TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أ.د حسين الخزاعي يكتب : كارثة نتائج امتحان المعلمين التنافسي ..فشل تربوي مسؤلية من ؟!
27/10/2014 - 4:30am

طلبة نيوز-

لا يختلف اثنان على أن الأخبار والإحداث المؤلمة لها أثر كبيرا على النفس البشرية ، وجميع اللغات والعلوم تتفق على أن المعني الحقيقي للصدمة هو الجرح ، فالتجارب السلبية المؤلمة ، والفشل والإخفاق سواء أكانت على المستوى الفردي ام الجماعي ام المؤسساتي تترك اثأرا صادمة ومقلقة وجارحة .
انتهت المقدمة وندخل الآن في صلب الموضوع ، إن الأرقام الموثقة والمدققة المتعلقة بنتائج الاختبار للدفعة الثانية لامتحان المعلمين التنافسي تشير إلى أن نسبة النجاح بين المتنافسين بلغت( 46.8 % )حيث تقدم للاختبار( 2012 )متنافسا نجح منهم 942 مرشحا فقط . وهذه الأرقام ليست ( ملغومة ) إنها من الحكومة ، وبالتحديد من وزارة التربية والتعليم حيث أعلنت هذه النتائج بعد الانتهاء من تصحيح أوراق الامتحان التنافسي للدفعة الثانية من المرشحين من ديوان الخدمة المدنية من حملة درجة البكالوريوس للتعيين كمعلمين في ملاكها .
والحقائق الصادمة تتمثل في الضعف الواضح بين حملة البكالوريوس في تخصص الرياضيات حيث تقدم للامتحان (179) متنافسا نجح منهم (50) فقط ، بنسبة (27.9%) ، في الأحياء تقدم (122) متنافسا نجح منهم (3) بنسبة (2.5%)فقط ،أما في اللغة الانجليزية فقد تقدم ( 297) متنافسا نجح منهم (74) بنسبة (24.9%)، واللغة العربية تقدم (229) متنافسا نجح منهم ( 115) بنسبة (50%) ، في حين تقدم لتخصص علوم الأرض( 52 ) متنافسا نجح منهم( 24 ) بنسبة( 46.2 % )، وأما الفيزياء فقد تقدم( 130 )متنافسا نجح منهم( 18 )بنسبة( 13.8% )، وفي الكيمياء تقدم ( 126) متنافسا نجح منهم (62) بنسبة (49.2%).
هذا الامتحان الذي تعقده وزارة التربية والتعليم هو امتحان قدرات يركز على الإطار العام للمعرفة يشار إلى أن الاختبار التنافسي الذي تعقده الوزارة للمرشحين هو امتحان قدرات يركز فقط على قياس الإطار العام
للمعرفة التي تحصل عليها الطالب خلال دراسته الجامعية، والاختبار لا يدخل في التفاصيل ولا في المباحث الصعبة والدقيقة ، ولا يتطلب النجاح فيه ( معجزة ) أو سهر ليالي ، امتحان تشرفت بالمشاركة فيه لوضع أسئلة في مباحث اجتماعية وتربوية وخدمة اجتماعية بتكليف من ديوان الخدمة المدنية ، كنت أركز في اختيار الأسئلة على مواد المداخل التي يدرسها الطالب ( السنفور ) في السنة الأولى ، وكانت الأسئلة جلها من العناوين الواضحة ، فالطالب لا يوجد له مبرر في الإخفاق في الامتحان ، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان أين الخلل ، من المسؤول عن هذا الإخفاق الرهيب ؟!
وبعد ،،،، أفكار تراودني ، وصداع نصفي وكلي أصاب مؤخرة راسي ومقدمته ، وسواس قهري يقلقني ،وتوتر وإجهاد يرافقني في رحلة البحث عن سؤال يحول في خاطري يا ترى لو لم تقم وزارة التربية بعقد هذا الامتحان ، وتم تعيين هؤلاء في المدارس ، ترى كيف ستكون حال فلذات أكبادنا في مدارس وزارة التربية والتعليم ، ومستقبلا في الجامعات. أليست هذه كارثة ، ودماراَ للوطن والمواطن وميادين العمل .
مسك الكلام ،،،،المطلوب إعلان حالة استنفار وطني في القطاعات التربوية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ، الكل مسؤول عن هذا الفشل التربوي ، الأسرة، والمدرسة ، والجامعة أم عضو هيئة التدريس ام سياسات القبول الجامعي أم مخرجات التعليم الجامعي ، والطالب، نقابة المعلمين ، إصلاح الخطأ أفضل من الطبطبة ، والتقويم أفضل من التنظير لأن المثل العربي - الاسكافي حافي دخل مؤسساتنا التربوية من أوسع الأبواب- لنبدأ اليوم قبل غد بإصلاح الوضع التربوي المؤلم .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)