TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
احنا وين؟! تعليم الكتروني أم تعلم عن بعد، وِإلّا تدريس عن بعد
22/06/2020 - 11:45am

بقلم المهندس عامر عليوي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
إن التعليم لا يمكن أن ينتظر، واتكال كلٌ منا على الآخر عندما تندلع الأزمة ليس بالحل المقبول، الآن ربما أكثر من أي وقت مضى حان الوقت للتكنولوجيا كي تتألق وتساعد في الدخول لمستقبل أكثر نجاحاً وأكثر صحة وأماناً.
من فوائد فيروس كورونا، إذا كانت للفيروسات فائدة، أنه وضع العالم كلَّه في حالة توقف مؤقته، اشبه ما تكون بالضغط على زر التوقف عند مشاهدة فيديو، يتوقف العالم ليتأمل حالة النظام العالمي الجديد، وتتأمل كل دولة أحوالها، ووصلت حالة التوقف المؤقت إلى الأفراد أيضا، ليتوقف كل منا متأملا حاضره ومستقبله.
وفيما يتعلق بموضوع المقال فإن الأزمة الراهنة فرضت علينا تغيير أساليب التعليم، وشاهدنا بسبب جائحة كورونا أن غالبية المؤسسات التعليمية تبنت فكرة التعلم عن بعد كبديل أنسب لضمان استمرار العملية التعليمية، وأصبح دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية توجهاً عالمياً لا بديل عنه، وزاد بشكل ملحوظ استخدام تطبيقات محادثات الفيديو عبر الإنترنت مثل "Zoom" و"Meet" و"Webex Meet" وغيرها، وبلغت عمليات تحميل هذه البرامج خلال فترة ما بين 14-21 آذار2020 أكثر من 60 مليون مرة.
ورغم إيجابيات التعليم الإلكتروني عالمياً، وبعد ما شهدته مؤسسات التعليم لدينا في ظل جائحة كورونا فإن أسئلة كثيرة تدور في خلد الكثيرين منها ما يتعلق بفعاليته كبديل كلي للطرق التقليدية، ومدى الاستعداد لذلك؟ والتحديات التي تواجه التعليم الإلكتروني؟ واخرى متعلقة بما تم تطبيقه لدينا؟!
ما أود الإشارة اليه بهذا المقال وما اتمناه هو ان تكون مؤسسات التعليم المختلفة عند تقييم ما تم تقديمه لأبنائنا الطلبة قد أدركت الاختلاف بين التعليم الالكتروني، والتعلم عن بعد، والتدريس عن بعد، حيث أن عملية التدريس عن بعد في حالات الطوارئ عبارة عن تحول مؤقت لنقل التدريس من النظام التقليدي إلى التدريس عن بعد من خلال التكنولوجيا، وسوف يعود التدريس إلى ما كان عليه قبل حالات الطوارئ، بمعنى آخر، استثمار التكنولوجيا في التواصل مع الطلبة ليس دليلاً على التعلم عن بعد، فالعنصر الأساسي في التعلم عن بعد أو التعليم الإلكتروني هو الطالب، ولكن في الوضع الحالي بقي المعلم هو مصدر المعلومات الوحيد، مع عدم وجود أي دور يذكر للطالب، ومحاضرات التدريس عن بعد في حالة الطوارئ قائمة على الارتجالية دون تلبية احتياجات الطلبة، لاسيما أنها جاءت تلبية لنداء حالة الطوارئ، وغالباً ما تكون معدة مسبقاً للتدريس الوجاهي، ولم تخضع لعملية تطوير المحتوى ولا تتوفر لها أدوات التقييم.
إن الاختلاف القائم بين التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد والتدريس عن بعد في حالات الطوارئ، يحتّم على صانعي القرار في المؤسسات التعليمية اعتماد معايير ذات شفافية عالية وأساليب وأدوات مثالية في تقييم ما تم تقديمه لأبنائنا الطلبة وأطلق عليه جُزافاً التعليم الالكتروني او التعلم عن بعد وكلاهما براء من ذلك!
يبقى هناك سؤال مهم يدور في خلدي، ألا وهو: هل سيستمر زخم الحديث عن التعليم الإلكتروني فيما بعد كورونا، أم إنه سيخبو وتعود الأمور إلى مسارها السابق؟ تتعدد الآراء هنا بين من يظن -أو ربما يتمنى- أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ومن يعتقد أنه لا رجعة عن التعليم الإلكتروني الذي طال انتظار التحول إليه بشكل أكبر. ربما يكون هذا محور مقال آخر.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)