TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النهج الصحيح لدى وزارة التربية و التعليم في وضع الاسئلة و التصحيح ( عودة الثقة بين المواطن و وزارة التربية و التعليم )
26/07/2019 - 7:45pm

اعداد : الدكتور يوسف محمد الشرمان / استاذ علم الاجتماع السياسي المشارك / رئيس قسم العلوم الاجتماعية – جامعة البلقاء التطبيقية – كلية عجلون الجامعية .
.... سأتناول موضوع نتائج الثانوية العامة الاردنية وصفا و تحليلا و النتائج و الانعكاسات لهذه النتائج على المجتمع و الاقتصاد الوطني , و لن أستغرب قبل أن أبدأ من هجوم صارخ سيوجه لي من أصحاب المدارس التفكيكية و التخريبية و الذين تنبريء أقلامهم دوما للإنتقاد الجارح و اللفظ الفاضح لكل من يحاول العمل الجاد من أجل الوطن ........ سامحهم الله و هداهم سواء السبيل و لنبدأ .....
..... على غير المعتاد سنويا جاء اعلان نتائج الثانوية الاردنية العامة بمؤتمر حضره لأول مرة طلاب الثانوية العامة المميزين ... بعد المؤتمر بدأت النتائج بالظهور و بدأت علامات البشرى على أوجه الكثيرين ممن يتلهفون لمعرفة نتائج أقارب لهم او اصدقاء او جيران ,,, زالت الكشرة الاردنية المعهودة عنّا و لو لمدة بسيطة , و بدأت الأحاديث من التفكيكيين للتشكيك بالنتائج بطرق كثيرة و شتّى و كلها لا تمتّ للحقيقة بشيء , فمنهم من يقارن بين من رسب سابقا ثم أبدع هذا العام و نسي هذا أن من أعاد الامتحان هو : من يبحث عن علامات افضل و انه استعد أكثر مما سبق و ان أهله – ربما – سخّروا كل امكانياتهم من اجله ( دروس خصوصية ) لذا هذا واقع , و لكل جواد كبوة , بالتأكيد أن المعيد يكون طموحه بالعلامة العالية أكثر و استعداده أكثر ........ لذا لا علاقة لمقياس العلامات بما حصل .
نعم .... لقد أعادت وزارة التربية و التعليم الألق لنفسها و انتزعت ثقة المواطن و بدأت بردم الهوة القائمة بين المواطن و الوزارة و هنا لا بدّ من توضيح حقائق غابت عن المشككين بحزم و جرأة الوزارة و هي :
1- لقد أنهت الوزارة هذا العام بعبع التوجيهي الذي كان يصيب الأهل قبل الطلاب بفوبيا التوجيهي قبل الوصول اليه بسنوات .
2- النتائج لهذا العام رفعت من معنويات الطلاب و ذويهم و بالتالي ستنعكس ايجابا على دراستهم الجامعية .
3- لقد عزّزت نتائج الثانوية الولاء و الانتماء للوطن و اشعرت الطالب بأنه غير مستهدف و لا يوجد تحدي بينه و بين الوزارة من خلال الأسئلة التي كانت في سنوات سابقة تعجيزية باعتراف المعلمين .
4- لنفرض جدلا ان هناك تضخم بالعلامات .... أين المشكلة : سترتفع معدلات القبول تبعا لذلك دون أن يتأثر الطلاب بذلك .
5- ستنعكس هذه النتائج ايجابا على الاستثمار بالمواطن ( الطالب ) و كذلك على الدخل القومي و الاستثمار الاقتصادي .
6- ستعود الجامعات الوطنية لتلعب دورها بعد ان سادها الكساد و الركود و ستضع اسسا للقبول و سيكون هناك تنافس على اساس المعدل و هذا سيدفع لاحقا بطلاب الثانوية لبذل قصارى جهدهم للحصول على معدل يخولهم دخول الجامعة سواء الحكومية او الخاصة , لأن المعدل العالي لن يكون الهدف ان لم يقترن بالقبول الجامعي . علما بأن هذه الجامعات الخاصة هي مؤسسات وطنية رديفة لمؤسسات الدولة تمّ بها استثمار الملايين وعلينا واجب المحافظة على ديمومتها من خلال تأمين المدخلات لها .
7- لماذا لا ننظر الى جميع دول العالم و الى دول الجوار و لنتسأل : لماذا المعدلات لديهم أعلى بكثير من عندنا بالثانوية العامة , و لماذا يذهب من يرسب بالثانوية الاردنية الى دول الجوار ليعود بعد عام و قد حصل على معدل 99 % ثم يقبل مع من حصل على اعلى المعدلات بالاردن و عند سؤاله يقول لقد درس و ثابر للثانوية الاردنية اكثر مما درس للثانوية الدولية ...... علما بأن خروج الطالب الاردني للدراسة بالخارج يكلف والديه – في ضوء البطالة الحالية و سوء الدخول – الكثير و يهدر عمله صعبة للاقتصاد القومي نحن بأمس الحاجة اليها .
8- النتائج الحالية للثانوية وفّرت الكثير على الأهالي و على اقتصاد الوطن دون ان تلحقق أيّة أضرار بأي جهة لا بل انعكست ايجابا على الجميع .
......... قبل بضعة أعوام أضرب معلمي لبنان عن المراقبة على امتحان الثانوية العامة اللبنانية و لم يكن هناك بديلا عنهم فماذا حدث : 
عقد وزير التربية و التعليم اللبناني مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن اعتبار جميع من سجل لامتحان الثانوية العامة و دفع الرسوم هو ناجحا و بمعدل يؤهله للقبول الجامعي , ثم رمى الكرة بمرمى الجامعات فقال : و على الجامعات المفاضلة بالقبول من خلال امتحانات او سنوات تحضيرية يتم بعدها قبول الطالب او تحويله لتخصص آخر أو ربما فصله لعدم قدرته على الدراسة .
...... في البلاد الغربية يختار الطالب التخصص الذي يشاء على اساس الرغبة و لا يوجد لديهم بعبع و فوبياالتوجيهي و مع ذلك نلاحظ تفوقهم الصارخ علينا في كل نواحي الحياة .
........ عندما يمرض أحدنا و ينقل الى أحد المشافي هل يخطر ببال أحد أن يسأل : من هذا الطبيب و خريج اي جامعة و كم معدله بالثانوية العامة ؟ و هذا يرتبط بالحياة او الموت ............ و هنا اطمئن الجميع أن الغالبية العظمى من أطبائنا الأوائل هم ليسوا خريجي امريكا و لا كندا و لا بريطانيا او استراليا و أن الكثيرين منهم تخصصهم أدبي و معدلاتهم بفئة ال 50 % و مع ذلك يشهد القاصي و الداني لكفاءتهم و علمهم و خبرتهم .
........ المطلوب الآن من وزارة التربية و التعليم هو : استكمال السير بهذا النهج الصحيح وصولا الى قبول جامعي مباشر و على الرغبة و زيادة أعداد المقبولين بالجامعات بحيث تكون هناك فرصة قبول لكل طالب اجتاز الثانوية بنجاح في احدى الجامعات سواء الحكومية او الأهلية .
....... نعم رغم أنف المشككين سفينة التربية تبحر بنهج سليم يجب ان تتبعه سلسلة من الاجراءات التصحيحة للاستثمار السليم بالمواطن الاردني و لدعم اقتصاد البلد ..... لنركّز على جودة التريس المدرسي و الجامعي دون أن نلجأ الى أساليب ترويع الطالب و أهله ,,,, عندها سيكون التوجيهي الاردني حلم الطلاب العرب غير الاردنيين .
..... كفانا جلدا للذات فالطالب الاردني هو الأذكى بين أقرانه من الطلاب الآخرين ( غير الاردنيين ) و عند مقارنته بهم من حيث امتحانات القياس المتباينة حسب كل دولة فاننا نظلمه بالحكم .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)