طلبة نيوز-

ومن غيرها؛ إنها الجامعة الأردنية التي تسطر دوما النجاح تلو الآخر في كل محفل ومقام ومكان؛ ها هي لأول مرة وبعد جهود مضنية دامت سنوات؛ تنجح بتنفيذ مشروع التبريد لتوظیف الطاقة الشمسیة في تبرید مختبرات مركز حمدي منكو للأبحاث العلمیة داخل حرم الجامعة.

رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة عبر عن فرحته بتحقيق حلم تنتظره "الأردنية" منذ سنوات خَلَت بفضل أبحاث أساتذتها ودعم المؤسسات الوطنية، مشيرا إلى أن الجامعة تسعى إلى تطویر هذا المشروع في ضوء بدء توجه العالم  إلى تقنیات التبرید باستخدام الطاقة الشمسیة الصدیقة للبیئة، إضافة إلى عزمها على استخدام أنظمة جدیدة للتبرید في مبان أخرى داخل حرمها مثل تقنیات الانابیب المفرغة، والطاقة الشمسیة المركزة لتسخین المیاه وإعادة استخدامھا في عملیة التبرید.

وقال الطراونة إن الجامعة أسست مؤخرا مركزا متخصصا للتدریب في مجال الطاقة المتجددة في كلیة الھندسة بالتعاون مع عدة جامعات محلیة وأوروبیة، يقدم دورات متخصصة في الطاقة المتجددة للمبتدئین والمتخصصین في ھذا المجال، إلى جانب خطته في تدریب الطلبة والمھندسین والمهتمين من المجتمع المحلي على مواضیع الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسیة وطاقة الریاح.

والمشروع الذي جاء ضمن توجه الجامعة نحو ضرورة إدخال الطاقة الشمسیة إلى مبانیھا؛ يقوم على استخدام نظام التبرید من خلال تسخین المیاه عبر سخانات شمسیة واعادة تبریدھا في نظام مرتبط، ثم استخدام تلك المیاه المبردة في تبرید عدد من المختبرات داخل المبنى، وفقا لعميدة البحث العلمي في الجامعة ومديرة مركز حمدي منكو سابقا الدكتورة عبير البواب.

وقالت البواب إن تنفیذ المشروع الذي استمر على مدار ثلاث سنوات؛ وتم بدء العمل به فعلیا عام ٢٠٠١، كان بيئة تطبيقية  لمشاریع تخرج الطلبة بغرض تطویره ونقل الاستفادة منه، مشيرة في هذا الصدد إلى أن عمادة البحث العلمي دعمت المشروع بنحو ٦٠ ألف دینار، في الوقت الذي قدمت فيه الوكالة الألمانیة للتعاون الدولي الدعم الفني المتعلق بالبحث والتدریب والاستشارات.

بدوره أوضح أستاذ الطاقة ومدیر المشاریع الأوروبیة في الجامعة الدكتور أحمد السلایمة، أن المشروع یأتي ضمن توجھات كلیة الھندسة في إدخال الطاقة المتجددة والشمسیة منھا على وجه الخصوص ضمن المناھج الدراسیة في الكلیة وتدریب المتوقع تخرجهم علیھا، منوها أن ثمانية طلاب من قسم ھندسة المیكانیك في الكلیة متوقع تخرجھم في فصول مقبلة تدربوا على ھذا النظام.

ویتیح المشروع - بحسب السلايمة - المجال أمام طلبة الدراسات العلیا إلى تطویر عناصر ھذا النظام من خلال رفع كفاءته، مضيفا أن هذه التكنولوجيا التي تستخدم للتبرید صیفا، یمكن تحویلھا للتدفئة شتاء؛ وبالتالي الاستفادة من المیاه الناتجة عنها في الاستخدامات الیومیة.

من جهته أعلن الطالب المتوقع تخرجه من قسم ھندسة المیكانیك في الجامعة شادي أبو حلتم، عن إنجازه مشروع تخرجه حول كیفیة رفع كفاءة نظام التبرید في المركز، موضحا أن مشروعه یعتمد على تبرید المیاه عن طریق سخانات شمسیة على سطح المركز، ویغطي حالیا احتیاجات مختبرین للأبحاث البیولوجیة في الجامعة.

وأضح أبو حلتم أن اھتمامه بالعمل على تطویر أنظمة للطاقة المتجددة ضمن دراسته یأتي انطلاقا من إدراكه للحاجة إلى توفیر حلول قابلة للتطبيق لمواجھة الطلب المتزاید على الطاقة والكھرباء في الأردن خلال السنوات الأخیرة، بالإضافة إلى ضرورة التقلیص من استخدام الغازات المضرة التي تنتجھا أنظمة التبرید العادیة.

وما كان من أم الجامعات وبصحبة كادرها المتخصص إلا أن تستغل التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان، وتتمكن من استغلال الآفاق العلمية الجديدة التي فتحها العالم في ميدان الطاقة الشمسية، نظرا للفوائد الجمّة التي توفرها، إضافة لكونها مصدر مهم في تطوير وتحسين حياتنا والارتقاء بها بعيدا عن الوسائل العادية الضارة.