الاردن و الخليج العربي و ظلم ذوي القربى

طلبة نيوز

د. هيثم العقيلي المقابله/جامعة العلوم و التكنولوجيا
ارغب دوما بالكتابه بالشأن الاردني لقناعتي ان الاردن يسير على طريق اصلاح حتى و لو كان بطئ نسبيا و لكن يعطي ثماره اولا بأول و بالتالي يحتاج الى كل فكره او رأي او روح تدفع العجله الى الامام. لكن ما استثارني هي حجم الهجمة الاعلامية التي يتعرض لها اهلنا و اخواننا في الخليج و خصوصا الشقيقه السعوديه و التي تحمل نوع من الجحود و الظلم و النوايا الخبيثه التي تستثير العامه من خلال مقاطع و صور و اخفاء للحقائق مما يذكر بما تعرض له الاردن تاريخيا من ظلم ذوي القربي.
الدول العربيه النفطيه او الميسوره ليست فقط الخليج و لكن المفارقه ان الدول الميسوره غير الخليجيه اختارة الانكفاء بثرواتها في حين اختار الخليج العربي ان يمارس دورا اخويا مسؤولا يساعد في تنمية المجتمعات العربيه و يساهم في سد العجز المالي و يوفر فرص عمل لا محدوده للاخوة العرب و التي تعتبر مساعدة و دعم غير مباشر لاقتصاد الدول العربيه. مع ذلك لم يسلم الخليج و خصوصا السعوديه من محاولة بعض تيارات تجاره الشعارات من محاولة رسم صوره نمطيه للاخوه الخليجيين بصورة الثري المترف المستهتر بالعروبه و الباحث فقط عن الملذات. للاسف ان البعض ما زال مغرق في محاولة شيطنة المجتمعات الخليجيه بالرغم من التطور العلمي و المعرفي و التنموي التي وصلت له هذه المجتمعات.
السعوديه فيها عشرات الالاف من المبتعثين في ارقى جامعات العالم و الامارات حولت الصحراء الى قبله سياحيه و تنمويه عجزت عنها دول يخترقها انهار و الكويت قدمت للامه دور حضاري مهم و لم يمحى من ذاكرتنا بعد مجلة العربي التي كانت نافذه علميه و ثقافيه عربيه ناهيك عما قدمته البحرين و عمان من ثقافة الاتزان و قبول الاخر و الانفتاح على التطور الحضاري.
القضايا العربيه قدمت لها الاردن و دول الخليج الكثير دون تمنن في حين لم يقدم اخرون من متصدري ثقافة الاساءه و الشتم و القدح, لم يقدموا اكثر من ويلات و انكسارات و هزائم و قهر لشعوبها. الاردن قدم خيرة ابنائه شهداء على ارض فلسطين الحبيبه و رضي بتهميش مشروعه الوطني و تقبل الطعنه تلو الطعنه من ذوي القربي دون ملل او كلل و ما زال من منطلق التزامه الاخلاقي و الديني و القومي يستقبل فوق طاقته. اما الخليج فقد كان الداعم دوما للبناء و اعادة البناء و التسليح لدول المواجهه و الداعم السياسي و المالي لصمود اهلنا في الارض المحتله ليخرج علينا من يزاود ممن سموا انفسهم الممانعه و هم ليس اكثر من اوراق تفاوضيه للعدو الفارسي.
القضية السوريه لم يكن للاردن و لا للسعوديه و الامارات و الكويت دور في خلقها و لم يدعموا او يشجعوا نظامها لاغتيال شعبه. لكن التزامهم الاخلاقي و القومي دفعهم لمساعدة السوريين فاستقبلت الاردن فوق طاقتها من الاخوة اللاجئين و تقاسمت معهم ما تملك و الخليج دعم السوريين ماليا و سياسيا و يخرج علينا بعض ابواق الفرس تتفنن في الاساءه و تستفيض في مدح دول اروبيه بامكانيات هائله استقبلت بضعة الاف متناسين ان الاردن لا يستطيع تقديم عيشة مترفه لا يملكها ابنائه و الخليج فيه ملايين السوريين يعملون.
ان كان يحق لاحد ان يعتب (و هو عتب على قدر المحبه) فهو الاردن الذي استقبل مليون و نصف لاجئ ضغطت على كل موارده المحدوده و لم يحصل على دعم كافي و هو المخنوق اقتصاديا.
الخص لاقول ان الامن الاردني و الخليجي متداخل و كل يشكل عمق الاخر ناهيك عن التقارب التاريخي و الثقافي و العادات و الاعراف و تشابك العائلات و العشائر. و الان يشترك الاردن و الخليج و خصوصا السعوديه بظلم من ذوي القربي الذين لم تبخل عليهم باكثر من استطاعتهما و نقول ان الاردن و الخليج عموما لم يتمنن يوما بما قدمه للقضايا العربيه و ان كان كليهم يستطيع الانكفاء و ذر الرماد في العيون كما فعل غيرهم و لكن النخوه العربيه تأبى الا ان تدفع الاردن و السعوديه و الامارات و الكويت و كل الخليج نحو التزاماتهم القوميه و الدينيه و الانسانيه و الاخلاقيه. و اقول لتيارات الظلام و الطابور الخامس من المحيط الى الخليج كفى كفى. من ليس له خير في اهله لن يكون له خير في الغريب سواء الصهيوني او الفارسي.
حمى الله الاردن و الخليج العربي و ادام عليهم الاستقرار و القيادات الحكيمه و ابقاهم سندا لكل الشرفاء و مخرزا في عين كل حاسد او حاقد.
د. هيثم العقيلي المقابله-جرش