طلبة نيوز

أ.د محمد خازر المجالي

أعلم أنها طريقة جديدة في اختيار الرؤساء، تلك التي أقرها مجلس التعليم العالي مؤخرا، وأرجو لهم التوفيق، ولكن أليس من حق المرؤوسين أن يكون لهم رأي في رئيسهم، إن لم يكن انتخابا فعلى الأقل الترجيح، وإن لم يكن من جميع المدرسين فعلى الأقل نخبة منهم!؟
أقول هذا في زمن الأزمات، أزمة الثقة، وأزمة الكراهية والعداء بين القادة الأكاديميين، وأزمة التدخلات الخارجية، وأزمة ضيق أفق المسؤولين عموما حين تتدخل العوامل اللاعقلانية في الاختيار، فلم لا يكون للأساتذة على وجه التحديد رأي في الاختيار أو الترجيح وفق آلية يتم الاتفاق عليها؟ وليس هذا مستحيلا.
جل الأكاديميين مشغولون برسالتهم النقية، حيث إعداد أجيال الغد، في محاضراتهم ومختبراتهم وعياداتهم وساحاتهم ومسارحهم، ويتمنون تطبيق معان سامية من الوفاء والعدالة وروح المسؤولية، لتستمر رسالتهم، وليشعروا بطمأنينة تدفعهم لمزيد من العطاء والإبداع، والطلبة أنفسهم سيكونون متّبعين لمدرسيهم لو كانت الأمور صافية مستقرة نقية.
لا نريد للأكاديميين على وجه التحديد أن يتشتتوا وينشغلوا عن أهدافهم السامية، ولا بد من وجود قائدٍ طليعة في قومه، نزيه أمين قوي عادل، وصدق الله العظيم: "إن خيرَ من استأجرت القويُّ الأمينُ".
لا بد من أن يكون الرئيس من أبناء الجامعة نفسها، ولتختصر المدة إلى أربع سنوات بلا تجديد، وليكن العطاء على أشده، ولتفسح الفرصة لغيره ليبذل جهده أيضا، وهكذا يكون التنافس الحق.
نرجو احترام رغبات المرؤوسين، واحترام رسالة التعليم عموما، خاصة التعليم العالي، حيث الأردن قبلة عدد كبير من البلدان لإيداع أبنائهم وبناتهم أمانة في أعناقنا، لينهلوا من المعرفة ويرجعوا مؤهلين، وبلدنا بحاجة إلى نقلة حقيقية في واقع التعليم العالي، وإن كانت أم الجامعات تترنح وهنا أمام التحديات، وبعض هذه التحديات لا أخلاقية، فلنترفع عن سفاسف الأمور، ولنرتق حقيقة بجامعاتنا، فأمانة الأجيال بين أيدينا، وسنُسأل عنها في الدنيا قبل الآخرة.

أ.د. محمد خازر المجالي
الجامعة الأردنية