة إربد الأهلية حول القضية الفلسطينية، بجانب رئاسته لقسم متطلبات الجامعة، وأمانة سر مجلس كلية الآداب. وقد كتب، ونشر، وحكَّم العديد من البحوث والمقالات التاريخية والسياسية، وعقد الندوات العلمية المتخصصة، يذكر منها ما يأتي، مثالاً لا حصراً:

-  وصفي التل: أشكلة المفهوم غائية المنهج.

- وصفي التل والوجود الأردني: رؤية تاريخية.

- إفناء الرواية التاريخية واحتضار الوعي التاريخي: إبراهيم بكر دراسة حالة.

- همس الرذاذ/ وهي رثائية تأملية لفلسفة التاريخ والأنا المؤنسنة.

– أوراق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين: مأسسة السياسة– أطروحة الحداثة.

- التراث الإربدي مؤرخاً.

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)