طلبة نيوز-د. علي المستريحي

لاحظت مؤخرا أن فئة من طلبتنا ممن لم يقدموا جهدا واضحا ومستحقا أثناء الفصل الدراسي ينتظرون علامات مرتفعة ؟؟! المحزن المؤسف أن تراهم مستائين غاضبين لنتائجهم !! تذكّرني هذه الحالة بمن ينتظر طويلا حيث لا يمر القطار، وبذلك اليهودي الذي ينتظر نتائج اليانصيب دون أن يشتري تذكرة !! وبعلم النفس يعتبر ذلك حالة من حالات "الوهم" أو أن يقوم الشخص بالكذب ويبدأ بتصديق كذبته، ويقنع نفسه والآخرين أنها حقيقة (!self-fulfilling prophesy). 

وغالبا ما ترافق هذه الحالة قيام بعض الطلبة باسقاط فشلهم (projection بعلم النفس) على أشياء أخرى مثل تذمرهم من غياب العدالة (وتجد أن حالات غيابهم وصلت حد حرمانهم من المساق، ومشاركتهم وأدائهم في جميع الامتحانات ضعيفة جدا) ؟! والأخطر من ذلك أنه كثيرا ما تنظر هذه الفئة للعدالة الحقيقية بأنها ظلم !! تكرار حدوث هذه الحالات قد يجعل منها "ظاهرة" مقلقة .. 

والحقيقة أنه لا يمكن أن نلق بكامل اللوم على الطلبة أنفسهم .. فهي ظاهرة اجتماعية لمسناها بشكل جلي خلال العقد الأخير .. وسببها الأساسي انهيار منظومة القيم الشاملة، واختلاط الحابل بالنابل وتوسّع المنطقة الرمادية (الضبابية) على حساب اللونين الأبيض (الخير) والأسود (الشر) ! حتى لم يعد الكثيرون يدركون الصواب من الخطأ .. فأصبحنا نجد مثلا بعض الناس يرون أن السرقة حلال، فهي تعبر عن القوة (بمجتمع فاسد يمتلئ بالذئاب!) !! الملفت بالأمر أنه في الآونة الأخيرة ظهرت طبقة من "أصحاب الفتاوى على المقاس" .. المفتي هنا هو الخياط الذي يتلمس مقاس الناس (أو الحكومة!) واللون الراغبين به والمناسبة (ماتينيه، سواريه!)، والطول والعرض، واسم الحبيبة واسم أمها ! حتى تناسب فتواه من يلبسها وتحقق شروط "اللابس"!!

أدعو هنا أن يتّق الناسُ اللهَ بأنفسهم ويعودون الى الأصول (the orthodox , وتعني المبادئ) .. فاعلموا أن الحياة قصيرة والرغبات لا محالة زائلة ..