TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المناهج المدرسية في الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية
01/08/2016 - 8:30am

طلبة نيوز-د. أمل نصير

قامت اللجنة المناهج المنبثقة عن اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية برئاسة أمين عام وزارة التعليم العالي الأسبق د تركي عبيدات، وعضوية نخبة متميزة من رجالات التعليم في الأردن بوضع خطة لإصلاح المناهج المدرسية، وجعلها مواكبة للعصر.
وضعت اللجنة نصب عينيها أهدافا رأتها ضرورية للمناهج المدرسية التي تخرج جيلا من المتعلمين القادرين علميا وفكريا وثقافيا، وترقى لمستجدات الحياة العصرية والتكنولوجية، فوضعت إطارا حديثا لها يركز على المكونات المعرفية والفكرية والثقافية، ويؤكد منظومة القيم الوطنية والاجتماعية والأخلاقية، ومقومات المواطنة الصالحة، والانتماء الوطني لدى المتعلم، وتعريفه بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحوار البعيد عن العنف والتطرف، وذلك في المراحل الدراسية المختلفة.
ولا بد للمناهج المدرسية أيضا من جسر الفجوة بين متطلبات الواقع والنتاجات التعلمية؛ لإعداد متعلم يملك المعارف، والقدرات الأساسية، والمهارات اللغوية، والتكنولوجيا الحديثة، ويتمتع بشخصية واثقة، ويمتلك قدرة على التفكير والنقد والتحليل والتعايش مع شرائح المجتمع، ضمن تنوعها الثقافي والديني والعرقي.
وللمناهج مرتكزات أساسية أكدت عليها اللجنة من أهمها: المعرفة الإنسانية بأشكالها المختلفة، وخصائص المتعلم بمكوناته العقلية والنفسية، والانفعالية، والمهارية، والتغيرات المجتمعية الثقافية والسياسية والاجتماعية، والتغيرات الديموغرافية وما تفرضه من واقع ثقافي خاص، وكذلك القيم الوطنية والإسلامية، والتكنولوجيا وتغيراتها.

وأكدت اللجنة ضرورة تمتع المنهاج المدرسي بمواصفات متميزة من أهمها: التكامل بين المقررات جميعها ضمن المراحل التعليمية كافة، والشمول في المفاهيم والموضوعات والمعارف الضرورية لحياة المتعلم وحاجاته اليومية والمجتمعية، والإنسانية عبر الصفوف والمراحل الدراسية، والتناغم وعدم التناقض بين المقررات الدراسية المختلفة، والجمالية في الأسلوب واللغة، وفي الشكل والإخراج، وفي الموضوع والمضمون، والانفتاح على الحياة والآخر والحضارة، وتنمية التفكير والعقلية الواعية المستقلة، والعمق في المعرفة وعدم السطحية، والتشويق وإثارة الدافعية عند المتعلم، والاعتزاز بالانتماء للوطن والأمة، والأصالة والمعاصرة ومواكبة الحداثة، وتعزيز قيم التعايش والسلم المجتمعي، واحترام الرأي الآخر.

يتطلب تطوير المناهج المدرسية تكاتف جهود عدد من المؤسسات مع ما تبذله وزارة التربية والتعليم من عمليات التقويم والإصلاح، مثل الجامعات، وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، والمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، ومراعاة حاجات المتعلمين في المراحل العمرية المختلفة، في ضوء المستجدات الثقافية والديموغرافية.
ولأن طرائق التعليم وأساليبه لا تقل أهمية عن محتوى المنهاج ذاته، فهي تلهم التفكير، وتثير التحدي، وترتقي بمستوى الوعي، وتحفز على الإبداع والابتكار والتميز، فلا بد لها من الاهتمام بجميع مدخلات العملية التعليمية العلمية، وفي مقدمتها: الكتاب المدرسي، والمتعلم، والمعلم، والبيئة التعليمية التعلمية، مراعاة لجميع أنماط التعلم للفئات العمرية المختلفة، ونظريات التعلم الحديثة، وتوظيف أدوات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في عمليات التعليم والتعلم، والتركيز على المنظومة الثقافية والأخلاقية والقيمية؛ لما لها من أهمية في مواجهة التحديات والمستجدات في الحاضر والمستقبل، وتعزيز القيم الدينية التي تؤكد الوسطية والابتعاد عن التطرف في جميع المناهج الدراسية، وعدم حصرها في مناهج التربية الدينية.

أوصت اللجنة بإعادة صياغة رؤيا المناهج ورسالتها وقيمها وغاياتها وأهدافها الإستراتيجية، بما يتناغم مع فلسفة النظام التربوي الأردني وأهدافه، التي سيتم في ضوئها تحقيق النتاجات التعلمية، وإجراء دراسة علمية تحليلية موضوعية دقيقة ومتكاملة وشاملة لجميع عمليات بناء المناهج المدرسية وتطويرها التي قامت بها الجهات الرسمية وغير الرسمية في الأردن في سبيل عملية تطوير المناهج أو تغييرها أو تحسينها، وتحليل المناهج الحالية، والتعرف على واقعها، ضمن إطار واضح، ومعايير دقيقة تستشرف الدور المستقبلي للمناهج في بناء الوطن والمواطن، ودراسة ماهية التغيرات الديموغرافية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية، وتحديد تأثيراتها وإسهاماتها في بناء شخصية المتعلم، وتحديد خصائص المناهج ومكوناتها في ضوء المعايير الحديثة، وبحيث تسترشد بالأدب النظري، والتجارب العلمية الإقليمية والدولية؛ لصياغات المناهج وإخراجها بالشكل المطلوب، وبما يراعي التغيرات التي تفرضها التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، وإعداد إطار تكاملي واضح لخصائص الطالب الذي نريد من خلال المناهج، بحيث تشمل الخصائص المعرفية والوجدانية والنفسية والاجتماعية (بما فيها القيم الوطنية والإسلامية السمحة)، والسمات الشخصية موزعة حسب المراحل الارتقائية والعمرية والدراسية المختلفة، ووضع خطة تنفيذية لمتابعة العمل وتقويمه، هدفها المحافظة على النهج التطويري المستمر للمناهج وعملياتها، وربط التطوير بالمستجدات التي تؤثر في المناهج وتنفيذها، والتشاركية والتوأمة بين كليات التربية في الجامعات الأردنية، ووزارة التربية والتعليم، وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، وبيوت الخبرة، والجهات ذات العلاقة حول تنفيذ متطلبات نجاح المناهج الدراسية، والتركيز على بناء المعرفة، وتوظيفها في المناهج الدراسية، وربطها بقضايا المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، وإعداد معاٌيير لبناء المناهج الدراسية واعتمادها، وإعداد المناهج الدراسية أو تطويرها في ضوء المعايير المعتمدة، وتقويم المناهج الدراسٌة بعد تجريبها، توأسيس هيئة وطنية شبه مستقلة للمناهج الدراسية، بحيث تضطلع بمهام ومسؤوليات وفقاً للإطار المقترح، على أن يتم معالجة هذا الموضوع في حال إقراره في قانون التربية والتعليم.
إن الجهود الجبارة التي قام بها رئيس اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية وزير التعليم العالي د وجيه عويس وأعضاء اللجنة في وضع الإستراتيجية، بمشاركة ذوي الخبرة كل حسب تخصصه هي فرصة ثمينة لإصلاح التعليم في الأردن، وإعادة الألق الذي كان يتمتع به في العقود السابقة، وهي بالتأكيد تتناغم مع توجهات الوزير النشيط د محمد ذنيبات نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم، فهل يغتنم القائمون على التعليم في الأردن جميعا هذه الجهود ونرى نتائجها على الواقع التعليمي قريبا؟

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)