طلبة نيوز -

د. زياد أبو الرُّب - الجامعة الألمانية الأردنية

كثر الكلام مؤخراً عن نتائج التوجيهي والعلامات المرتفعة وغير المسبوقة في تاريخ التوجيهي في الأردن. حيث لأول مرة يكون هناك علامة ١٠٠٪؜ كاملة وسبعين طالبا! إضافة الى مئات ممن حصلوا على علامات فوق ٩٨٪؜. وقد ساهم ذلك في فرحة كثير من الأهالي والطلاب. بالإضافة الى تمكين أغلبية الطلبة من الحصول على مقعد جامعي سواء في جامعة حكومية أو خاصة. وبالتالي فإن ذلك سيسهم في تحريك وزيادة دخل هذا القطاع التعليمي المهم.

وعلى الرغم من فرحة الناس بذلك، كثر الغمز بتدني مستوى التوجيهي إلى ما كنّا نعيب على توجيهي جيراننا من دول الخليج، حيث العلامات العالية والمستوى المتدني للطلبة. ولذلك كان هناك تيار يدعو إلى إعادة هيبة التوجيهي الأردني من خلال زيادة الصعوبة وخفض مستوى النجاح. وبذلك تكون العلامة دالة حقيقية على مستوى الطالب. بالاضافة لذلك تكون أعداد أصحاب العلامات العالية متناسبة مع الطاقة الاستيعابية للتخصصات المطلوبة من أصحاب العلامات العالية. وأما أصحاب العلامات المتدنية أو الراسبون فالأفضل أن لا يكملوا دراستهم الجامعية ويتجهوا إلى المجال المهني أو التجارة.

وأرى أن أي من المذهبين لا يحل المشكلة في ضوء غياب منظومة شاملة توازن بين مخرجات التعليم المدرسي والجامعي من جهة، وبين متطلبات السوق من جهة أخرى. فالمتتبع للأمر يرى عجزاً حكومياً عن الربط بينهما والنظر إلى كل قطاع كجزيرة منفصلة. وهذا أدى إلى البطالة وتكدس الخريجين ومرارة الأهل الذين استثمروا أنفس ما لديهم ولَم يحصلوا إلا على كرتونة علقوها في صالوناتهم علّها تعزيهم!

إن حال التعليم كحال أغلب القطاعات يعاني من عدم وجود منظومة حاكمة. فحال التعليم كحال العمل، والصناعة، والنقل، والصحة، والسياحة، والاستثمار، وغيرها، كلها تعاني بلا استثناء. ولهذا فحل مشكلة التعليم مرتبط بحلول لبقية المنظومة التي إن حُلت مشاكلها، ستساهم في تقوية التعليم واستقبال مزيد من الخريجين في سوق العمل في مجمل هذه القطاعات.

فالخلاصة، إن مشكلة التعليم والدراسة الجامعية لن تحلها رفع علامات التوجيهي أو خفضها. بل إن الحل يكمن في الإتفاق على رؤيا جامعة للأردن، وطرح إستراتيجية شاملة يشترك في وضعها الوزارت والنقابات ومختلف الأطراف ذات العلاقة لتنهض بمختلف القطاعات معاً.