طلبة نيوز-
الكاتب: بلال الذنيبات
تعتبر التنشئة الأسرية من أولى و أهم خطوات بناء شخصية الأنسان ، أذ تتكون شخصية الأنسان في المراحل الأولى من عمر الانسان و تحديدا حتى سن السابعة كما يقول أخصائيو التربية الخاصة لنا، و من هذا المنطلق يجب أن نتفق ان الأسرة هي وحدها المسؤول الأول عن شخصية أبنائها و تكوينهم السلوكي ثم بعد ذلك المدرسة كمرحلة ثانية و مساعدة للأسرة في عملية التنشئة الأجتماعية الهادفة لأفراز شخصية تتوائم مع متطلبات المجتمع.
ولكن في بعض الأحيان تحول بعض العوامل الثقافية و البيئية دون أفراز شخصية مندمجة في المجتمع المحلي أذ تعتبر معاناة الطفل من أعاقة ما أو تعرضه لأساليب تربوية خاطئة معينة سببا في جعل الطفل منعزلا عن أقرانه و بالتالي لا يميل لتكوين علاقات أجتماعية سوية مع الأخر ، أذ تقتصر حلقة معارفه حول أقربائه ( المقربين منه ) و قد يكون علاقات صداقة مع من حوله في المدرسة أو الحي الذي يسكنه لكنها تمتاز بصعوبة التكوين و شحتها ، و يميل الشخص المنعزل الى القيام بالأعمال الفردانية أو التي لا تتطلب التواجد مع جماعة كالرسم و الكتابة و الى ما لذالك.
و تنشأ حالة العزلة لدى الطفل نتيجة الدلال المفرط و الخوف الزائد من قبل الأهل خاصة أذ ما كان يعاني من أعاقة ما و حتى لو كانت الأعاقة بسيطة و تساهم الوصمة أيضا في جعل الطفل منطويا على نفسه و منعزلا سواء الوصمة من قبل الأقران في المدرسة أو تعابير الأهل بالنسبة للأطفال المعاقين كمسكين و يا حرام و غيرها من تعابير تشيع على ألسنتنا في حياتنا اليومية و تساهم أيضا عملية التدخل المفرط للأهل بأختيارات الطفل نوعا من الاعتمادية و فقدان الثقة بالنفس و التي تترافق عادة مع العزلة الأجتماعية و ضعف الشخصية.
أن الشخص المنعزل أجتماعيا و كما قلت قبل قليل يميل للعمل المنفرد كالكتابة و أرتياد مواقع التواصل الاجتماعي و ربما الأقدام على أرتكاب الجرائم الألكترونية كالتحرش و ألأساءة للأخرين و قرصنة الأيميلات في مرحلة متقدمة من عمر الشخص المنعزل لتفريغ حالة الكبت و ضعف الشخصية و الضغوط الأجتماعية عليه و الأساءات المتكررة التي يعاني منها في حياته اليومية و هذا يقوده لتفريغ كل هذا في عالمه الخاص به الذي يتيح له عدم الأختلاط و الاحتكاك المباشر بالأخرين.
و ترى الدراسات العلمية الشحيحة في هذا الصدد بالمجتمع و الأسرة علاجا لهذه الحالة التي تفضي في بعض الأحيان لسلك مسالك خطيرة كالأنتحار و الجريمة ، و يتمثل العلاج بشكل عام حول تشجيع الطفل على تكوين العلاقات و عدم الأساءة له و منحه أستقلالية القرار و حريته مع المتابعة و عدم الأفراط بالتودد له أو ( الدلال المفرط ) .
اضف تعليقك