طلبة نيوز- حسام الدين راضي / صحفي مصري

المتتبع للمناهج وسياسات التعليم في وطننا العربي يجدها بالية، فلا فكر وإن وجد لا يطبق من قبل المسؤولين عن شباب الحاضر والمستقبل، ما يحزنني بجد هو خلو المناهج من القضايا الراهنة وان شئت فمن عصر التكنولوجيا، مازال الحشو ودراسات قديمة منذ عشرات السنين تدرس في المدارس والجامعات، فبأي حق نريد من الطالب أن يبدع وأن يفيد نفسه أولا ثم وطنه الذي يعيش فيه.
من واقع عملي كباحث تعليمي متخصص في تعليم الأردن في احد مراكز البحوث المصرية، أجد أن التعليم في الأردن، وخاصة الجامعي يحتاج إلى تضافر وتوحيد الجهود للحد من ظاهرة العنف بين الطلبة، فلو أن اختيار رئيس الجامعة ومعاونيه ونوابه من خلال شروط محددة لا دخل لوزير أو لرئيس في تعيينه مع اجراء عملية اصلاح وتنقية للمواد الدراسية، واستبدالها بالواقع، أعني هنا الدراسة الواقعية لا الخيالية لقضينا على العنف بتاتا.

درست في قسم الخدمة الاجتماعية بكلية التربية-جامعة الأزهر بالقاهرة، وحدثونا مرارا وتكرارا عن العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وأن لكل انسان حق في سكن ملائم وتعليم وصحة ووو.. في حين أن الكرامة مهانة والسكن غير آدمي والتعليم هزلي وأوجاع وأمراض يشكون منها ليل نهار فلا يرقى هنا الحديث عن "الصحة"! ماذا يريدون من الطالب الذي يدرس خيالا لا حقيقة له على أرض الواقع، إلا أن يكره نفسه وبلده ويحقد على آكلي حقه فينظر لهم نظرة بائسة- هذا موجود بالفعل، هل ننتظر من الطلبة حب الوطن؟