طلبة نيوز
كتب علي العزام
في لقاء لوزير التعليم العالي الأسبق الدكتور وليد المعاني قال فيه " يدرس في الجامعات أساتذة لا يستحقون أن يدخلوا من أبوابها " قد يتبادر للذهن أولا أن ما كان يقصد به المعاني من هذه المقولة هو أن مستوى أولئك الأساتذة الضعيف أو أنهم خريجي جامعات غير مرموقة في أمريكا وبريطانيا واستراليا .
ولكن لا بد من الإقرار بأن هذه المقولة صحيحة وأن قد تصف فئات من الأكاديميين ممن يتبجحون بأنهم خريجو أعرق الجامعات في العالم وأنهم ممن لهم تاريخ في البحث العلمي ومشهود لهم بالكفاءة في التدريس .
إن البعض من الأكاديميين لا يفهمون الرسالة الأكاديمية ويعتقدون أن تكون أستاذا جامعيا أنه في برج عاجي وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه ظل الله في الأرض وأن البعض تأخذه العزة بالإثم فيظن أن الأكاديميا هي فرض العضلات على الطلبة واتخاذ التقييم والعلامات سلاح لإذلال الشباب بطرق ما أنزل الله بها من سلطان .
والأنكى من ذلك أن يكون في الجامعة إداريون أشبه ما يكونوا كتب تعليمات وأنظمة متحركة فهم يعتقدون أن السمعة الأكاديمية هي في تلك التقاليد البالية وبعض التعليمات العمياء التي وضعها مشرعون يجهلون فلسفة التشريع .
في العام 2005 صدرت في الجامعة الأردنية تعليمات بأن الجامعة تمنح الطالب عددا من الفصول الدراسية الإستثنائية في حال تقصيره الأكاديمي وفي حال استنفاذها فإن الطالب يفصل من الجامعة وهذا أمر جيد لضبط الجودة ولكن عندما يتعلق بطلبة أنهوا كافة متطلبات التخرج وأخفقوا في تحصيل بعض العلامات في مادة في آخر فصل دراسي مع استنفاذهم لتلك الفصول الإستثنائية فمثلا طالب أنهى 130 ساعة هي خطته الدراسة واخفق في رفع معدله إلى 2 يتم فصله أكاديميا ويكون لازما عليه مغادرة الجامعة هل هذه هي الأكاديميا ؟؟؟
هل يعني ضبط الجودة أن نحول قلوبنا (حجارة أو اشد قسوة ) هل يعني أن متشددا في الشأن الأكاديمي هو أن تقهر طلبة بذلوا جهودا إلا أن إخفاقهم في متطلب جامعة أو متطلب كلية خارج مواد التخصص لا يعني أنه طالب فاشل أكاديميا .
إن هذه المأساة ليست مأساة طالب أو طالب بل مأساة مجتمع يعتقد أن داخل أسوار الجامعات علماء وعندما يرى بعض القيادات من عمداء ونواب رئيس وغيرهم يظن أنه ينظر إلى نخب بكل ما تعني الكلمة من معنى ولا يتبادر لذهنه أن البعض منهم (رجال ولا رجال ...عقول أطفال وربات الحجال )
إن تحويل الشباب الى فاشلين بسبب تعليمات وضعها فاشلون في التشريع ويطبقها قيادات أصموا آذانهم عن صوت الرحمة بخلق الله ما هو إلا جريمة بحق الطلبة فما هو ذنب طالب أنفق ماله وجهده وعند الفصل الآخير يقال له نأسف اذهب الى جامعة أخرى لتستكمل متطلبات النجاح مما يعني فقدان أكثر من 80 ساعة في أحسن الأحول و3 سنوات من عمر الطالب من أجل 10 علامات في مادة هي متطلب وليست مادة تخصص .
ولا أدل على هذه الحالة الأخلاقية من قوله تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) فهل الأكاديما تعني أن نضبط الجودة على حساب تلك الفئات من الطلبة فإن كانت كذلك فتبا لتلك الجودة وتبا لضابطيها.
التعليقات
zaky ameen (.) الثلاثاء, 03/11/2014 - 08:39
in this you are away from academia you are down
مجهول (.) الثلاثاء, 03/11/2014 - 19:55
وأزيدك من الشعر بيتا أن التعليمات تطبق حرفيا على أولاد غير المحاسيب أما أبناء الواسطات فلهم فتوى ورحمة وتصبح التعليمات مطاطة. ولا أدل على ذلك مما يحدث في إحدى الجامعات حيث تهمل التعليمات تماما إذا كانت لا تتفق مع ما تراه العميد. فأي ظلم يعيشه أبناؤنا وإلى متى؟
اضف تعليقك