TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النظرية العربية في الإدارة: الإدارة بالعٍنيّة
15/02/2015 - 4:45am

طلبة نيوز-الأستاذ الدكتور سلامه يوسف طناش

تعرف النظرية الإدارية بأنها قاعدة مرجعية ينتظم إليها المسؤول في إدارة الأفراد وشؤون المؤسسة ليصل إلى صناعة القرار وتنفيذه مع الآخرين، ووفقا لتعامل مبني على فهم اجتماعي، ووظيفي قائم. وهذه المرجعية عادة تستند إلى منظومة قيمية تنعكس من خلال سلوكيات الإداري ومجموعة الأفراد العاملين معه. وهي بعد ذلك ووفقا لذلك ترتكز إلى رؤيا يفترض أن يمتلكها الإداري مستمدة من رسالة المؤسسة.  ووفقا للنظرية الإدارية فإن الإداري يسعى لتحقيق أهداف؟! تشكلت لديه من مجمل خبراته، والممارسات، التي طبقت عليه أو تعايش معها خلال سنوات عمله. وهي تشكل طريقة واسلوبا تشير إلى تعامل الإداري مع مجمل الممارسات والسلوكيات والمواقف التي تتطلب قرارا.

وهكذا، فإن متابعة الكثير من الإداريين في مجتمعنا العربي ، ورصد سلوكياتهم، ولفترات طويله، فإننا نجدهم يتخذون القرارات، ويصدرون الأحكام بناءا على ما يعن على بالهم وما يخطر على هواهم. وهم عندما تسألهم عن سبب هذه السلوكيات الإدارية، يبدأون بإيجاد التبريرات غير المبنية على أسس علمية، ولا حقائق. فهم الذين يعنّ على بالهم ما يجب على الآخرين أن يقوموا به. والعنعنة الإدارية ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا العربية.

والإداري المعنعن يصدر قراراته، وهو مكفهر الوجه، عابس مقطب الجبين، ليعطي له معنى. وقد يصل الأمر إلى الحديث عن الحرية باعتبارها مصدرا للعنعنة. ويقول لمن يناقش، أو يعترض: أنا حر!! أنا المدير، أنا المسؤول!! أنا عنّ على بالي هيك. وما عليك إلا أن تنفذ. وتستمر العنعنات، وبعد بضع سنين، يتغير الإداري، بمن هم بعده في المواقع الإدارية. وقد تشكلت لهم قيم الإدارة بالعنعنة. وبالتالي تستمر العنعنات كأسلوب إداري يميز هذه المؤسسة، أو تلك. وليصبح هذا الأسلوب الإداري يعيش في عقول الإداريين ووجدانهم، وحياتهم المهنية.

هذه هي نظرية الإدارة العربية. يعتقد من يتبوأ إدارة المؤسسة أي مؤسسة بأنه ما وصل إلا وفقا لرغبة الآخرين ممن ينافق لهم، ويتملس لهم، ويروغ لهم؟ وبالتالي ومع أول يوم لابد له من ممارسة ضعفه من خلال استغلال موقعه، وليظهر تمكنه بدفع أنفه في كل صغيرة وكبيرة، ويبدأ بالعنعنه، وهو لا يفقه شيئا من علم له منفعه. وهو كذلك يتلمس من يوجهونه ليقوم بتلبية رغباتهم وأهوائهم، وضغوطاتهم. فلا سبيل لفعل ذلك إلا من خلال إدارة العنعنة. إذ بها لا داعي لتفسير سلوكياته، ولا لقراراته التي تؤذي الآخرين. فينتج عن ذلك اشكاليات تبدو من خلال الهرج والتذمر والشللية، والنميمة، والكذب والفساد منتجه الرئيسي. فلا لون له، إذ يبدأ بنفش ريشه لاخفاء عيوب جلده، وضعف خلقه.

وتصبح المؤسسة بعد سنين ملهاة، ومضيعة للمجتمع. وتضعف لتصبح عبئا على المجتمع. وعندها قد يتداعى المجتمع للاصلاح فيكون الفعل المرجو هو الفلاح. وتحتاج المؤسسة في هذه الحالة إلى مائة عطار وعطار، يا صاح.

 

التعليقات

منتصر (.) الأحد, 02/15/2015 - 06:51

لهذا اصبحت الجامعات خارج رادار التطور. ادارات فاقدة للقدرات فماذا تنتظر منها

مجهول (.) الأحد, 02/15/2015 - 17:46

مقال رائع . أمثلة عديدة سيدي نجدها في قرارات المحاكم التي أعادت حقوقا واضحة وضوح الشمس الى أصحابها بعد سلبها من قبل متعسفين ومستغلي السلطة في جامعاتنا. إن الحل الوحيد لمشكلة اتخاذ القرارت التعسفية والعنعنة كما تفضلت هو محاسبة المسؤولين وتغريمهم تعويضات الأضرار التي تسببها سلوكياتهم. فما معنى أن يقوم رئيس جامعة بحرمان أصحاب الحقوق من حقوقهم المنصوص عليها لا لسبب وإنما إرضاء لعميد او لأنه حر كما تفضلت. أحد الرؤساء هدد بفصل من طالبه بتطبيق القانون وامتنع عن رد حقوق مالية لأصحابها مجبرا اياهم باللجوء للقضاء وها هو لم يسأل ولم يحاسب على الظلم والمعاناة التي سببها لمرؤوسيه ولم يعوض الخسارة المالية وتكاليف المحامين الذين كسبوا القضايا التي خسرتها الجامعة التي يرأسها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)