طلبة نيوز-

*سميح المعايطة

بلد مثل الأردن لا يخفي علاقته الإستراتيجية بالغرب والولايات المتحدة، ولم يعلن نفسه يقود ثورة ضد أمريكا والغرب، ولم يعتبرهم عدواً للدولة الأردنية رغم أنه قد يحمل إنتقادات وملاحظات على سياسة أمريكا في المنطقة والعالم.
ولهذا ليس مفاجئاً أن يعلن الأردن نفسه عضواً في التحالف الدولي ضد الإرهاب، فقد كان ضد الإرهاب منذ سنوات وسنوات، ولم يكن يوماً يقدم نفسه ضد الإمبريالية الأمريكية وينقلب في يوم آخر.
إصدار فتوى بحرمة المشاركة في الحرب على الإرهاب قد نسمعها من شخص لكن عندما تصدر من (حزب سياسي) فهي ليست أكثر من فتوى سياسية، ولا يمكن أخذها إلا في سياق تاريخ المواقف السياسية للحزب أو الحركة التي تعلن هذه الفتوى، ولن نذهب يميناً أو يساراً لكننا نسأل أيهما هو الحرام والمخالف للشرع الحرب على الإرهاب لغايات الدفاع عن أمن الأردن وحدوده وحياة مواطنيه أم المشاركة في تحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا في شن حرب على دولة عربية وإسقاط نظامها ثم المشاركة في مجلس الحكم الذي كان يديره المندوب السامي الأمريكي؟!
لا نتحدث عن مئات السنين بل هي عشر سنوات تقريباً عندما تحالف فرع أصحاب الفتوى العراقي مع الولايات المتحدة ودول (التحالف) الذي دخل العراق وأحتلها عام 2003 ، وكان مبرر المشاركة في الحرب على بلدهم أن النظام القائم آنذاك يمارس القمع والاضطهاد، ودخلوا (بفتوى أو دون فتوى) ضمن (أدوات) التحالف الذي كانت تقوده الولايات المتحدة، ودخل حزب (فتوى التحريم) بفرعه العراقي تحت حماية الأمريكان، ولم نسمع عن أي فتوى تحرم هذا الأمر، ومع أول مجلس حكم انتقالي أقامه الأمريكان كان الحزب الإسلامي ومن خلال رئيسه ورئيس مجلس الشورى فيه محسن عبدالحميد جزءاً من المجلس ثم كان رئيساً للمجلس في آذار 2014 ، وكان تحت إدارة سلطة الإحتلال الأمريكي ومندوبه السامي.
وحتى في ليبيا قبل ثلاثة أعوام تقريباً فإن حلف الأطلسي هو الذي ساهم بشكل حاسم عسكرياً بإسقاط النظام هناك وكان الإخوان المسلمون الليبيون جزءا من النظام البديل وسعيدين بتدخل حلف الأطلسي ولم نسمع فتوى بحرمة ما فعله الأطلسي.
ونتذكر جميعاً فتوى يوسف القرضاوي الذي دعا دول العالم للتدخل عسكرياً لإسقاط نظام بشار الأسد، والعالم هنا هو التحالف وأمريكا، فلماذا هذا حلال وبمشاركة ورضى وتأييد الحركة صاحبة الفتوى بينما دفاع الأردن عن أمنه وإتخاذ إجراءات وقائية لحماية شعبه حرام شرعاً؟!