طلبة نيوز-د. مفضي المومني.

التعليم العالي في بلدنا بخير...! لم نعد نسمع هذه الجملة منذ زمن ليس بعيد، وان قالها احد المسؤولين في التعليم العالي يقولها على استحياء، لان المتابع يدرك أن هنالك تراجع في التعليم العالي في بلدنا وأننا نتطور للخلف إن صح التعبير، فبعد أن كنا الرواد وكان نظامنا التعليمي وجامعاتنا وأساتذتنا الجامعيين يشار لهم بلبنان في دول المنطقة أصبحنا نستجدي شهادات حسن السلوك من بعض دول الجوار للأسف! ولم يحرك ذلك ساكنا لدى صناع القرار بل أن المتتبع لمسيرة التعليم العالي يجد أننا ندور في ذات الحلقة المفرغة ، وزير يأتي وآخر يذهب وكل منهم يضع بصماته واجتهاداته وخيباته أحيانا في مسيرة التعليم العالي وكان الوزارة ملك الوزير ومن يوجهه، والقاسم المشترك دائما غياب الاستراتيجيات وحضور الإملاءآت و الفزعات والشخصنه والمزاج والمصالح والأخطاء....وكل ذلك على حساب مصلحة الوطن.
ليس مهم أن يكون لديك قانون جيد، المهم أن تطبقه، والقوانين يجب أن تأخذ سمة الثبات والديمومة والمرونة في التعامل مع المتغيرات، لا أن يتم تغييرها تبعا للأهواء والمصالح، وتطبيقها حينا وتغييبها أحيانا أخرى، والمتابع يجد أن حكومتنا عدلت الدستور بيوم وليله وسنت الكثير من القوانين بنفس الطريقة طبعا بالتعاون مع السلطة التشريعية والبعض يسميها قوانين أل (الو..)، وعلى ما اعلم أن التعليم العالي والجامعات الرسمية تسير من خلال قوانين مؤقتة حاليا، ولا تجد الحكومة أن قطاع التعليم العالي يستحق منها الاهتمام وصفة الاستعجال للوصول إلى قوانين للتعليم العالي وللجامعات تضع مصلحة الوطن قبل كل شيء وتعمل على صنع استراتيجيات تدير التعليم العالي والبحث العلمي بالإتجاه الصحيح بدل بقاء الأمور رهن الاجتهادات وأهواء الوزراء، والأوامر من فوق!!، واجزم أن كل خيبات وإخفاقات التعليم العالي في الأردن سببها السياسات التراكمية العقيمة التي عانى منها هذا القطاع، والتي قادتنا إلى فوضى الكم مقابل النوع، وعدم تنظيم وربط مخرجات التعليم العالي بمتطلبات سوق العمل، وعدم صنع التغيير إذا علمنا أن أولى نجاحات قطاع التعليم في أي بلد ظهور انعكاساته على القطاع الاقتصادي والتكنولوجي وهذا ما لم يحدث بعد في بلدنا، فما زلنا شعوب مستخدمة للمنتجات التكنولوجية ولسنا صناع لها.
نعم هي ذات السياسات ما زالت تمارس فالحكومة ممثلة برئيسها ووزيره تملي وتمرر ما تريد على قطاع التعليم العالي وتغيب المؤسسية والأمثلة كثيرة يعرفها الجميع، ويضرب بالقوانين والأنظمة في الكثير من الأحيان عرض الحائط ، مطلوب استراتيجيات بعيدة المدى تصنع التغيير، لان نهضة أي آمة يكمن سرها في نظامها التعليمي، ولم نتعلم بعد أن الاملاءآت والتدخل السياسي والمصلحي في التعليم العالي يفسده ولا يصنع أوطانا.....حمى الله الأردن.